السبت، 1 يونيو 2013

وداعا وزارة الثقافة




تشعر أوساط المثقفين المصريين بالاستياء والغضب من قرارات وزير الثقافة علاء عبد العزيز بشأن إقالة عدد من رؤساء القطاعات الثقافية "بهدف ضخ دماء جديدة", معتبرة أن هذه الخطوات تشكل ستارا "لأخونة وزارتهم" والثقافة.
وقدم الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سعيد توفيق استقالته من منصبه احتجاجا على "الأجواء المسمومة" التي تعيشها وزارة الثقافة وسياسة الوزير في "أخونة" قطاعات الوزارة.
وجاء في حيثيات الاستقالة التي قدمها سعيد توفيق, انها تأتي بسبب "الاستياء العميق من الاجواء المسمومة في الوزارة التي باتت تخنق الأنفاس وتشل العمل الثقافي والإداري بالوزارة".
وأبدى توفيق ايضا اعتراضه على ما اعتبره "السعي بإصرار نحو تنفيذ سياسة أخونة الوزارة الذي بات واضحا للعيان", مشيرا الى "تصعيد من يميل بالولاء لجماعة الاخوان المسلميين, رغم تقييمهم السلبي بالنسبة لمهام عملهم".
وقام الفنانون, مساء أول من أمس, للمرة الأولى في تاريخ دار الاوبرا التي يعود تأسيسها الى العام 1869, بإلغاء عرض اوبرا عايدة احتجاجا على سياسة وزير الثقافة الاخيرة, معلقين العمل لثلاثة ايام.
كما أعلن الموسيقار المصري عمر خيرت تضامنه مع الفنانين والعاملين في الاوبرا, مؤكدا انه سيوقف تقديم كل حفلاته في المسرح الكبير.
وافتتح الاثنين الماضي المعرض العام للفن التشكيلي في مصر في غياب وزير الثقافة ووسط هتافات مناوئة له ولجماعة "الاخوان المسلمين" ومرشدها العام محمد بديع.
ودخل عشرات من الفنانين والعاملين في دار الاوبرا في اعتصام مفتوح حتى اقالة الوزير, وهو ما تضامن معه عدد من انصار الاحزاب الليبرالية المعارضة.
ونظم المثقفون تظاهرات في دار الاوبرا للاعتراض على قرارات وزير الثقافة.
وكان الوزير الذي لا ينتمي الى "الاخوان" وجرى تعيينه اوائل مايو الجاري, قرر خلال الايام القليلة الماضية اقالة رئيس قطاع الفنون التشكيلية صلاح المليجي, ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب احمد مجاهد, ورئيس دار الاوبرا ايناس عبد الدايم.
وأدى إقصاء هؤلاء المسؤولين الى استقالة الشاعر عبد المعطي حجازي من تحرير مجلة "ابداع" الصادرة عن وزارة الثقافة, ورئيس تحرير مجلة "المجلة" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب اسامة عفيفي.
كما أن قائد الاوركسترا ناير ناجي الذي التقى وزير الثقافة قبل اسبوع لمناقشة قراراته, قال ان "الوزير لم يقدم لنا اسبابا واضحة لقراراته وبالتالي هو ينفذ اجندة".
وأضاف ناجي ان "الاخوان يرون ان حكم البلاد لن يكون سهلا بوجود كل هؤلاء المثقفين والمفكرين المناوئين لهم وبالتالي هم يريدون السيطرة على الوزارة وابعادهم".
وقال الكاتب حلمي النمنم ان "جماعة الاخوان المسلمين تعتقد ان بسط ايديها على وزارة الثقافة يؤدي لبسط ايديهم على الثقافة المصرية وهذا خطأ".
واضاف ان "تغيير القيادات لن يؤدي الى اخونة الثقافة لأن الجسم الثقافي المصري قوي ومتماسك".
في المقابل, رفض المتحدث باسم "الاخوان المسلمين" أحمد عارف, تحميل الجماعة مسؤولية كل ما يحدث من ازمات.
وقال "نحن نريد الحرية لكل الاطراف على حد سواء ولا نرفض التنوع الثقافي لأنه موجود داخل تنظيمنا".
كما رفض عارف احتكار البعض للفظة "المثقفون" باعتبارها "تستبعد الشخصيات الفكرية المنتمين للتيار الاسلامي".
في سياق متصل, كشفت مصادر من داخل "الإخوان", ل¯"السياسة", أن الجماعة تعيش حالة من القلق والتخبط بسبب دعوة المعارضة لإسقاط الرئيس 30 يونيو المقبل, خاصة بعد إعلان حملة "تمرد" عن جمع 7 ملايين توقيع لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي.
وقالت المصادر إن "الإخوان" تفكر في الإستعانة بشباب الجماعة من أجل حماية مقراتها خوفا من تهاون الداخلية كما حدث في المرات السابقة, كما تبحث الجماعة بالتنسيق مع باقي التيارات الإسلامية في تنظيم فاعليات يوم 30 يونيو أمام مسجد رابعة العدوية للاحتفال بمرو عام على تولي مرسي الحكم, في وقت حذرت فيه القوى المعارضة من تكرا موقعة "الإتحادية" وإختلاق حرب أهلية من جديد.
وقال عضو اللجنة القانونية في حزب "الحرية والعدالة", الذراع السياسية ل¯"الإخوان المسلمين" ياسر حمزة, إن التوقيعات التي تجمعها حملة "تمرد" غير صحيحة ولا نؤمن بصدقيتها ولابد أن يكون لها إطار قانوني كي لا يشك احد في صحتها.
وأضاف حمزة في تصريح ل¯"السياسة", أن الدعوة لتظاهرات إسقاط الرئيس "انقلاب على الشرعية".
على صعيد آخر, تظاهر العشرات من الطلاب في مسيرة احتجاجية, أمام وزارة التربية والتعليم للمطالبة برحيل الوزير إبراهيم غنيم.

ليست هناك تعليقات: