الحمد لله
هكذا اعتاد المصريون الرد حين تسألهم عن حالهم
لما يكون النظام السياسى الحاكم للبلد بيطبق سياسة اقتصادية توسعية فى الانفاق والدنيا تبشبش على الناس فتسأله يقولك تمام التمام والحمد لله .. ولما يتبنى النظام السياسى سياسة اقتصادية انكماشية والحالة تقف وال chicken wings تعدى ال 20 جنيه والفرخة البيضة الحكيانة توصل 60 أو 70 جنيه تسأل المواطن يقولك الحمد لله
فى كتاب الفوائد لابن القيم لا انسى عدة مقولات أهمها :
الجاهل يشكو من يرحمه الى من لا يرحمه والعاقل يشكو من لا يرحمه الى من يرحمه
يعنى تسأل فلان يقولك العيشة هباب جالى مرض والعيال ضعفانين ومش لاقيين ناكل وكأنه من غير قصد يشكو الله الرحيم (الفاعل) الى غيره من البشر واللى طبعهم مبيرحمش
لكن العاقل اذا سألته حمد الله وفى خلوته بربه يشكو فعل الناس معه فيشكو البشر (من لا يرحمه) الى الله (من يرحمه)
فتبارك الله رب العالمين
فى العبارة السابقة كتبت الله الرحيم (الفاعل) وهذا ليس اعتقادى بل هذا اعتقاد الشاكى فالله ليس بظلام للعبيد ومش ربنا هو اللى ضيق رزقك ولا جابلك المرض .. الحقيقة مش كده والمواضيع مختلفة تماما عما علمونا اياه فى المدارس والمساجد والتلفزة
والفاعل الأصلى هو الفاعل الاقتصادى المتحكم فى الاقتصاد فهو الفاعل الرئيسى مع مجموعة عوامل مساعدة
الأصل ان الذى يطبق سياسة اقتصادية هى الحكومة ... لكن فى مصر اللى بيفتكس سياسة اقتصادية هو رئيس الدولة
عايزها قطاع عام واشتراكية .. حاضر يا فندم .. عايزها رأسمالية ... حاضر يا فندم ... عايزها ملوخية بالتقلية .. موجود يا فندم
ودى طبيعة حكم الفرد فى الدول الشمولية الرئيس بيمشى المركب زى ما هو عايز
فى بداية القرن الواحد والعشرين ظهرت منظومة جديدة للاسماء الحسنى وبرضه 99 اسم مع حذف اسماء قديمة واضافة اسماء وتوصف القائمة الجديدة بأنها كلها لا تخرج عما هو مذكور فى القران والسنة وهناك اسم يستوقفنى فيها وهو اسم المسعر
1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله قد غلا السعر فسعِّر لنا فقال: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، إني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد يطلبني بمظلمة في دم ولا مال) رواه أحمد وغيره.
2- عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء فقال يا رسول الله سَعِّر فقال بل أدعو ثم جاءه رجل فقال يا رسول الله سعر فقال بل الله يخفض ويرفع وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة) رواه أبو داود.
الحديثين خارج البخارى ومسلم ومش معنى انهم خارج البخارى ومسلم انهم من الموضوعات او الضعاف وطبعا مشايخنا بارك الله فيهم وعليهم يتوسعون فى الشروحات لينسبون الغلاء الى الفعل الالهى .. وكأن الله بيضيق على الناس
وده الحل الاسلامى للمشكلة الاقتصادية
فيه ناس كتيرة مش عارفة وبتسأل عن علاقة الدولار بالطماطم أو بالجبنة الفلاحى والمش فهى منتجات محلية وليس لها علاقة بالدولار ..... صحيح
طبيعى انى لما اشترى جبنة شيدر مستورد فانا بشترى بالدولار اللى هو السعر العالمى .. فيتم نسبة الدولار الى العملة المحلية فادفع بالجنيه بدلا من الدولار ولكن بالسعر الدولارى
كيلو الشيدر للمستهلك مسعر مثلا ب 10 دولار وبشتريه من بلاده ب 8 دولار والفرق عبارة عن تكاليف استيراد ونقل وتخزين وربح نقول دولار تكاليف ودولار ربح .. تمام والدولار = 8 جنيه يبقى المستورد بيجمع 64 جنيه مصرى يحولها الى 8 دولار ويدفعها للمنتج الاوربى ويصرف 8 جنيه نقل وتخزين وتأمين وتوزيع ويكسب 8 جنيه حلال بلالا
والمستهلك انا وانت يشترى الكيلو ب 80 جنيه
هوبا متعرفش ليه رئيس الدولة أو الحكومة رفعت سعر الدولار مقابل الجنيه فبلا من 1:8 اصبح 1:16 الضعف ومرة نبقى نقول ليه وامتى المفروض يعمل كده ويحرك سعر الصرف
تعالى نحسبها من جديد على السعر الجديد مع افتراض ثبات باقى المتغيرات يعنى السعر العالمى والمصاريف
المستورد بيجمع 8*16 = 128 جنيه علشان يدفعها للمنتج الاوربى وبيصرف دولار = 16 جنيه ويفترض انه يكسب 8 جنيه يبقى سعر الكيلو العادل للجبن الشيدر = 152 جنيه فى السوق المصرى بدلا من 80 جنيه يعنة اصبح السعر فيه زيادة 90% لكن حتى ده مبيحصلش اللى بيحصل ان السعر وصل كحد ادنى ليكون 160 جنيه وده لان المستورد اللى كان بيكسب 8 جنيه قالك لأ السعر العالمى للبيع للمستهلك 10 دولار يبقى انا اكسب دولار كامل بحاله علبى السعر الجديد فيرفع مكسبه من 8 الى 16 جنيه ليصل السعر الى 160 جنيه
يبقى الاصل انه فيه محدد للسعر وهو سعر تبادل العملات ويظهر محددات اخرى جديدة واساسها هو الجشع فالمستورد بيحقق ارباحه على حسابك بالدولار ويضاعف ربحه ومفيش دولة بتقوله انت رايح فين
بيحاسبك بالسعر العالمى للبيع مع ان جزء من تكاليفه لا يدفعها بالسعر العالمى
يعنى عنده عامل بيقبض 2000 جنيه فى الشهر وايجار ثلاجات 10000 جنيه شهريا ونقل محلى وتخزين وتوزيع 20000 جنيه شهريا بمجموع 32000 جنيه بالشهر يعنى بتكلف ما يساوى 4000 دولار على السعر القديم
ولما ارتفع الدولار الى الضعف هو لسه بيدفع 32000 جنيه لكن فى حساباته يقولك 4000 دولا * 16 ج السعر الجديد = 64000جنيه يبقى هو كسب هنا الفرق 32000 جنيه زيادة لانه لم يزل بيدفع بالجنيه ونفس المبلغ لكن حقق وفر زيادة فى كل الطلبية يعادل 32000 جنيه بخلاف فرق الربح اللى اتكلمنا عنه ان هامش ربحه ارتفع بنفس نسبة الزيادة فى سعر العملة
ده جشع ويمكن التعليق عليه بكلمة واحدة
انت بتبعلى الجبنة الشيدر بالسعر العالمى ومش بتقبضنى وانا شغال عندك بالسعر العالمى ... وده قمة الظلم الاقتصادى والفساد الرأسمالى
ونستكمل بعدين مع الطماطم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق