بعيدا عن حدود الكلمة الرمزية التى تصدر عن عالم يرقى قليلا او كثيرا عن مستوى بشريتنا وودت لو كان بإمكانى التعبير بشكل أبسط عما ذكرته فى مقالى السابق عن صولا
من هنـــــــــــــــا
فلتكن المحاولة وان كان فيها كشف لسر فانى اظنه ينكشف لأهله فليست كتاباتى للهباشين والنتاشين ومحبى صياح المهرجانات وليست لسكان الارض فقط
ان الله لم يخلق الانسان عبثا ولكل انسان دور معلوم فى تلك الحياة فالبعض يحكم ويملك فى الارض وليس الُحكم أن تكون رئيس أو زعيم اعنى ان يكون لك أحد أشكال وأدوار الخلافة فى الارض وهى مقتضيات العدل قبل ان يكون الهدف هو مجرد استعمار الارض واستمرار حياة الانسان فيها .. والبعض الآخر ما هو الا ديكور متمثل فى كونه مجرد رقم فى الدنيا أشبه بالديكور الأصم الذى يدور من حولك وانت على خشبة مسرح الحياة فأكثر الناس هم انفسهم حطب جهنم
الانسان فى سعيه فى الدنيا قد يدرك الغرض والحكمة أو ان يغيب عن دنياه بنفسه لتصبح النفس هى الحاكمة والمسيطرة فى سعيه
اذا استطاع الانسان بمجمل قواه وطاقته الكلية العظيمة التى وهبها اياه الخالق ان يخرج عن نفسه ساعيا الى ادراك الحقيقة التى قدمها الله الينا يسيرة على طبق من فضة ولكن بقصور أفهامنا وعدم وجود المُعلم الرشيد العاقل فإننا نضل فى السعى ولا ندرك تلك الحقيقة بشكل مباشر فنجد انفسنا نسعى الى البحث عنها واذا ما وصلنا الى اول مراحل الوصول نحوها وكشف بعضها فإننا نكتشف انفسنا نسعى للبحث فيها ولكون تلك الحقيقة لا نهائية فإن العمر يذبل فيها ويضيع
ومن اشتراطات البحث عنها وفيها أنك تقدم ذاتك قربانا فى معبد الحقيقة انك تذبح البقرة الفارض غير البكر المسماة ذات أو نفس فى ذلك المعبد تقربا إلى سُبل الحقيقة والنتيجة ان تكون حياتك الدنيا مختلفة كثيرا عن حياة غيرك وانك كلما لمست من الحقيقة طرفا تعود حياتك الدنيا للتأثر بالسلب
هذا الكلام لا يقره عقل مشغول بالدنيا ولا يرضاه متمرس فى علوم الدنيا وسينظرون اليه على انه فلسفة خرقاء لا وجود لها ولا طائل منها
ان الذى يرتقى ليتلمس ما هو اسمى تعطيه الحقائق مضامين ورؤى تختلف وفقا لسعيه واخلاصه فيها ومن تلك الرؤى ان تعرف من معك ومن عليك ومن السند ومن النقيض والضد وتنظر لترى الساعى مثلك حينا وأحايين جم من الساعين تستمع الى لهاث افاسهم المحترق أثناء الرقى .. وتنظر من سبقوك ومن قد يلحقك ومن هو على استعداد للرقى ومن هو منظور للرُقى
ان العقل لا يتحرك فليس من عضو ثابت فيك اسمه العقل المتحرك فيك هو جسدك أما الساعى فيك فهو روحك والروح اثنتان احداهما من تحفظ لجسدك الحياة وتلك يتشارك فيها كل البشر والاخرى روح من روح الله هى التى تسعى وتسير وتنتقل وهى اكبر من حفظ الحياة بل هى سر وجودك
المَلك جبريل هو نفسه روحا من أمره تعالى وهو صاحب الرسائل المنزلة من المولى العزيز القدير إلى الأنبياء والرسل فجبريل هو الروح الأمين وكأنه جبريل مخلوق روحا ملائكيا يختلف فى نشأته عن بقية الملائكة المخلوقة من نور بحت
ما علاقة جبريل وليس فيما اقول قاصدا كُنه المُلك جبريل عليه سلام الرحمن ولكنه العقل مستحكما بأطراف الروح يهيم معها فتتراءى له العبارات بأشكال متباينة فهكذا يرى جبريل قد تصدر المشهد بجناحيه العظيمين يسد أفق العبارة
ان هدف ظهور جبريل من سد الافق الى تحويل الاتجاه حتما نحو فضاء الروح يضيق الافق ليدفعك الى طريق وحيد احكامه من أحكامه الروح ويالها من رحمة بظهور أمر جبريل الروح الامين ليمنع تبعثرك فى انتقالك حتى لا تفقد وجهتك فى الانتقال ويحفظ لك سيرك نحو هدفك من استقصاء العبارة وهو الروح
هكذا يتم كشف الاشياء فى ارتقاء أعلى أو فى عالم أعلى أو فى فضاء اسمى وان صحت المقولة فى عوالم من الغيب
ان جبريل لا يأتى مشخصا ليدلك او يضيق عليك طريقا ليمنع ارتدادك او يبعثرك بل هو دليل على الطريق والهدف
ولكنها صور تتراءى للروح الهائمة فى ملكوت الله فترى بشكل تعبيرى يختلف عما تراه وتفهمه العين والعقل .. والروح فى سيرها تنقل للعقل ما رأته من صور بشرط ان تكون لك القدرة على ذلك الامر ان يكون فيك اتصال بروحك لتنظر بعقلك ما نظرته روحك والذى كان بصورة مغايرة لصور عالم البشر لذا اقول مثلا ان جبريل لم يأتى حقا ولكن الأمر تمثل هكذا للروح ان الطريق الذى تعين عليها السلوك فيه لتكشف ما فيه وتنتقل اليه الكتابة هو الكتابة عن عالم الروح فجاء جبريل أعظم الارواح بوصفه الروح الامين ليضيق عليها الطريق فلا تسلك الا ما توجب عليها كشفه والتعرف اليه جاء جبريل اى جاء الامر الجبريلى وليس جبريل بذاته
ان الأرواح تنتقل الى عوالم وأفضية تعد مُحالة عقلا عند ابناء الدنيا فلا اتصال بين الذوات وارواحها الهائمة فى الكون لكن ارواح تتصل بذواتها تنقل وتترجم الصور على شاكلتها وهو ما يعد فى طُرق الفهم ما هو فوق طور العقل
لذا فان الترجمة عن الصور المنقولة تعطى اندهاش عجيب للعقل وربما ذهول والاغلب فيما اعرفه عن نفسى انى ازداد بحثا وعمقا وتسليطا وقهرا نحو معارف وأفضية وعلوم أوسع وأشمل وكل هذا على حساب الحياة الدنيا
الطريق الضيق المدفوع انا فيه دفعا من الجناب الجبريلى هو مشهد نفخ الروح فى جسد آدم الروح الإلهى المقدس الذى احيا وجود البشرية متمثلا فى الاب الاول ... بالامس جاء ابليس لروحى متنقلا فرأيت فيه طريقه تنقله فابليس لا يطير ولا يسير ولا يغوص ولا يحرك ساكنا فى جسده اذا عزم السير أو الطيران أو غيره من صور الانتقال .... ان ابليس ينتقل بجسده فى فراغ الانتقال ينتقل دون ان يتحرك ينتقل من بقعة الى بقعة ساكنا دون حركة منه ودون ان يعصف به نسيم أو هواء وكان يرتدى ما يرتديه بشكل غريب وقال فى سماء الفكر أنا آدم الشياطين لستُ أول خلقى (لكونه مخلوق من فرع الجن) ولكنى أول نوعى
ربما جاء ابليس بالامس لانه شهد غيبا عنى وهو اندفاع نحو الروح وإعادة رسم صورة النفخ الالهى فى الصنم المُسجى المرفوع فى الهواء المسمى آدم الموسوم طينا وكأنه ابليس مترقبا لما تسفر عنه إعادة الرؤية من مفاهيم واطروحات خبرية سينالهاا العقل من مشاهدة الحالة
ان الروح الالهى الذى انبعث لم يخلق فى آدم مجرد الحياة والنهوض بشرا كائنا فقط ليحفظ له الحركة والاستمرار بوصفه مخلوق حى ان ذات الروح الالهى خلقت فى الوجود وجودا اسمه آدم لديه من عالم الحروف وتراكبها وما نتج عنها من أسماء ان الله لم يعلم آدم بطرؤيقة المدارس فأتى له بصورة البقرة وصورة الشمس وصور كافة المخلوقات ليأتى آدم ليتصفحها ... هذه صورة النعجة .. هذه صورة النعجة هذه صورة النعجة ... لا لقد تعلم آدم شيئا فريدا عجيبا فوق طور ما يمكن للعقل من إدراكه ان آدم كان يستطيع ان يفعل بالحروف والعناصر ما امكنه ان يركب الحروف مع العناصر ليراها متحركة موجوده وينطق كل منها بإسمه دون ان تنطق هى بذواتها .. لقد نال آدم أول نفحة من نفحات العلم الإلهى ولن يكون لغير آدم تلك المعرفة وتلك القدرة على محاكاة تكوين الأمر للإلهى للخلق بالايجاد
ان الروح الذى سكن آدم ليس هو ذاته الروح الذى استخدمه اولاد آدم من الانبياء لإحياء طير أو دعوة ميت من الاموات الى الحياة
فالطير معلوم مع ابراهيم واحياء الموتى شهير مع عيسى
وهنا نكتة ينبه اليها العقل فى تجسيد آدمية عيسى وخلعه عن مصاف الألوهية المنسوبة اليه ظلما وعدوانا فهل من رجل دين مسيحى ينصت لأفرغ اليه ما هو احتمالى للنص فالروح الخارج عن عيسى ليست هى ذات الروح المنبعثة الى آدم
لكن ذات الروح المنبعثة الى آدم والروح المنبعثة الى عيسى والروح التى يُرسل الله الى عباده المُخلَّصين تأتى كلها من ماعون واحد وان كانت ليست جميعها واحدة تعالى الله عما يصفون .. انها روح البعث واعلم اننى لم اختار كلمة المنبعثة من سلطانى بل هو القلم الموضوع فى اصبعى ناقرا على لوحة جهاز الحاسوب هو من يحرك الاصبع ليضع الكلمة فليست كل الكلمات من اختيارى فالفيض الواقع على عقلى والذى ينهل منه أكبر من طور العقل وأسرع كثيرا من قدرة الاصابع على الكتابة ولك ان تتصور اننى اكتب كل ما اكتب هنا باستخدام اصبع واحد فقط هى السبابة اليمنى ولكن بسرعة عجيبة اعجز انا عن ملاحقة حركاتها ونقراتها .. وكأنها لفظة المنبعثة جاءت تلقى بنفسها قهرا على حيز الكتابة لتتولد فى مصطلح البعث بوصفه مصطلح نهائى وأخير لما يمكن وصفه بإطلاق الروح الإلهى ليستقر فى آدم
فلنقل وعلى تمهل أن روح البعث الذى اصاب آدم له من التأثير ليكون بعثا فى حق بعض نسله
من الهام جدا فى كل مراحل الكتابة أن يكون هناك تحديدا للمصطلحات المستخدمة عند الكاتب
وحين بدأت الكتابة منذ قليل لم يكن عندى تسمية للروح الذى يهيم فى عوالم أخرى فقد بدأت ان الروح اثنتان تطلق احداهما على حفظ الحياة للجسد والنوع الحى والاخرى هى السائرة التى تجوز المسافات الفعلية والغيبية ولكن بعد الولوج الى عوالم أخرى يمكن ان نطلق على النوع الثانى روح البعث لتكون تلك أول تسمية مصاحبة لها منذ أزليتها إلى أبديتها فما سمعت عن ذلك الاصطلاح من قبل ومقصوده عند أحد من قبل
الكل يدرى معنى مصطلح البعث بما تعنيه اللفظة من النشور فى الآخرة وبعث البشر للحساب يوم الدين
فى خفة تتسلل نصوص أحد القوانين الوجودية (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) الموتة الأولى .. الآية تدفعنا باتجاه آخر باتجاه البعث للتحليل والتفسير والتبيان وهى امور لا متناهية ولكنه أمر يضيق عنه الوقت وهو يعنى ذهابه وتضييق افق الرؤية لما هو مستور فما قد تأتيه تفسيرات الآية من كتب المفسرين لن يغنى اشباعك لان المعنى حتما مختلف لاختلاف المصدر
ان روح البعث هى التى تشكل لك وجودا فى الوجود .. واعنى الوجود الاكبر ليس هو عالم الدنيا وليس هو نقيض العدم
فيكى يا سيدتى - صولا- من بعث الروح ولكنكى غائبة عنه فى حين انه ليس بغائب عنكى
ويظل الحديث موصول فالمطلوب منكى لم تعيه ولكنى سأنقل لكى الرسالة ولكن تعين ايجاد طرح ورؤية ليكتمل فى ذهنك المطلوب فالمعانى لا تتنزل بكيفية القراءة كما تعلمناها فى المدارس والجامعات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق