الاثنين، 9 نوفمبر 2015

عسكر فوق وعسكر تحت (1-10)



فى كل يوم على الفيس بوك تلاقى عجب العجاب ناس تمجد فى رؤساء الجمهورية من ابناء المؤسسة العسكرية
وناس تمجد فى السيسى وحده دون غيره بصفته انه لسه عايش وان السيسى بيكافح الفساد وحيدبح الفاسدين وخزعبلات نور عينى اللى كان داوشنا بيها
وترجع الايام لايام زمان كانوا الكبار بيضحكوا علينا والظاهر انهم لسه بيضحكوا علينا فى صور ومقولات متكرر بعضها وجديد بعضها
كانوا يقولون : الدستور المصرى ينص على ان اللى يحكم مصر عسكرى
الدستور كان دستور 1971 وكان ايامها صعب جدا الحصول على نسخة من الدستور للبيع او الاستعارة او المطالعة فى المكتبات المتوفرة حينها وصدفة فى اواخر الثمانينات وجدت نسخة مطبوعة أد الكف مكتوب فيها الدستور فتشت اللى جابوا أبوه وملقتش النص اللى بيتكلموا عليه وصدعونا بيه حتى فى القرن الواحد والعشرين

كانوا يقولون: مصر مينفعش يحكمها غير واحد عسكرى
وكأن اقوال الكبار والعامة هى القانون السارى الجارى فى ربوع ارض مصر
مصر حتى ثورة يناير 2011 لم يحكمها الا عسكر وهم بالترتيب مع ذكر الاسماء
محمد نجيب ، جمال عبد الناصر ، انور السادات، محمد حسنى مبارك
الاول تم عزله وحبسه من جانب جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر مات مسموما بالغلط بدلا من مكيدة مدبرة للملك حسين ملك الاردن الراحل بعد نهاية مؤتمر القمة العربى بعد احداث ايلول الاسود ، انور السادات مات مقتولا فى اكتوبر 1981 ثم ظهر البقرة المكشمة محمد حسنى مبارك وتم خلعه فى فبراير 2011  الاربعة كانوا من ابناء القوات المسلحة وتوارثوا السلطة داخل المؤسسة العسكرية
كل مؤسسة عسكرية فى كل بلاد العالم هى اكثر المؤسسات تنظيما ده صحيح لكن داخل نفس المؤسسات فيه فساد منه ما هو معلن وهو اقل القليل وكثير تمتلأ به الادراج الخفية .. وما يظهر من فساد يتم نشره طبعا فى الدول المسماة دول يمقراطية .. حاجة كده علشان الرأى العام والجماهير تظن وتظل تظن ان الدولة على خُطا الليبرالية ولا تراجع عن الشفافية وتداول المعلومات
لكن تظل المؤسسة العسكرية عسكرية عسكر وعسكر وعسكر يشكلون فى مجموعهم طبقة بيروقراطية عتيدة وعنيدة
ومثل هذه الطبقة اصبحت مع التقدم الفكرى والانتشار الثقافى المعاصر تمثل قبيلة احدى اقدم صور المجتمعات القديمة

لم يعد العسكر يمثلون طبقة بالمفهوم الحديث لكنهم تراجعوا ليشكلون قبيلة وكأن القبيلة الحديثة ذات رباط مساو او معادل لارتباط الناس ببعضهم البعض من خلال معتنقهم فى الدين فكما ان المؤمنين إخوة فان العسكر إخوة
أصل القبيلة القديمة هو ارتباط عرقى ولغوى ومع ظهور الاديان كان الارتباط بالمعتنق أما قبيلة العسكر فى الزمن الحديث فقد تجاوزت الارتباط العرقى بوصفها تفردت عن بقية عرقها وتمايزت عنه لتشكل تجمع خاص بها وحدها وتمسكت القبيلة الحديثة رغم انفها بالارتباط اللغوى فعسكر كل دولة متباينون عن غيرهم من عسكر الدول الاخرى طالما يتبعون راية الدولة التى وظفتهم بداية بوصفهم قديما ابناء وطن يحملون جنسيته .. تطور مفهوم الاعتناق والمعتنق ،، والمعتقد مختلف عند العسكر عنه عند مؤمنى الدين الذى كان يظهر فى كل مرة جديدة ويوحد صفوف اتباعه .. الدين الان لا يوحد صفوف اتباعه والاصح ان مفاهيم الناس عن الديانات السماوية والأديان الوضعية لا توحد صفوف اتباعه نتيجة البعد عن مفهوم كل دين واختلاط مفاهيم الايمان لتخرج عن حقيقتها 
المعتنق الذى يوحد القبيلة هو الزى العسكرى الذى يجعل لكل فرد فيها صورة فردية لحالة جماعية تحتل حيز هام من صنع القرار وتقرير المصالح داخل الدولة وكأن الامر فى ظاهره اشبه بالاحكام العُمرية واحكام اهل الذمة ان يتباينوا بزى معين ليسهل التعرف عليهم .. إن كل جماعة تحاول ان تميز نفسها عن غيرها فى كل الاشياء قدر المستطاع وان كانت محاولة تمييز العسكر بزى هو أمر طبيعى فرضته نظم الحياة منذ بدأ تكوين القوى العسكرية والشُرطية فليس للعسكر دخل فيه بشكل مباشر الا من خلال تطوير الزى لا تخصيصه الذى كان تخصيصه هو تطور مجتمعى تطور مع تطور نظم الحُكم فى المجتمعات عبر الزمن 
ان ما يميز ظاهرة العسكر لم يكن المصالح بداية ولم يكن سوى هدف واحد هو القيام بمهام وظيفية محددة حددتها السلطة الحاكمة فى كون الجيش او القوات المسلحة هى الاداة الاستراتيجية لصانع السياسة ومتخذ قرارها بمعنى انها اداة الحرب لكن تُسمى مجازا بوزارة الدفاع فى كل دول العالم بوصف ان العالم قد وصل الى حالة من التحضر انتهت معها الحروب ليصبح هدف القوات المسلحة هو الدفاع عن حدود الوطن ضد المعتدى علشان الكل يغنى وينبسط ( الله اكبر الله اكبر فوق كيد المعتدى )

لكن الامر تطور عن كونه دفاع عن الحدود قدر كونه دفاع عن المصالح .. مصالح الدولة هذا هو الاصل الدفاع عن مصالح الدولة وليس حدودها وهذا هو الانسب والأصح ... لكن ان يتحول الأمر الى الدفاع عن مصالح تلك الطبقة وحدها فقط لا غير فهو امر مغبون كونه أمراً عنصريا قائم على اللامساواة بين طبقات مجتمع كل أُمة من الأمم فى كل العالم أو بالأخص داخل حدود دول العالم الثالث الذى يأكل البغال والحمير ولا يركبها 
انتهى الجزء الاول إلى حين تتمة فى الجزء الثانى 

ليست هناك تعليقات: