الاثنين، 23 نوفمبر 2015

أدوات جديدة للكتابة 2-5


لمراجعة السابق

أدوات جديدة للكتابة 1-5

                         

لعل رابط الأدوات ببعضها البعض وتهافتها على معالجة الكلمة المصابة بداء عُضال لا أدرى كنهه وان كنت اشتق حالة من الطمس للحروف المنقوطة ظل زمنا مصاحب لها حين كانت تنهل من ماعون الوجود حروفا سابحة دون هدى ودون رابط جامع يجمع الحرف بنقاطه وكأنها كانت تزيغ عن القصد والغاية 
سنوات والحروف عصية ..هى ذاتها نفس الحروف التى كانت تفيض بانوارها القدسية اقماراً وانوارا 
ربما أُبُسط الأمر أكثر لمن لم يحز نظارة للقراءة 
هب ان العالم ذرات متناهية الصغر لن تقوى عيناك على رؤيتها الا فى وجود شعاع ساقط ومتصل للشمس حينها سترى تلك الذرات تسبح فى مدى شعاع الشمس الساقط وان غابت نظرتك عن رؤية الذرات الأخرى الخارجة عن مدى سقوط الشعاع لكن سيصيبك إدراك لوجود عدد لا نهائى من الذرات موجود حولك ولكنك لن تراه لغياب الشعاع الساقط مباشرة على حيز ليجرده من محتواه فتتناثر الذرات حولك وبين يديك 

هب ان تلك الذرات هى حروف هجائية متنوعة من الألف إلى الياء وانها متكررة بشكل ضخم جدا فتجد بلايين من الالف واخرى من الياء وغيرها وانها اختلطت واشتبكت انفجرت وتشظت أحرف غير مرتبة على غير منوال فى ناظريك المحرومين بداية من نظارة الرؤية ... هب انك حملت نظارة الرؤية لترى تلك الاعجوبة السماوية وهى تشظى الحروف دون منوال فى كافة ارجاء الكون دون حيادية ودون قطبية جاذبة لحركاتها المختلطة العفوية 
ولكنك ان استحلت وتحولت الى تلك النظاره مفارقا نفسك وذاتك ستشهد ما هو اعجب وأشد تأثيرا بما يسلبك الاندهاش نفسه
مصفوفات ودوال وتعبيرات كيميائية وفيزيائية وكمية  ...  دوال أقصى من الرؤية والاحتمال يسبح ما تبقى من انتثارك فيها ساعيا لللتعرف اليها دون ان تدرك ان مهمتك الأولى هى فض بكارتها لتسيل معانيها دماً ممزوجاً بك وفيك 

عصية هى الحروف لتتشكل كلمات وحتما سأكشف يوما كيف تتزاوج الحروف وتتراكب وتتناسل وترسم استقامتها نحو فراغ الكلمة لتُفرغ كل طاقتها فى ذلك الفراغ فتملؤه ويحويها فتتشكل الكلمة عبارة ناطقة فى مسامع الوجدان 
ومن أى نبع يستقى الشعراء والمفكرون وجدانهم الممزوج بسيل الأحرف 
ولكن يبقى عصيان الكلمة لتنكشف عن قشرها فيجلو اللُباب كثمرة اللوز المحجوبة بقشور صلدة حيث يلزمك أداة أشد صلابة  لفتقها 
ومن عصيانها انها تحتاج إلى أدوات أخرى لتنطق عن مضمون ذاتها من خلال صور وتعابير هجائية واصلاحات لغوية تحتاج جميعها الى مزيد من الفتق لإخراج المعنى
لذا فإن الحاجة للأدوات متلازم فى تلك المرحلة من التدقيق والفهم والكتابة 

ليست هناك تعليقات: