الاثنين، 16 نوفمبر 2015

عسكر فوق وعسكر تحت (6-10)

سأصعد الجبال واكشف عن صدرى لعل التنين يرانى .. يرانى فيأتى 
سأرمى سيفى وأُبدى علامات الصدق فترتد ناره ويبتسم من قلبه
تعالى يا صديقى دعك من قصص الابطال تعالى نهرب سوية..  سوية ونختفى 
فعند سفح الجبل حبيبتى ونيرانها تحرق القلب من الداخل 
لن اقتل النين - يورى مرقدى 
من الصعب ان تكون تلك الحياة البائسة التى نحياها يا صديقى من الصعب ان تكون بتلك القساوة التى تصفها يا صديقى العسكرى 
حياتنا البائسة نحن المدنيين من أبناء الوطن الواحد والأصل الواحد العربى المنشأ واللغة والغاية وان امتد نسبنا الى الفراعنة اصلا او من هاجر أم اسماعيل صلى الله عليه وسلم 
ان حياتنا البائسة نحن المدنيين نتيجة أساسية وأصيلة لفعل فاعل أوجد فينا من الشئ القمئ الكثير والعديد فأضحينا صورة ممسوخة لبنى البشر ... قد أوجد فينا الفاعل الرئيسى مزيج من السلبيات الممزوجة بعدد لا حصر له من الاخلاقيات المذمومة التى جعلت حياتنا جحيما بداية لتصعد برمادنا المحترق الى سطح البؤس ... قد قلت حياة بائسة ولم أذكر انها حياة يائسة فكتابتى اليك ايها الصديق هى كسر لقواعد اليأس الصارمة لعلى اخرج بك ومعك من عدمى إلى وجودى لأعانق الحياة ولو لزمن
ان الفاعل الاصيل اوجد فينا ليس جهلا كما كنا نصف حالنا منذ عقود قد اوجد فينا نوع من اللاوعى وما ترتب عليه من انتشار اللامبلاة ولعلى افرد يوما صفحات متخصصة عن وعينا الغائب والضارب فى اعماق تاريخنا الممزوج بأكاذيبب حارة من نوع لاقينى ولا تغدينى 
ان حركات التحرر الوطنى التى لاحت بعد الحرب العالمية الثانية وخروج المستعمرات الى ظل الحاكم الوطنى المستبد قد فرضت على اصحابها سياسات تأميمية وطنية ولست اعنى تأمينم الاقتصاد أو تأميم الثروات قدر ما أعنى تأميم العقول واتباع النهج السوفيتى فى الحياة ليس فقط النهج الاشتراكى الاقتصادى بل النهج الماركسى المعتقد ورغم كون الشيوعية هى الحلم وهى نهاية المطاف للدول الاشتراكية الصاعدة حينئذ بل ان الشيوعية نفسها لم تستطع الدول الشيوعية تسمية ً والأصيلة مثل الاتحاد السوفيتى والصين وكوبا لم تستطع تلك الدول الوصول الى الشيوعية بداية أو نهاية فالفلسفة الماركسية لم يتم تحقيق غايتها يوما ولن تتم حتى لو تحولت كل الدول الى شيوعيات صغرت أو كبرت فهى وهم محض 
ورغم كون الشيوعية وهم ورغم كون النظرية الماركسيية نظرية بائسة وفقيرة جدا عند التطبيق رغم ثرائها الاجتماعى والفكرى عند كاتبها ومبدعها .. رغم اشكاليات التطبيق وجدنا القادة الجدد نهجوا منهج الماركسية منهجا منظما وغاية ووسيلة اقتصادية واجتماعية وفلسفية فكان الاعلام الجديد وكان حريفو وخبراء الرأى العام لتشكيل منهج جديد للدولة قاطبة رغم أنف الشعوب حتى لو كان ذلك النهج يتعارض مع معتقدات ومقدسات الشعوب التى اعتادوها فى تاريخهم السحيق والحديث والذى يشكل الاستعمار جزء منه 
فهل كانت السياسات التى اتخذها القادة الجدد لصالح شعوبهم بداية ونهاية أم هل كانت رؤية الزعيم المُفدى الحاكم بأمر الزمان بعد ان كان الحكام لالاف السنين بأمر الله - وكلاهما لا لايعول عليه- أم كانت نكاية فى الاستعمار ومحاولة رسم خارطة جديدة للقوى الدولية 
قد عرف العالم ثلاثة نظم قطبية رئيسية بدأت بالنظام متعدد القوى القطبية والذى انهار مع الحرب العالمية الثانية ليتشكل النظام العالمى ثنائى القوى القطبية لينها مع انهيار الاتحاد السوفيتى فى اوائل التسعينات من القرن العشرين ليظهر ويسطه شيطان الدجال مع النظام العالمى الجديد أُحادى القطبية الذى يتزعمه بطل wwe هالك هوجان لا عب المصارعة ممثلا عن الولايات المتحدة الامريكية التى تحكم العالم بالضبة والمفتاح 
ولقد كان اولئك القادة خاضعين للنظام ثنائى القطبية ويحتاجون الى من يضمهم الى مظلة الحماية فكان الانتماء لقطب ما مقابل تنازلات سياسية وعسكرية وثقافية بالأخص لا حصر لها 
ودعنا نتوقف حينا عند مصر قادتها بعد انقلاب 1952 أو ما سماه حريفو الخداع من الرأى العام بثورة يوليو 1952
مصر كانت تابعة للقطب السوفيتى فترة عبد الناصر ثم تحولت الى القطب الامريكى فى نهاية السبعينيات ثم احتضنت النظام العالمى الجديد وماثلته بالصوت والصورة live أيام مبارك وها هى اليوم تقترب من روسيا لتناقض تطور نظام القطب الواحد الذى يسمح رغما عنه بوجود لاعبين فاعلين مثل روسيا 
هل كانت الافكار الماركسية مناسبة لعقيدة الشعب المصرى سؤال كان يجب طرحه حينها على القائد العسكرى عبد الناصر 
ولنسأل السادات القائد العسكرى نفس السؤال ولكن بصيغة امريكية .. أما مبارك فلا داعى لسؤاله أبدا 
وعن السيسى نسأله السؤال هل هو توجه أو عقيدة أو مصلحة أم انه عدم المعين فى زمن سمى كل احد فيه ثورة 30 يونيو بالانقلاب فحدث الضد من الولايات المتحدة فكان السيسى مضطرا برمى مصر فى احضان الدب الروسى البخيل الباحث عن سلطنة بجوار اوباما ؟؟؟
هل سياساتنا الدولية التى يقودها العسكر سابقا وحاليا تعبر عن رغبة الأمة وتمثل طريق صحيح نحو تحقيق مصلحتها القومية وهل تظل محددات المصلحة القومية بيد العسكر فقط لاغير دون مشاركة من عناصر الأمة أو باقى القبائل الحالية من شرطة وقضاء وعسكر والحديث يدفعنا دفعا نحو الاحزاب ونحو النقابات ولكنى لن اتطرق اليه واكتفى بقول ان مصر كانت مجموعة من العزب (جمع عزبة = ضيعة = منطقة نفوذ) أسسها عسكر 1952 الضباط الاحرار وبظهور مرسى اول رئيس مدنى منتخب ظهرت مفاهيم العشيرة والقبيلة وستظل ردحا من الزمان 
تعالى يا صديقى نستعرض بمجمل حياتنا البائسة واعنى حياتنا كمدنيين مرتبات ضعيفة وانهيار تام للخدمات وشظف العيش والفساد وضياع مسيتقبل اولادنا من تغذية وتعليم وصحة تصل الى ادنى مستوياتها فى العالم 
من المسئول عن هذه الانتكاسة الحضرية والانسانية أليست هى الحكومات المتعاقبة التى تعمل تحت سلطان القائد والزعيم ذوى التوجهات المتباينة من زمن لآخر أليس ذلك القائد هو رجل عسكرى أليس هو من تنصب عليه لفظة العسكر ومعاونوه 
لقد تم عسكرة الدولة منذ عهد عبد الناصر ومعنى عسكرة الدولة ان العسكريين تحولوا لشغل الوظائف العامة المدنية بشكل واسع كوزراء او محافظين أو رؤساء لهيئات ذات ثقل فى مؤسسات الدولة 
كن الرأس عسكريا والمفاصل عسكرية فكانت النتيجة وستظل الحياة البائسة التى يعيشها المدنيين 
فهل تلكم هى امكانات العسكر الادارية والسياسية فى مصروهل بإمكانهم القيام بشئ قاتل لليأس مذيب للبؤس مزلزل لجمهورية الفساد التى نمت وارتوت وازدهرت فى ظل أزمان العسكر ؟؟؟
شيكوبوم أظن أو لا أظن .................... لا أظن

ليست هناك تعليقات: