الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

عسكر فوق وعسكر تحت (3-10)



هب ان هناك طفلا فى مصر جاء زمن التحاقه بالمدرسة فلم يجد الاهل الا المدرسة الابتدائية الازهرية فالتحق بها من ابتدائى وحتى تخرج من شريعة وقانون أو حتى طب الازهر 
هو الطفل ده اراد ان يدرس الدين ويتخصص فى دراسته من ابتدائى ولحد ثانوى 
الطفل لم يدعى ايمانا صادقا او كاذبا لاختياره هذا النوع من التعليم ولكن عدم وجود مدارس حكومية مثلا أو ضعف اداء المدارس الحكومية أو اختيار الابوين لنوع التعليم ليكون ازهرى هى السبب أو الدافع لذلك الالتحاق 
درس الطفل وفتى حتى اصبح موسوعة فى حدثنا عن ...عن ... أو سرد منظومة الكفيف فى علاج الخفيف واعتلى الفتى الإمامة فى أحد المساجد ومرت الايام وتفتى الفتى واصبح شأنه كبيرا فى التلفزة والاعلام ليدعوه الناس بالداعية أو ارتقى سلم الوظيفة ليصل الى اكبر منصب ازهرى وهو شيخ الازهر 
هل الشيخ الازهرى هو تابع للرسل والانبياء قوى الايمان زاهد عابد شاكر أم هو مجرد موظف فى وزارة الاوقاف ؟؟؟؟
لا اعلم الا كونه موظف عام يؤدى وظيفة عامة وشاءت الاقدار ان تكون وظيفته مختصة بالعقيدة والديانة والتشريع 
وسُكتُم بُكتُم فهو فى النهاية موظف يتقاضى اجرا نظير القيام بعمله وهو عرضه للفصل والترقى وفقا لما تقتضيه مهام الوظيفة 
ممكن فى السكة يشع نور القران حوله وفيه ويتفكر فى خلق السموات والارض فيشرق فيه نور الايمان وربما الاحسان وربما يرتقى المقامات وربنا يفتحها عليه فيسعد به الوجود فيتقلد الولاية .. كل هذا ليس شأننا فهى ابتدت وظيفة وتنتهى وظيفة حتى الاستقالة او الرفت او المعاش او حتى ميعاد قبض الروح اثناء فترة العمل ولن يغيب عن ذهن القارئ ان خانة الوظيفة فى خلف بطاقة الرقم القومى لن يكون مدون بها انه ميكانيكى بل ستتحدد وظيفته كرجل دين فهى وظيفة تنظمها اللوائح والقوانين 

هذا عن الفتى الازهرى اما الفتى العسكرى اللى دخل كلية حربية أو الفتى اللى اتطوع فى الجيش بالاعدادية علشان يلاقى حاجة كويسة يعيش منها حياة كريمة لا تعرف العوز ووهن المسألة 
فهل العسكرية وظيفة ام انها تطوع مجانى للدفاع عن الوطن فى الوقت العادى وقت السلم اللى احنا عايشينه بعد معاهدة السلام مع اسرائيل 
حين قبلت تطوعك فى الجيش او انضممت لصفوف الطلاب فى الكليات الحربية فقد ارتضيت الوظيفة مسبقا 
ارتضيت تبعاتها ومهمامها واعباءها دون ان تشعر فهل كان كل ما يشغلك امتيازاتها 
للوظيفة امتيازات مادية وعينية هائلة ولكنها فى ذات الوقت تحمل اعباء قاسية جدا مستمرة لردح من الزمان 
نعم توجد وظائف مدنية صعبة جدا جدا كأن تعمل فى مشروعات عملاقة خارج مدينتك فى قلب الصحراء او فى عرض البحر او خارج حدود الوطن ولربما تحصل على مقابل مادى لا يستقيم وحجم الاغتراب وغير مساوى لصفائح العرق التى يفرزها جلدك فلا يحق لك ان تشتكى لوظيفة قد قبلتها وان كان حب الوطن هو الغالب عليك لما عطلت وقتك الثمين الغالى علينا لتعدد لنا التعب الكبير الذى تعانيه ايها الضابط المصرى وانت تؤدى دورك الوظيفى الذى ارتضيته 
نحن نقدر تعبك ومعاناتك اللانهائية والضغط العصبى والنفسى ومعاناة اليقظة الدائمة التى تمر بها فنحن نحترمك لدورك ولتعبك قبل ان نحترم فيك كونك انسان ولكن لا يصح بأن تمن علينا بما نملك 
لن اتحدث عن اوضاع موجودة بنظم غربية أو نظم فى مؤخرة التصنيف كالحالة المصرية ولكن لنتحدث عن فهم معنى الوظيفة ومقتضياتها .. هل تعلم عزيزى المستمع ان رئيس الجمهورية وحتى اصغر موظف حكومى ولو كان عامل نظافة مروا برجال القضاء وافراد الجيش والشرطة وغيرهم .. الجميع يؤدى وظيفة بمقابل امتيازات مالية وعينية وتلك الامتيازات منها ما هو على شكل راتب .. فالراتب ليس امتياز ... لكن هناك امتيازات لكثير من الوظائف والتى خرجت لها قوانين خاصة بصورة مستمرة او استثنائية ليصبح الحصول عليها بشكل مقنن  وان كل تلك الامتيازات بما فيها الراتب يتم صرفها من الخزانة العامة للدولة والتى هى مجموع مساهمة كل افراد الشعب دون استثناء فيها أو ان صح التعبير يمتلك كل الشعب مواردها مواردها سواء كانت على شكل ضرائب او رسوم مرور بقناة السويس أوالرسوم ومقابل الخدمات التى تقدمها الدولة لمواطنيها من تعليم وصحة وقضاء ومواصلات وغيره أو  بيع مفردات الثروة البترولية والتعدينية وغيره من مواردنا العامة التى اشترك فيها معكم فى ملكيتها بحكم الجنسية وكلها امور نظمها القانون وصرحت بها الدساتير المتعاقبة دون مواراة 
بل انه حتى المعونات التى تقدمها الدول الاخرى والتى قد يتم تخصيصها لجهة هى فى الاصل مقدمة لافراد الشعب المصرى وملكية عامة أضف الى ذلك ديون الحكومات المتعاقبة والتى ترهق كاهل الدولة هى عبئ جماعى على كل افراد الشعب المصرى 
اعلم ان ما تتقاضان من راتب كبير وامتيازات مالية وعينية بل ومجتمعية مستقطعة من حياة ورفاهية افقر واحد فيكى يا مصر 
وانا لن اعدد لك امتيازاتك العينية والمالية لاننى لا امن عليك فانت فى كل الاحوال تربطنى بك صلة أكبر من صلة الجنسية وهى رابطة دم فلن تنفك ان تكون احد اقربائى لاننا شعب ضارب فى التاريخ وجوده 
واكرر لن امن عليك فانا ارتضيت لك تلك الامتيازات لانك وقت الجد تضحى باغلى ما تملكه وهو حياتك للدفاع عن تلك الارض التى نقدسها ونستمسك بها الى يوم الدين 
انى متغلغل فى تلك الارض كالشجرة ضاربة جذورها منذ الازل فهل انت مثلى سرمدى الارتباط بمعنى الارض المصرية 
انا نفسى ارتضيت لى الفقر وشظف العيش واحاول دائما شأنى شأن غيرى تغيير الامور ولكن دون انتقاص شئ من امتيازاتك أو مستوى معيشتك لانى أقدر دورك يا اخى يا ابن ارضى وشريك عرضى وحامل سيف الدفاع عن يومى وغدى فاعلم ان راتبى الوظيفى فى القطاع الخاص بمؤهلى الجامعى اقل من راتب غفير ثالث فى الداخلية 
أما رواتب ضباط الجيش فلا يمكن كشفه لانه من دواعى الامن القومى بالطبع 
لكن على السريع وتقديريا وفقا لمقال بأحد المواقع لكن ستظل الارقام تقريبية واقل من الحقيقية أو ان تفصح وزارة الدفاع عن صحة الارقام
1) مرتب اللواء:- 10600 جنيهـــاً 9500 مرتب + 1100 حافز
2) مرتب العميد:- 9400 جنيهـــــاً 8500 مرتب + 900 حافز
3) مرتب العقيد: 8250 جنيهــــــاً 7500 مرتب + 750 حافز
4) مرتب المقدم: 7100 جنيهـــــاً 6500 مرتب + 600 حافز
5) مرتب الرائد: 6500 جنيهــــــــاً 6000 مرتب + 500 حافز
6) مرتب النقيب: 5900 جنيهــــــاً 5500 مرتب + 400 حافز
7) مرتب الملازم أول: 5200 جنيهاً 4900 مرتب + 300 حافز
8) مرتب الصول: 3500 جنيهاً


ولنذهب ليس بعيدا الى زمن قريب حتى 23 يوليو 1952 ولنسمى الاشياء باسماءها الحقيقية 
ما حدث من الجيش فى ذلك التاريخ لم يكن ثورة فكل عاقل يعلم ماهية الثورة أما ما فعله الجيش المصرى فكان انقلاب عسكرى وللعلم ليس الانقلاب عيبا فتعريف الانقلاب هو استخدام القوة لتغيير نظام الحكم فى الدولة سواء جاءت هيءة حاكمة عسكرية أو مدنية مش حتفرق لان الانقلاب نفسه مش عيب طالما ان الاوضاع تسوء وتدفع اليه ولا ادرى ان كان احد فقهاء السياسة الناطقون بالعربية قد قام بتحليل رضا الجماهير عن الانقلاب وربطه بالمشروعية من عدمه 
ما حدث فى 1952 كان انقلاب عسكرى ويشهد التاريخ انه تم عزل الملك وبعدها تحولت الدولة من ملكية إلى جمهورية 
ولم تكن ثورة لطرد محتل فمجلس قيادة الثورة مثلا لم يشن حربا على الاحتلال الانجليزى  وطرده من مصر بل ما حدث يمكن تلخيصه فى عبارة واحدة فيما يخص المحتل وهو ((اشياء كثيرة تغيرت بعد استقلال الهند ))
اذا كانت الهند أم العجايب حيث السما والبحر حبايب فماذا عن مصر 
قاد العسكر مصر منذ 1952 وللعلم ما اعنيه بالعسكر فى تعبيراتى  ليس القوات المسلحة عامة ولكنها اخصص اللفظة للمتسيسيين من رجال الجيش .. فليس دور الجيش السياسة او ادارة نظام الحكم  هذا مفهومى وتعبيرى عن العسكر فيما اكتب وفيما اقول 
اتخذ العسكر يوم 23 يوليو اجازة رسمية بالدولة 



وفى 30 يونيو أخيرا كانت ثورة شعبية حماها الجيش بعزل مرسى مرة واحدة وخبط لزق .. سماها العالم انقلاب عسكرى فى حين انه كان يمكن تحويلها الى بُعد سياسى جديد يتم تدريسه فى معاهد العلوم السياسية كإضافة الى النظرية السياسية ليُنظَر الحدث كتطور اكبر من العادى لكن تحولت الامور الى منحى عسكرى بحت ليصبح انقلابا تقليديا وقرر العسكر ايضا ان يوم 30 يونيو اجازة رسمية ... لكن هل نسيت ان 25 يناير هو اجازة رسمية ايضا لانها كانت ثورة شعب دون تدخل من العسكر الذين استلموها بعدئذ على الجاهز لقهرية الظروف والاحداث ولكن كان العسكر قد مالوا الى حيث لا قدرة على ادارة شئون البلاد وخضوعوا للإخوان وتهديداتهم وسلموها للإخوان أو سلموا الإخوان للدولة فليس من فارق طالما انها تسير خربة وتظل متوجهة نحو الخراب اللعين 
فعسكر أو اخوان كلاهما لا يعملون لمصلحة وطن




لم ننتهى بعد فثمة ما هو قادم عن ابنائى وابناءك من شعب مصر

ليست هناك تعليقات: