اشرنا ان العناصر المكونة لقيام الدولة هى ثلاثة عناصر ارض وشعب وحكومة ووجود جيش قوى ليس عنصرا من عناصر قيام الدول ، بل هو ضرورة حتمية للحفاظ على بقاء الدولة ضد طمع الطامعين ، والطماعين ليس اكثر منهم فى تاريخ الانسان فيكفينا نظرة على التاريخ الحديث لنتعرف على طغيان حركة الاستعمار الاوربى تجاه دول اسيا وافريقيا
بل طغيانهم وتآمرهم على الامبراطورية العثمانية التى كانت تمثل شوكة ذات غصة فى حلوقهم .. لم يسلم أحد من الاسنعمار الغربى فى العالم
وبعد الحرب العالمية الثانية وظهور حركات التحرر الوطنى وجلاء الاسنعمار عن كافة الدول المستعمرة وافول شمس الامبراطورية التى تشرق عليها الشمس ظهر نوع جديد من الاستعمار الوطنى فى الدول المحررة والتى اصبحت بمسمى دول العالم الثالث
للأسف التفكير العادى يوقعك فى حيرة شديدة
هل كان الاستعمار يمثل ثبات واستقرار للحياة داخل المستعمرات بمعنى انه يحفظ استقرار المستعمرة عن عبث الغوغاء وفوضويتهم .. ولعلك تضرب مثالا بالعراق ايام صدام حسين أو ليبيا ايام القذافى أو مصر ايام المخلوع مبارك ... وتققر نتائج بعد رحيل هؤلاء
الفوضى الخلاقة التى تدفع الى الجحيم المستقر فى العراق وفى ليبيا حتى لانك تسمع اصواتا تقول : ولا يوم من ايامك يا صدام فصدام كان يحفظ الامن والنظام والاستقرار من خلال نظام قمعى مستبد وبرحيل صدام أو القذافى عمت الفوضى وعدم الاستقرار بشكل خرافى ولعل ما حدث فى مصر بعد ثورة يناير 2011 كان اقل صور الفوضى وعدم الاستقرار
ودون التطرق الى اسباب الفوضى من حيث كونها مفتعلة أو مقصودة او تلقائية طبيعية وحتمية فهذا ليس من شأننا الان
ولكن دعنا نتحدث عن المستعمر الداخلى الذى ورث السلطة عن المستعمر الاجنبى
اثناء فترة التحرر الوطنى لاحت افكار جديدة غير تقليدية فى نفوس الثائرين صدروها للعالم لسنوات طويلة أثناء فترات الحكم التى تولوها وفقا لنظام عسكرة جديد من نوعه سُمى بالانقلابات
أما عن ظهور انظمعة قمعية مستبدة وطواغيت الحكُم والدكَاترة جمع ديكتاتور فقد شهده العالم من قديم الازل ولكن تم اعادة استنساخه بصورة مغايرة فى ظاهره فى القرن العشرين
نظام حكم .. ناصر عبد الكريم قاسم القذافى تيتو كاسترو ومئات من امثالهم تولوا السلطة قسراً (بالقوة) فى بلادهم
وقف احد العسكر يناشد رئيس العسكر : مش كفاية كده يا ريس غيرنا نظام الحكم دورنا نرجع للثكنات فتلك وظيفتنا ونسيب السياسة للمدنيين أهل السياسة
فيرد ةرئيس العسكر ويقوله: بعد ما حطينا رؤوسنا على كفوفنا وعملنا عملتنا نسيبها ونسلمها ع الجاهز
فرد العسكر : احنا مش دارسين غير العسكرية ومنفهمش حاجة فى الحكم
فيرد رئيس العسكر : ميحكمشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
الحاكم الوطنى كانت له اذرع فكرية عجيبة حيث انشأ جيش من الموالين والمطبلاتية من رجال الاعلام التلفزة والصحافة والمفكرين والكتاب بوصفهم المؤثرين والقادرين على اقناع الرأى العام وجحافل الجماهير بالدور التاريخى المجيد للحاكم الوطنى المسمى بالزعيم فاصبح هناك زعماء وطنيين محليين عظماء مبجلين يقوم بافتتاح مشروعات عظيمة جليلة على رأسها مشروع المصنع النووى العالمى لرباط الجزم
الزعيم هو القائد الملهم صاحب الحكمة والقدرة والفكر الفوسفورى العميق يكفى لأى مشكلة أن تمر فى فكر الزعيم لتتهاوى وتتحول الى نعيم سرمدى ابدى
بالفعل قام الحاكم المحلى الوطنى بانجازات داخل دولته ولكنها انجازات محدودة مقارنة لو قام بها علماء متخصصون فالعقلية العسكرية تظل محدودة ومرتبطة بالثكنة حيث تظهر عندها عظمتها فى التفكير والتخطيط والتدريب والتنفيذ
انظر مثلا الى بيروقراطية الادارة المصرية وعدم قدرة زعيم نووى فذ - مثل ناصر او السادات او مبارك او السيسى - على حل معضلة تلك البيروقراطية الفجة والقضاء عليها فهى ليست من اختصاصه ان لم يكن هو نفسه جزء من تلك البيروقراطية بوصف الانظمة والقوانين واللوائح داخل المؤسسات العسكرية هى بيروقراطية صارمة لا جدال فيها
اننا لم نسمع خلال ايام الحكم المجيدة لزعماؤنا النووين الافذاذ عن سياسة استثنائية فذة باستثناء مفاجأة السادات بالسلام مع اسرائيل
كل تلك المقدمة لهدف مقصود وهو الحديث عن دور العسكريين فى الحياة المدنية بعد حركات التحرر الوطنى وتصفية الاستعمار الخارجى فمعلوم ان كل عسكرى تولى الحكم بداية استعان بزملاء الكفاح فى الجيش لتسيير شئون الحكم فبدأت عسكرة الدولة
ولنضرب مثالا بسيطا ما يحدث فى الاسكندرية بعد غرقها مرتين فى اسبوعين
المحافظ هو لواء عسكرى بعد استقالة المسيرى المحافظ الامريكانى المدنى
ستة من رؤساء الاحياء عسكريين .. غير كده معرفش
تلك عسكرة للمدينة عسكرة صريحة وواضحة فمفاصل المحافظة بيد عسكر يتنم مكافأتهم أو جرهم الى المشاكل جرا ولكنهم سعداء منتشون راضون بتلك الترضية والتى ستعود عليهم بامتيازات اضافية تضاف لامتيازاتهم العسكرية التى يظلون يحصلون عليها من القوات المسلحة حتى لو اصبحوا خارج الخدمة
سنفتش وندقق لكن بشكل سطحى غير متعمد وغير متوغل لنكشف ولو شيئا بسيطا من عسكرة الدول ودور القوات المسلحة فى الدول الغلبانة التى ينتمى اليها امثالى وامثالك
ولكن فلتعلم مقدما وقبل طرح النماذج وتحليلاتها البسشيطة ، اعلم انك ستجد عسكرة مقصودة وان العسكر لا يعتمدون الا على العسكريين ربما لحفظ الولاء ربما لتسكين الثورات ربما لعدم الثقة فى المدنيين ربما للعجز عن مواجهة المشاكل ... ولكن اكيد انت النتيجة الحتمية هو الوصول لمفهوم القبيلة عند العسكر وانها اصبحت تبدو وكأنها كما لو كانت جزء منفصل عن الوطن وهموم الوطن وشعب الوطن
بل طغيانهم وتآمرهم على الامبراطورية العثمانية التى كانت تمثل شوكة ذات غصة فى حلوقهم .. لم يسلم أحد من الاسنعمار الغربى فى العالم
وبعد الحرب العالمية الثانية وظهور حركات التحرر الوطنى وجلاء الاسنعمار عن كافة الدول المستعمرة وافول شمس الامبراطورية التى تشرق عليها الشمس ظهر نوع جديد من الاستعمار الوطنى فى الدول المحررة والتى اصبحت بمسمى دول العالم الثالث
للأسف التفكير العادى يوقعك فى حيرة شديدة
هل كان الاستعمار يمثل ثبات واستقرار للحياة داخل المستعمرات بمعنى انه يحفظ استقرار المستعمرة عن عبث الغوغاء وفوضويتهم .. ولعلك تضرب مثالا بالعراق ايام صدام حسين أو ليبيا ايام القذافى أو مصر ايام المخلوع مبارك ... وتققر نتائج بعد رحيل هؤلاء
الفوضى الخلاقة التى تدفع الى الجحيم المستقر فى العراق وفى ليبيا حتى لانك تسمع اصواتا تقول : ولا يوم من ايامك يا صدام فصدام كان يحفظ الامن والنظام والاستقرار من خلال نظام قمعى مستبد وبرحيل صدام أو القذافى عمت الفوضى وعدم الاستقرار بشكل خرافى ولعل ما حدث فى مصر بعد ثورة يناير 2011 كان اقل صور الفوضى وعدم الاستقرار
ودون التطرق الى اسباب الفوضى من حيث كونها مفتعلة أو مقصودة او تلقائية طبيعية وحتمية فهذا ليس من شأننا الان
ولكن دعنا نتحدث عن المستعمر الداخلى الذى ورث السلطة عن المستعمر الاجنبى
اثناء فترة التحرر الوطنى لاحت افكار جديدة غير تقليدية فى نفوس الثائرين صدروها للعالم لسنوات طويلة أثناء فترات الحكم التى تولوها وفقا لنظام عسكرة جديد من نوعه سُمى بالانقلابات
أما عن ظهور انظمعة قمعية مستبدة وطواغيت الحكُم والدكَاترة جمع ديكتاتور فقد شهده العالم من قديم الازل ولكن تم اعادة استنساخه بصورة مغايرة فى ظاهره فى القرن العشرين
نظام حكم .. ناصر عبد الكريم قاسم القذافى تيتو كاسترو ومئات من امثالهم تولوا السلطة قسراً (بالقوة) فى بلادهم
وقف احد العسكر يناشد رئيس العسكر : مش كفاية كده يا ريس غيرنا نظام الحكم دورنا نرجع للثكنات فتلك وظيفتنا ونسيب السياسة للمدنيين أهل السياسة
فيرد ةرئيس العسكر ويقوله: بعد ما حطينا رؤوسنا على كفوفنا وعملنا عملتنا نسيبها ونسلمها ع الجاهز
فرد العسكر : احنا مش دارسين غير العسكرية ومنفهمش حاجة فى الحكم
فيرد رئيس العسكر : ميحكمشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
الحاكم الوطنى كانت له اذرع فكرية عجيبة حيث انشأ جيش من الموالين والمطبلاتية من رجال الاعلام التلفزة والصحافة والمفكرين والكتاب بوصفهم المؤثرين والقادرين على اقناع الرأى العام وجحافل الجماهير بالدور التاريخى المجيد للحاكم الوطنى المسمى بالزعيم فاصبح هناك زعماء وطنيين محليين عظماء مبجلين يقوم بافتتاح مشروعات عظيمة جليلة على رأسها مشروع المصنع النووى العالمى لرباط الجزم
الزعيم هو القائد الملهم صاحب الحكمة والقدرة والفكر الفوسفورى العميق يكفى لأى مشكلة أن تمر فى فكر الزعيم لتتهاوى وتتحول الى نعيم سرمدى ابدى
بالفعل قام الحاكم المحلى الوطنى بانجازات داخل دولته ولكنها انجازات محدودة مقارنة لو قام بها علماء متخصصون فالعقلية العسكرية تظل محدودة ومرتبطة بالثكنة حيث تظهر عندها عظمتها فى التفكير والتخطيط والتدريب والتنفيذ
انظر مثلا الى بيروقراطية الادارة المصرية وعدم قدرة زعيم نووى فذ - مثل ناصر او السادات او مبارك او السيسى - على حل معضلة تلك البيروقراطية الفجة والقضاء عليها فهى ليست من اختصاصه ان لم يكن هو نفسه جزء من تلك البيروقراطية بوصف الانظمة والقوانين واللوائح داخل المؤسسات العسكرية هى بيروقراطية صارمة لا جدال فيها
اننا لم نسمع خلال ايام الحكم المجيدة لزعماؤنا النووين الافذاذ عن سياسة استثنائية فذة باستثناء مفاجأة السادات بالسلام مع اسرائيل
كل تلك المقدمة لهدف مقصود وهو الحديث عن دور العسكريين فى الحياة المدنية بعد حركات التحرر الوطنى وتصفية الاستعمار الخارجى فمعلوم ان كل عسكرى تولى الحكم بداية استعان بزملاء الكفاح فى الجيش لتسيير شئون الحكم فبدأت عسكرة الدولة
ولنضرب مثالا بسيطا ما يحدث فى الاسكندرية بعد غرقها مرتين فى اسبوعين
المحافظ هو لواء عسكرى بعد استقالة المسيرى المحافظ الامريكانى المدنى
ستة من رؤساء الاحياء عسكريين .. غير كده معرفش
تلك عسكرة للمدينة عسكرة صريحة وواضحة فمفاصل المحافظة بيد عسكر يتنم مكافأتهم أو جرهم الى المشاكل جرا ولكنهم سعداء منتشون راضون بتلك الترضية والتى ستعود عليهم بامتيازات اضافية تضاف لامتيازاتهم العسكرية التى يظلون يحصلون عليها من القوات المسلحة حتى لو اصبحوا خارج الخدمة
سنفتش وندقق لكن بشكل سطحى غير متعمد وغير متوغل لنكشف ولو شيئا بسيطا من عسكرة الدول ودور القوات المسلحة فى الدول الغلبانة التى ينتمى اليها امثالى وامثالك
ولكن فلتعلم مقدما وقبل طرح النماذج وتحليلاتها البسشيطة ، اعلم انك ستجد عسكرة مقصودة وان العسكر لا يعتمدون الا على العسكريين ربما لحفظ الولاء ربما لتسكين الثورات ربما لعدم الثقة فى المدنيين ربما للعجز عن مواجهة المشاكل ... ولكن اكيد انت النتيجة الحتمية هو الوصول لمفهوم القبيلة عند العسكر وانها اصبحت تبدو وكأنها كما لو كانت جزء منفصل عن الوطن وهموم الوطن وشعب الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق