الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

عسكر فوق وعسكر تحت (2-10)




الظرف هو الذى ضغط لتغيير معنى الحديث والقفز للوصول الى النهاية قبل ان نستكمل البداية ونستقى المتن المقصود من الكتابة 
طالعت اليوم على صفحة أخى الضابط بالجيش المصرى الذى احبه واقدره تلك المقالة التى عبر فيها ببساطة عن مشاعره قبل ان يعبر فيها عن رأيه وأظنه لم يعبر فيها عن رأيه 
قد كان الكلام سلسا بعفوية وصدق مشاعر ظن فيها اخى الضابط انها ميزان الحق والعدل ولكنه جمع كفتى الميزان معاً دون ان يدرك استحواذه على الكفتين معا من خلال عقيدته الأحادية عن الجيش المصرى بوصفه ضابط ،، مهملا كفة الميزان الاخرى (الملكيين)
وهذا نص شعوره (لا نص مكتوبه) 

- الجيش معندوش (over time)
- الجيش معندوش (sick leave) و لو عيان يتحجز في مستشفى الجيش و ظابط جيش اللي بيكشف علية .. اللي هو لازم يدخلة متشال علشان يصدق انه عيان
- الجيش معندوش إجازات رسمية (لا عيد و لا اي حاجة) علشان هو بيأمن معاليك و انت بتأنتخ
- الجيش مش بياخد اجازة سنوية 30 يوم مدفوعة
- أغلب الإجازات الرسمية اللي الملكيين بياخدوها اجازة اصلا سببها الجيش (من عيد ثورة 52 لحد متوصل ل 30 يونيو)
- الملكي (المدني) لما يشتغل زيادة من غير حساب بيزعل و يقفش و ممكن يتظاهر و يقول هو انا بشتغل لله و للوطن (الجيش اصلا بيشتغل لله و للوطن)
- سألت مرة ظابط متدين شوية مش مضيقك انك مجبر انك تحلق دقنك (الرد: الجهاد في سبيل الله من أعظم درجات الإيمان)
- أغلبية الوحدات العسكرية و الثكنات لا فيها تكييف و لا فيها دفاية. و لو كنت في وحدة مكيفة و انتقلت وحدة في الصحراء. . ولا اي اعتراض
- العسكري المجند (احنا) إجازاتة اكتر من الظابط المقاتل
- الظابط محبوس جوة بلدة و مينفعش يسافر غير بطرق شبة مستحيلة
- عادي جدا أن الظابط يكون قاعد في وسط صحابة و فجأة يجيلو تليفون و يختفي مدة محترمة
- الظابط بيخرج من الخدمة قبل المعاش في حالتين (نسبة اعاقة أو وفاة)
- الظابط الشاب لما يستشهد .. اهلة بياخدو علم مصر و شهادة استشهاد و شويةفلوس و سكتم بكتم .. اصل ده عادي )
- الجيش ممكن يعمل اي حاجة مكان اي حد و من غير اعتراض و اللي ينرفزك يا أخي انهم بيبقوا مبسوطين ) في حين أن انا لو جالي (email) بالغلط مش حبعتوا لصاحبة علشان هو المفروض يبقى عارف مين شغلته ايه
أخيرا و ليس آخرا. . احنا بالنسبة لهم اسمنا (ملكيين)
و في كتير و كتير و كتير
تحياتي لجيش بلدي و أصدقائي و أهلي من اللي خدموا في الجيش العظيم (الله يرحم من استشهد منهم و يشفي المصابين و يحمي المقاتلين



الجيش المصرى  هو جيش الدولة المتشكلة من ثلاثة عناصر هى ارض وشعب وحكومة فاذا فقدت دولة احد عناصر تكوينها سقط عنها وصف الدولة لتصبح وجود عبثى محض لا فائدة ولا طائل منه 
فان فقدت ملكية الارض استحال ان يكون هناك حياة - انظر للوضع الفلسطينى وارض ازرائيل التى تعيش عليها المغتصبة من الملكية الفلسطينية) فارض ازرائيل الحالية اضحت ملك لازرائيل ولم يعد هناك شئ اسمه دولة فلسطين بعد 15 مايو 1948 رغم وجود شعب فلسطينى يحيا فوق تلك الاراضى تم تهجيرهم ومن بقى فيحمل الجنسية الاسرائيلية او يحيا حياة الانسان البدائى الأول - 
واذا فقدت الدولة شعبها .. صباح الخيرات انتهى الامر بدايةً ونهايةً أما اذا لم يكن هناك حكومة فهذا يعن الفوضى العارمة فالحكومة هى الادارة والتنظيم والكيان المعتمد وبدونه وجدت نفسك فى غابة فلكية لا دولة عمرانية منظمة  
وطبيعى جدا والطبيعى دايما يكسب ان العلاقات الدولية تقوم على مبدأ القوة على مر التاريخ وان الاستراتيجية او فن الحرب هى الوسيلة القاهرة لتنفيذ مبدأ القوة ولو ذهب عقلك وارتد الى بدايتك مع القبيلة ايها البشرى لرأيت كيف اصطفت الصفوف من ابناء القبيلة لتكوين نواة أول جيش منظم مقاتل تغير شكله وتنظيمه دائما للأفضل على مر التاريخ 
ان الحاجة الى جيش يحمى حدود الدولة حاجة بديهية واساس للاستمرار كشعب ودولة ولو تتبعنا تاريخ الدول والامبراطوريات القديمة وليس القبائل فقط لنجد ان الحاجة لقوات مسلحة منظمة هى التراب الذى تذره فى عيون الاعداء والجيران على السواء 
فمن خلالها ستحمى حدودك وشعبك وبها تستطيع غزو الأعداء لتأديب الجيران التى تسول لهم انفسهم الرذيلة اتخاذ افعال ومقرارات من شانها تهديد مصالحك أو حدودك أو شعبك 
فى عصر الامبراطوريات لم يكن التجنيد اجباريا الا لابناء المقاطعات الخاضعة لحكمك أرض سبق وغزوتها وقهرت شعبها فاستحوذت على عدد مختار من ناسه للخدمة فى الجيش بمهام سُخره أو مهام معاونة أو حتى ارتداء زى الفيلق والدفع بك للتضحية بك اثناء الحروب 
تذكر ما قاله كاتُبغا الى احمد مظهر فى فيلم واسلاماه كان طلب التتار بسيطا ذهب وعبيد وقطعة من ارض مصر 
قد عرفنا الذهب ولونه الاصفر وقد عرفنا معنى قطعة من ارض مصر (قاعدة عسكرية امريكية تتارية فى ارض مصرى) كدليل على نقص السيادة .. وقد نستطرق قليلا الى مفهوم السيادة أثناء تفسير اسرار العسكر الاربعة 
لكننا نتوقف عند طلب العبيد الذين قد يؤدون مراسم العبودية البشرية للبشر داخل الدولة التتارية أو فى جيشها 
هل كان هناك استنكاف ان يقوم ابناء الوطن ببعض الخدمات المعاونة والتى قد تصل الى حد كونها وظائف مهينة داخل صفوف الجيش الى الحد الذى يعزف عن شغلها المواطنون العاديون فلا يقبلها الا أراذل القوم أو يُجبر عليها بنو العبيد اضطرارا وقهراً 
فى حين تظل الجندية شرف لابناء الوطن فليس من مرتزقة لغياب عنصر الوطنية والدافع للحرب والقتال والاقدام على الموت 
حدث انه كانت هناك قوات صغيره من المرتزقة ضمن حجافل من ابناء الوطن ولكن يظل الاصل انه لا يمكنك الاعتماد على جيش كامل من المرتزقة الا على ايدى العرب وحدهم فى عصر الدولة الايوبية التى استجلبت فى اواخرها عقيدة عسكرية شاذة بالاعتماد على العبيد كجيش للدولة وهم المسمون بالمماليك فهم من كانوا يحصلون على اقوى واشد التدريبات العسكرية ليكونوا نواة صلبة للجيش مع الاعتماد على تجنيد الاهالى المساكين أثناء الغزو للتضحية بهم 
دائما كان هناك مقابل مادى وراتب للعسكر لا اعنى المال كمال قل أو اكثر فلا اهمية له لأنه لا يستقيم مال مقابل البسالة والتضحية ومواجهة الموت 
لكن فى الوقت الذى يعجز فيه الفلاح عن حصد محاصيله وقد يفقدها ليخسر مورد رزقه الوحيد نجد ان الجندى كان يحصد راتبه فى الحرب والسلم بانتظام وحلال عليه والله يسهله ويباركله
دراهم معدودة او اقطاعيات كله من مقتضيات الوظيفة وعوائدها ومقابل مخاطرها 
وللتذكرة الجند المسلم وحروبه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لم يكونوا يحصلون على راتب مقابل الحرب بل كانوا يحصلون على اربعة اخماس الغنيمة وهى ما عرفت باسم الانفال فكان لله ورسوله الخُمس والباقى يوزع على جند المسلمين 
وعليه فان الجيش المسلم حينها لم يكون فى الاساس سبوبة يرتزق منها الناس قدر كونها حمية ونبل للدفاع عن الجماعة المسلمة التى تعتنق وتعتقد ديانة الاسلام وليس دفاعا عن معتقد فالمعتقدات لا يتم الدفاع عنها بالقتال بل بالحوار فميدانها الحربى هو الافكار والحُجة والدليل مع تطور واتساع رقعة الدولة المنتسب اهلها الى الاسلام كانت هناك حاجة لوجود جيش نظامى مستقر له ارزاق واقوات معلومة لطول مدة الغياب عن الوطن والاهل والخلان اولا ثم لدواعى التطور الحضارى والمجتمعى وانفتاح المسلمين العرب على الحضارات الاخرى ونُظمها ودواوينها ليصبح الجيش سبوبة 

ويكفيك ان تقرأ احد اهم امهات الكتب عن تاريخ الدولة الاسلامية وهو كتاب البداية والنهاية لابن كثير للتعرف على بل لمعايشة الغزوات وخوض خضم الحروب التى خاضها المسلمون وكم الغنائم التى نالها المحاربون لكن مهما كان حجم الغنائم فهذا لا يقارن بالتضحية وصليل السيوف والتقدم نحو الموت الذى كان غاية عبر الجهاد فى سبيل الله مع الفارق التاريخى لمفهوم الجهاد فى عهد الرسول وفى عهد فتوحات لاختلاف الغاية والقصد 
ننتقل من السبوبة القديمة التى لا نحيط بكل تفاصيلها الى السبوبة الحالية التى نعلم عنها كما نعلم عن وظائفنا 
ادخلى يا عم بتتر حب الوطن فرض عليا افديه بروحى وعنيا 
نقولها تانى : حب الوطن فرض عليا أفديه بروحى وعنيا 
وافتح الراديو علشان تسمع نتيجة الثانوية العامة 
بصراحة انا لما ابنى يكبر ويخلص ثانوية عامة ومش جايب مجموع احسنله يدخل كليات عسكرية أو شرطة تعليم مجانى اقامة مجانية مواصلات نص مجانية ويتخرج يجد وظيفة وبمرتب كويس جدا ويكبر فى الوظيفة ولو معندوش عربية حيروج وييجى بعربية الشغل ويلبس البدلة الميرى ويمشى مأنتخ 
ادخل يا عم بتتر يا ارض اتهدى ما عليكى أدى 
فاكرين حسنين - عمر الشريف - بطل فيلم بداية ونهاية 
برضه البدلة الميرى ليها احترامها وسط الناس والبدلة العسكرية شرف مثلها مثل الجلباب والعمامة الأزهرية 
تعالوا نشوف فى المقال القادم ايه حكاية البدلة الميرى والعمامة الأزهرية وكمان بالطو الدكتور ومسطرة المهندس 



ليست هناك تعليقات: