الخميس، 19 نوفمبر 2015

عن ابليس -1- ذات (2-100)

تواترت الينا الاخبار وتحدث الله إلينا معلما عن قصة ابليس مع آدم 
والتى كانت تجربة العصيان ... عدم اتيان الأمر من إبليس وفعل آدم لما نهاه الله عنه 
وثمة فارق بين عصيان الأمر وإتيان النهى 
عاد آدم الى ربه بنفس مرضية وعاد ابليس الخبيث باللعنة الأبدية 
آدم اعترف بالنقيصة ونسبها الى نفسه (ربنا ظلمنا انفسنا) 
وابليس كاشف الإله بإحالة الذنب على الخالق (بما اغويتنى) 



كان الكون منصت ساه الا عن الحوار :
قال : اسجد لغيرى 
فاجاب اللعين : لا غير
قال: عليك لعنتى 
فاجاب اللعين : لا ضير فان أدنيتنى فأنت أنت وان ابعدتنى فأنت أنت 
قال: اتفعل ذلك استكبارا أم فخارا ؟؟
فاجاب اللعين : سيدى من عرفك فى عمره مره أو خلا بك فى دهره لحظة لكان حق له ان يفتخر على العالمين 

كم من زمن أزلى عمر فيه ابليس الكون بذكر الله ... 
وكم من صفحات دونها فى توحيد الله آناء الليل والنهار 
ابليس منبع الضد ففى البدء كان معلما للمحاسن فى الملك الأعلى 
ثم دنى فلم يتدنى فى العالم الأدنى ليكون اماما للكفر ومعلما للنقيص والمذموم 

بداية نستمع سويا الى حوار موسى مع ابليس فى كتب المقروء فى ديار المسلمين :
يروى أن سيدنا موسى-عليه السلام- لقيه إبليس اللعين فقال له:يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما وأنا خلْقٌ من خلق الله أذنبت وأُريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربي أن يتوب عليّ،فلم يعبأ به نبي الله ،فلما صعد موسى الجبل وكلم ربه عز وجل وأراد النزول قال له ربه:أدِّ الأمانة،فقال موسى:يا رب عبدك إبليس يريد أن تتوب عليه،فأوحى الله تعالى إلى موسى:يا موسى قد قُضيتْ حاجتك مُرْهُ أن يسجُد لقبر اّدمَ حتى يُتابَ عليك، فلقي موسى إبليس فقال له: قد قضيت حاجتك أُمرت أن تسجد لقبر اّدم حتى يُتاب عليك فغضب واستكبر وقال:لم أسجدْ له حياً فأسجد له ميتاً؟ ثم قال له يا موسى إن لك علي حقا بما شفعت لي عند ربك فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن: اذكرني حين تغضب فإن روحي في قلبك وعيني في عينك واجري منك مجرى الدم ،اذكرني إذا غضبتَ فإنه إذا غضب الانسان نفختُ في أنفه فما يدري ما يصنع،واذكرني حين تلقى الزحف فعني اّتي ابن اّدم حين يلقى الزحف فأذكره زوجته وولده وأهله حتى يُولي، وإياك أن تجلس إلى امرأة ليست بذات مَحْرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها فلا أزال حتى أفتنك بها وأفتنها بك.

أما عن غير المقروء فاسمع الى حوار تلقاه الارواح بحبور الفهم ومتعة الاستماع :
قال موسى: ما منعك من السجود
أجاب ابليس :متعنى من السجود وارد خاطرنى قائلا: الدعوى لمعبود واحد 
ولو كنت سجدت لكنت مثلك يا موسى فانت قد نوديت : انظر الى الجبل فنظرت 
وانا نوديت مرة : اسجد لآدم فما سجدت لما فهمته من واردى
قال موسى:تركت الأمر ؟
أجاب ابليس : ما أمرنى
قال موسى : أليس قال لك اسجد لآدم
أجاب ابليس : ذلك أمر ابتلاء لا أمر إرادة ولو كان أمر إرادة لسجدت 
قال موسى : لا جرم أن صورتك ممسوخة 
أجاب ابليس : يا موسى ذاك ابليس الحال ولا يعول عليه لان الحال يتحول أما المعرفة الصحيحة فلم تتبدل وان كان شخصى قد تغير فالصفاء باق لم يتكدر 
قال موسى : وهل تذكره الان بعد طردك ؟؟
أجاب ابليس : لا اعرف غيره احدا ولا اذكر غيره ابدا ولو عذبنى بنار الأبد 
أنا من هو فى الخدمة أقدم وفى العلم أعلم أنا اعلمهم بالسجود وأقربهم الى الوجود وأدناهم الى المعبود لكن سيدى قال : لى الاختيار لا لك  فقلت : سيدى لك الاختيارات كلها فاختيارى اليك فإن اهبطتنى فأنت الرفيع وان منعتنى من السجود فأنت المنيع وإن أخطأت فى المقال فأنت السميع وإن أردت ان اسجد له فانا المطيع 
كذب ابليس فى دعواه وتبيانه للأمور فلم تواتره كل تلك التفسيرات والافكار عند اتيان المعصية لابد انه فكر كثيرا وكثيرا عن جواب لاحق ولم يزل يفكر 
وسنعود الى ابليس لاحقا ... ولكن يظل سر ارتباط ابليس بمفهوم الذات عندما نعرض للقاء ابليس مع نبى الله نوح صلى الله عليه وسلم ومعها تكون الانطلاقة نحو محاولة بحثية جادة لفهم حقيقة الذات البشرية 




ليست هناك تعليقات: