الشيطان بحسب الروايات الدينية المختلفة هو أول معارض سياسي عرفه التاريخ ، حيث عاش هذا المخلوق في العالم الآخر قبل خلق الإنسان وكان حينها موالياً لله ، بل أن بعض الديانات كاليهودية والمسيحية تقول بأنه كان من أجمل ملائكة السماء وأشدهم مجداً حتى وجد فيه إثم.
وبحسب الديانة الإسلامية فإن هذا المخلوق التعيس كان قد وقع في حالة تشويش وحيرة عندما طلب منه الله عز وجل أن يسجد لآدم المخلوق البشري الأول . وكان إبليس قد تعلم منذ أن كان تلميذاً صغيراً في الروضة بأنه لا يجوز السجود إلا لله وحده فهو الخالق ومبدع الكون ! لذا عندما أمره سيده أن يسجد لمخلوق دني -آدم- ظن الشيطان بأن الله يريد أن يجرب ولاءه أي هل سيسجد فعلاً للمخلوق حتى لو كان الخالق هو من طلب منه فعل ذلك ؟
تسجد يا واد ولا تكبر دماغك .. وبعدين ايه حته البتاع ده اللى اسجدله
لذلك وبكل شرف - فى ظنه- رفض الشيطان أن يسجد لآدم فهو عبد لله وحده ولا يجوز السجود لحته البتاع ده ، في الوقت الذي قامت فيه جميع الملائكة بالسجود لآدم كما أمرهم .
ولكن النتيجة كانت بعكس ما توقع الشيطان ، فقد أثار عمله ذاك غضب الله فلعنه من بين جميع مخلوقاته . وهكذا بدأت رحلة معاناة إبليس وكفاحه من أجل إثبات براءته وإثبات عدالة قضيته .
وحدث كلما تحدث بلوى ومصيبة في الدنيا يحطوها في رقبة أبليس فصار الشيطان شماعة لأخطاء القاصي والداني ومسؤلا عن حروب العالم وعن المجاعات والزلازل والكوارث الاقتصادية وعن ظهور الرأسمالية والماسونية والأستعمار القديم والحديث ، واعتبره العرب خصوصا المؤسس للحركة الصهيونية مع أن مواقفه منها ومن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ثابتة ومبدئية فهو عارض قيام الدولة اليهودية بقوة وكان من أوائل الذين حملوا الحجارة في وجه دباباتها، ولكن هيهات هيهات حتى الشيطان لم يخلص من التشويه الإعلامي الأمريكي.
كما أن الشيطان كان أول من شجب وندد بهجمات 11 سبتمبر، ولكن المسكين اتُّهم بعد أيام بل ساعات قليلة من وقوع الحادثة بأنه زعيم القاعدة الفعلي تحت اسم أسامة بن لادن، مع أنه لايعرف اسامة بن لادن ولا التقاه في حياته كما أنه لم يتمكن أبدا من الحصول على فيزا للسفر للسعودية مهد الوهابية الشريفة، فكان كلما يتقدم بطلب الحصول على أذن دخول كان يقابل بالرفض بحجة اللي فينا مكفينا ومش نقصاك انت كمان .
بشكل عام الشيطان ممنوع من دخول أي بلد عربي لسمعته السياسية السيئة كمعارض لكل قانون دكتاتوري، ومن ناحية أخرى فإن إبليس نفسه صرح أكثر من مرة بأنه قرر عدم المخاطرة بالسفر لدولة عربية ، وقال في حوار مع الجزيرة عندما سُئل عن هذا الموضوع :( طبعا لن أجازف بزيارة دولة عربية ...هل أنا مجنون أم ماذا ؟ عندنا عيال يازلمة وبدنا نعيش) في إشارة غير مباشرة للسطوة المخابراتية في تلك البلدان.
هناك تعليق واحد:
ربي يهديك
إرسال تعليق