الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

الحمد والرحمن (1)


من حوالى 15 سنة راجع فى ميكروباص ومعايل فولدر شفاف فيه اوراق مطبوعة وعدد من علب السجائر السوبر (ساعة ما كنت بشرب سوبر) والسجائر واضحة وركب جنبى سلفى أو ما بعد السلفى .. أحد ببغاوات الدين 
وفتح الكلام وبدأ بذكر نعم الله التى لا نحصيها وانه اعطى نعمه لكى نعبده بها ومثل هذا من الكلام اللى ميجيش معايا ولا مع دماغى الصعيدى المتربسة 
انتهيت معه ان اول النعم هى نعمة الوجود مرورا بغيرها من النعم التالية كالصورة الانسانية وتأتى نعمة الاسلام كنعمة رابعة من النعم الأصول
وربما منذ سنوات قليلة تغيرت لدى مفاهيم النعمة والجود والكرم الإلهى وطبيعى ان نراجع مفاهيمنا ومعتقداتنا من زمن الى زمن 
ان العقل تربة والسماء تنشق عن امطار فاذا تشربت تربة العقل بأمطار الالهام السماوى كانت النبتة وحصد الفهم 
ومنذ سنوات قليلة ادركت معنى الحمد لله رب العالمين .. الآية الثانية من سورة الفاتحة باعتبار ان البسملة هى أول آية فى القران الكريم ... فأول ما بدأ الله القدير بعد البسملة هو ان حمد نفسه بنفسه فكان الحمد منه ابتداءاً واليه انتهاءاً واختار المولى العزيز الرحيم ان يكون الحمد من حضرة الربوبية (( رب العالمين)) وكان ((العالمين)) فخطابه موجه للعالمين الذين هم مقيدون بالسمع والبصر 
فمن هذا الباب ... باب التقييد كانت امثال ((وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) وغيرها من الآيات التى تعتمد على مشاهدة بالعين وغيرها من وسائل الادراك بالمحسوسات (( وفى انفسكم)) وهو ما توقف عنده ظاهر الحس وتوصل اليه صَبّار الفهم (نبات الصبار الذى ينبت فى الاراضى الصحراوية التى لا ماء فيها ولا يعطف عليها مطر) 
ان العقول الصَبّارية الصحراوية تقف عند حدود المحسوس فأولها عند رفح واخرها عند السلوم ومبدأها البحر المتوسط شمالا وحدود السودان جنوبا فما من امطار سماوية ولا فيوضات غوثية 
ولكنها ذات الآية شطرها الأول ((الحمد لله)) هو المعنى والمتعلق بحمد الله لله ... فالله تعالى يحمد الله على الله (كنت كنزا مخفيا فأردت أن أٌعرف فخلقت الخلق) فالله كنز ... والله يحمد الله على ظهور الكنز ... والله يحمد الله على كونه كنز ... والله يحمد الله على معرفة الكنز ... وذلك الحمد الالهى للذات المقدسة كان فى مرحلة بعد الأحدية وظهور الكنز فى صورة المرآة وإظهار الوجود فكأنها المرآه قد نطقت بحمد الله عند الايجاد .. وهو ما يماثل فى التراث أن اول ما نطق به آدم بعد نفخ الروح هو انه عطس وقال الحمد لله 
فالحمد منه واليه ومنه ابتداءا واليه انتهاءا 
فإنى ان حمدت الله فانى احمد الله عليه كأصل أول ونهائى فهذا اول الحمد ومنتهاه عندى أما ما تعارفنا عليه بنى قبائل عك بعموم الاراضى العربية فهو من باب جلب مزيد من الرمال للأراضى الصحراوية العطشى للفهم والادراك 
فمقتضيات الجود والانعام والكرم الالهى من رزق وصحة وستر وغيره هى من افعال الاسماء الالهية التى كانت بعد حمد الله لله 
وانك اذ اعتبرت البسملة آية وكانت الحمد لله الآية الثانية فتوجب عليك ان تجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل ان تجهر بالحمد لله رب العالمين ... فكان الجهر للكون مبدواءا من الله باسمه الله واسمه الرحمن وكلاهما اسم معبر عن ظاهر الذات (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) فكان الابتداء انه صادرا من الله الرحمن مقرونا بصفة الرحيم ،، فالرحيم فقط هى الصفة 
والثابت عند العلماء ان الله خلق الرحم واشتق اسمها من اسمه (الرحمن) فالرحمن اسم أما الرحيم فهى صفة منها (كتب الله على نفسه الرحمة) و (سبقت رحمتى غضبى) 
وتجد الاسم الالهى المعادل لاسم الله هو اسم الرحمن (( الرحمن علم القران)) ، (( الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت )) ، ((قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا)) 
أما ما يقال عن رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ففهم المشايخ يذهب الى صفة الرحمة من الرحمن وصفة الرحمة من الرحيم فكأن الرحمن رحمة مساويا للرحيم رحمة فى حين ان الاسم الله متعلق الجلاله ولا علاقة له فى هذا المقام بالصفات 
اذا كانت صفات الله جميعها من علم وارادة وسمع وبصر وحياة ورحمة وحلم وجود وكرم وغيرها تفهمها انها متعلقة بفهمك اسم الله فنفس الفهم ذاته متعلق باسم الله الرحمن المساوى والمعادل والمكافئ للاسم الله 
فاذا كان الاسم الله هو الاسم الجامع للأسماء وهو علم على الذات المقدسة فالاسم الرحمن علم على الذات المقدسة لقوله تعالى ((قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)) ولاختصاص الاسم الرحمن بأفعال تتعلق بكل ما يتعلق به الاسم الله 
أما الاسم الرحيم فهو صفة الرحمة .. والرحمة كصفة نفسية مشتقة من الاسم الرحمن فهكذا شاء الله تماما كما ان تعليم القران من اختصاص الاسم الرحمن وانك يستحيل ان تسمى مولودا أو كائنا باسم الله فانه يستحيل عليك ان تسميه رحمن 
فعيب وكبير العيب وقلة أدب مع جلال الله أن يقال ان الاسم الرحمن مشتق من الرحمة .. الاشياء والصفات والمفاهيم تشتق عن غيرها وما سماه الله هو افضل تسميه وما سمى الله به نفسه هو الاصل فالرحمة اشتقها الله من الاسم الرحمن وصفتها الرحيم وليس ان يسمى الله نفسه اسما مشتق من معنى فالله موجود قبل المعانى يا بنى عك فالمعانى يتم ادراكها منه لا ان يدرك نفسه بعد خلق المعانى 
وتسمع علماءنا فى شرح معنى الرحمن ((( انه هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، أي: إن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر في الدنيا، وخاصة بالمؤمنين فقط في الآخرة قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، فذكر الاستواء باسمه (الرحمن) ليعم جميع خلقه برحمته.))) 
وهذا كلام باطل يراد به (الالحاد فى أسماؤه) وتغيير مفهومك ومعرفتك بالله و قطع الصلات بينك وبينه فكيف تعرف الله اذا كنت لا تعرف اسماؤه وتفرق بين ما هو اسم وما هو صفة ... 
وتعقيبا ايضا بقول العلماء (((الرحيـــــم: هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، كما في قوله تعالى: {..وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب:43]، فخص برحمته عباده المؤمنين.))) من اين يأتى مثل هذا الفهم وكأنه الرحيم ده شغال لمن آمن فقط فى الدنيا 
وكأن الرحمن والرحيم (تعالى الله عز وجل ) أشبه بـ سعد وسعيد ومسعود .. سعيد بيعمل حاجة ومسعود مختص بحاجة تانية والمعلم سعيد مبيعملش حاجة 
اقول وقلبى مشغول ان الرحمة لم تستوى على العرش لتسع الدنيا .. ان الذى استوى على العرش هو الرحمن 
ان الرحمة لم تستولى على العرش لتسع الدنيا .. ان الذى استولى على العرش هو الرحمن 
تقدس الله فى علاه فالاسم الله هو الاسم الجامع المعبر عن ظاهر الذات المقدسة وقد توجه اسم الله الرحمن ليقضى امرا كان مفعولا فتوجه الرحمن للخلق والايجاد وهو من استوى على العرش فيستحيل على الذات ان تستوى على العرش
الغريب ان الناس مشت ورا بعضها وتوسعوا فى محاولات التفسير وسقطوا جميعا فى الفخ الأزلى (( وما قدروا الله حق قدره)) ، ((واتقوا الله ويعلمكم الله)) فما نسمى شيئا بغير ما سماه الله 


ليست هناك تعليقات: