الاثنين، 23 سبتمبر 2019

أمة العظمة 2- فهلوة التسول

الواقع يشير الى الممثل هانى رمزى .. السينما صورة معبرة عن ثقافة المجتمع وأحد الأدوات الفعالة فى توثيق كافة الأحداث المجتمعية 
فمن خلال فيلم ممكن تعرف أول البوم اصدره محمد فؤاد .. او فترة صود مطرب من خلال الأغنية اللى شغاله فى مشهد القهوة فى فيلم .. ومن خلال الفيلم ممكن تعرف زمن مين من الرقاصات ايامها بدءا من نعيمة عاكف لغاية صافينار ومن اتى بعدها 
لكن متقدرش تعرف مين رئيس جامعة القاهرة أو مين من مصر اللى أخد نوبل 
السينما كتأريخ لثقافة المجتمع واتجاهاته ولهجاته 
لكن السينما لم تكن يوما صادقة فى كل ما تعرضه أو فر طريقة افرازها لناتج نهائى أصيل معبر كل التعبير عن البلد واحوالها واللى فيها 
لكن فيه فيلم ليس كأى فيلم .. اظنه فيلم تليفزيونى بطولة صلاح السعدنى والجميل انه موجود على اليوتيوب اسمه المراكبى يلخص حياة مواطن صياد ساذج جدا وبسيط جدا عاش حياته كلها فى مركبه فى النيل ولم يخرج يوما الى الأسفلت (الحياة) ويوم ما خرج خرجت امعاؤه من دماغه لكنه فى النهاية رجع سليم ... مواطن كما وصفه السيد الوزير بأنه مواطن عشوائى 



ودراسة على الواقع هل فيه امثال المراكبى من السذاجة والبساطة ؟؟؟   نعم عدد قليل جدا 
ودراسة على الواقع هل فيه فى مصر ما يمكن أن نطلق عليه المواطن العشوائى ؟؟؟ ملايين يا باشا 
وعشوائية تلك الملايين لا سذاجة فيها ولا بساطة بل هى شيطنة ابليس اللعين 
تدنى مطلق فى ابجديات اللغة .. حذف كامل للحروف والمعانى واستباط عبارات تفيد معنى ولا علاقة لها باللغة 
الألفاظ التى كنا نعتبرها يوما الفاظا سوقية ... عفوا تخطينا مرحلة الألفاظ السوقية إلى الألفاظ القبيحة ... عفوا تخطينا كل المراحل وصولا الى الألفاظ المستحيلة التى لم يكن متصور يوما ان تصبح سائدة حتى داخل ميكروباص 
المصريين معروفين بخفة دمهم ... مين قال كده ؟؟؟ 
مش خفة دم يا باشا دى قلة أدب 
البلد كلها مهندسين محدش بيعمل حاجة كل واحد شايف نفسه هندزة والباقى عُمال من حواليه فيوجههم اعمل دى وانت اعمل دى كده وده كده ... وخد من ده وده كل واحد مهندز ودكتره وتعليقاته الساخرة على كل شئ حوله هى الشئ الملاحظ عليه .. لكن مبيعملش حاجة ... يوم ما تتكلم مع حد وتقوله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (داوو مرضاكم بالصدقة) يقولك منا بطلع صدقات .. وتشدد عليه بتطلع فين يقولك : الشحات اللى بقابله فى الشارع وتشدد عليه طلعت كام يقولك رضيته اقوله جنيه او اثنين أو حتى خمسة .. هو الجنيه أو الخمسة هى دى الصدقات اللى بتطلعها 

فزلكة وعجرفة وكبر وكبرياء اصحاب العظمة جموع الشعب المصرى الغير عظيم اللى على أد نيته ربنا أعطاه اللى يستاهله ولسه حنشوف بلاوى وسنهلك وفينا الصالحون 
شحاتين مصر ومتسوليها هم قطاع ليس قليل فى المجتمع تقديرات تقول 3 مليون متسول .. والتسول يا جماعة فى مصر وظيفة وممارسة لجهد اسمه الف والدوران ومد الايد مقابل أجر غير معلوم ولكنه أجر وفير 
انا عن نفسى شهدت متسول عجوز فى السبعينيات من عمره منذ سنوات قليلة وطلب منى اجمعله فلوسه كانوا حوالى 240 جنيه حصيلة الـ shift بتاعه وده ايام ما كان الدولار بـ 6 جنيه 
وقد تغيرت مهنة التسول عبر السنين ... احنا كلنا شفنا فيلم المتسول للزعيم عادل إمام .. فيلم عظيم .. لكن حصل تطور 
دلوقتى ستات عندهم سمنة مفرطة فارشين الطرقات قافلين مداخل الارصفة وانفاق عبور المشاه وغيرها واللى معاها شوية عيال واللى معاها اكياس أكل تجمعها من المحلات .. ويسألون المار ان يعطيهم مما اعطاهم الله لكن بإلحاح مقزز ومحرج جدا 
احنا مش كلنا بنعطى المتسولين بيبقى ليك تقدير للحالة وقيمة المدفوع وتعلم فى سرك ان الصدقة تقع فى يد الرحمن عز وجل وأنها نوع من القرض المدفوع مقدما الى الله الغنى ذو العرش المجيد لكن فى كل مرة قلبك بيحن وتدفع تعرف انه بيضحك عليك وانك مخدوع وتقول لنفسك انا بعامل ربنا .. 
فى هذا الزمن الردئ جدا بأخلاقياته وسلوكه وقيمه قبل فقره الاقتصادى والمعرفى بتلاقى عدد المتسولين بيزيد والكل يقولك مش لاقيين ناكل ولحم صدره مترهل على كرشه ... حس بيا يحس بيك ربنا 



حديثنا ليس عن التسول لكن على الخداع المصرى المسمى فهلوة والتسول أحد تلك الصور الفهلوية 
اذا عددنا مصادر كثيرة جدا سننتهى الى اننا يجب ان ننتهى ويتم التخلص منا فى مزبلة نفايات نووية تهرى لحمنا وتفتت عظمنا 
اقولكم على حاجة احنا فعلا نستحق ما فعله بنا السيسى ونظامه ونكمل بعدين




ليست هناك تعليقات: