الأحد، 2 أكتوبر 2016

القربان والهجرة

غنى يورى مرقدى : تعالى نهجر الارض سأفرش لكى عطارد ستحكمين مملكة وحدى أنا فيها
ولكن هل من هجرة حقيقية الى عطارد حقيقى أو ما خلف مجرة درب التبانة فليست مصر هى فقط جحيم ساكنيها قدر كون المجرة بأكملها قد تعفنت من فرط ظلم الانسان للانسان وللخليقة بأسرها ان الهجرة الكونية حق وحقيق وهى تتناقض تناقضا تاما مع تعريفاتنا ومفاهمينا عن اللفظ الاصطلاحى أو اللغوى أو الشعبى لمعنى الهجرة ان الله قد أمر كل أحد أن يذبح بقرة وأمر الله كل أحد بأن يفر الى الله اذبح بقرتك وحط طرف جلبيتك فى سنانك وقول : يا فكيك
والفكيك حيرد عليك يقول شبيك لبيك اوطانى بين ايديك
ولن يقول لك : تطلب ايه؟؟؟
فطلبك قد سبق وحددته وعزمت عليه وشرعت فيه بذبحك بقرتك وجمع اطراف ثيابك والتقرب شبرا أو باعا أو ذراعا
ولاننا أمة تنتمى الى دين اسمه الاسلام الحنيف لا يتعرف عليه كثير من الناس فى ازمان قريبة وقديمة
أمة تحتفل بالهجرة النبوية (للحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه وسلم) وتذبح دكر البط وتعجن الفطير (اليهود كان طعامهم وطبخهم هو الفطير أثناء خروجهم من مصر وهو عيد الفصح عند اليهود)
"وقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا ولا يؤكل خمير. اليوم أنتم خارجون في شهر أبيب ويكون متى أدخلك الرب أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والحويين واليبوسيين التي حلف لابائك أن يعطيك أرضاً تفيض لبناً وعسلاً أنك تصنع هذه الخدمة في هذا الشهر. سبعة أيام تأكل فطيراً وفي اليوم السابع عيد للرب. فطير يؤكل السبعة الأيام ولا يرى عندك مختمر ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك. وتخبر ابنك في ذلك اليوم قائلا من أجل ما صنع إلي الرب حين اخرجني من مصر. ويكون لك علامة على يدك وتذكاراً بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك لانه بيد قوية أخرجك الرب من مصر. فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى سنة." (سفر الخروج، أصحاح 13، 3-10) 
وتشترى الحلوى لتلهو وتاخد اليوم أجازة تأكيدا للراحة والدعة فقد كانت الهجرة شاقة جدا وفى عز الحر وخارج الصالات والقاعات والمكاتب الحكومية المكيفة 16 يولو 622 م لذا وجب الاستراحة وتمام الراحة بعد تلك المشقة فكان لازم يكون اليوم اجازة ونست أمة الاسلام استخدام جريد النخل احتفالا بذلك اليوم تشبها بالانصار كدأب آل نصرانى فى عيد الزعف ويا حلاوة ام اسماعيل فى وسط عيالها زى النجفة عمالة تلعلط فى جمالها
بعد عشرين سنة من الان سيتم استبدال الفطير بالبيتزا علشان الحقودين على بنى اسرائيل وتبقى العبارة الشائعة سميط وبيض وبيتزا
قد كانت القرابين أحد سمات الديانات السماوية والوثنية والشيطانية ايضا فمن قابيل وهابيل وحتى اليوم لم تزل القرابين والذبائح تقدم لكل معبود عند كافة الطوائف والديانات وربما اختلفت امة الاسلام الحنيف فى ان ما يقدم للاله الرب هو عين ما يقدم من عطايا لفقراء الناس فى شكل هدايا او صدقات أو زكاة لكن زمان كانت النار بتنزل بحق وحقيقى تحرق وتأكل القربان علامة ودليل على قبول الجليل للقربان
انك حين تذبح الخروف الابيض المليح ابو قرون لولبية فى ايام هى ايام الحج والمسمى لدينا عيد ... عيد الاضحى أو عيد الحجاج أو عيد القربان أو العيد الكبير وكبره مش لانه اجازة 4 ايام وعيد الفطر اجازته 3 ايام لكن لانه عيد تقدمة وتقرب وبذل وتضحية واضاحى لوجه الله
فأنت فى العيد الصغير يا صايم قد منعت وامتنعت لله فنهايتك عيد بمشيئة الله وانت حين تقدم وتعطى وتضحى وتبذل فايامك عيد اكبر بمشيئة الله فالله قد طلب منك صريحا البذل والمنع .. الفعل والترك وكله مسطور تحت باب الامر والنهى
ان ماتقدمه من ذبح واضحية فى عيدك الاكبر هو قربان الى المولى الجليل ويا عالم ربنا يقبله ولا ميقبلوش فتأكد انه مثل الصلاة قد يقبلها الله وقد تُرمى فى وجهك مردودة غير مقبولة وساعتها حتطرطش دم على وشك وهذا أمر كبير فى حالتى الصلاة والأُضحية
انت تقدم قربان والمثل يقولك هين قرشك ولا تهين نفسك فسعادتك تشترى خروف أو عجل او بقرة وكلها على وزن خروف وتهين قرشك ولا تهين نفسك
لكن الله يطلب منك قربان واحد فى اى وقت من عمرك ولمرة واحدة فى العمر كله فان صحت صح لك ان تاخد طرف جلبيتك فى سنانك وتقول يا فكيك ... وهو ان تذبح بقرة .. والبقرة هنا تختلف عن الخروف (لو دبحت بقرة فى العيد الكبير هى فى النهاية خروف)
فالخروف وماتشابه عليه من الأنعام المقدمة للذبح حتى لو كانت جمل أو بعرور أو الابل بانواعها فهى فى النهاية أُضحية وهى من باب هين قرشك
لكن ربنا عايزك تهين نفسك بأنك تذبحها فالنفس هى البقرة السمينة الملظلظة اللى شوربتها بهاريز ولحمها أطايب ولهاليط وهى اللى عليها العين والنية والمطلوبة للذبح


شوف يعنى الهندوس عبدوا البقر وتركوا الخراف والجمال والمعيز (الماعز) وهكذا كل البشر الا من عصم ربى قد عبدوا النفوس (البقر)
فانك ان خرجت عن نفسك وذبحتها بالثلاثة (النفس مالهاش علاقة بالرقبة لبعدين حد يدبح رقبته ويروح فيها) وفررت الى ربك فقد صحت هجرتك
فمتى تكون هجرتى وهجرتك