السبت، 2 يوليو 2022

هل الله عز وجل يبالى

 


تخيل ان حضرتك ماشى فى شارع ومر تحت رجليك بالخطأ صرصور او سحلية وحضرتك شفته ورحت داهس عليه فرتكته 

أو بترش بخرطوم مياه فى ارض زراعية ولقيت عش نمل فحضرتك اغرقته وفنيته ... طبعا انت لا تبالى فى الحالتين فهذا مجرد صرصور وهؤلاء شوية نمل مالهمش لزمة 

وانت حددت انهم ملهمش لزمه لانك شايف نفسك فى قمة الخلق وهؤلاء فى الطبقة الدنيا من الخليقة ولا اهمية لهم (حسب معرفتك القاصرة) 

فهل تعتقد فعلا ان الله لم يبالى بك ابتداءا حين مسح على ظهر ادم فاراه ذريته على قسمين قسم من اهل الجنة وقال هؤلاء فى الجنة ولا ابالى والقسم الثانى من أهل النار وهؤلاء فى النار ولا ابالى 

الحيرة فيما ينسبون اليه الصحة وما يناقض صريح العلم بالله

عن عبد الرحمن ابن قتادة السلمى مرفوعا قول رسول الله:

إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خلق آدمَ ، ثمَّ أخذ الخَلقَ من ظهرِه ، وقال : هؤلاء إلى الجنَّةِ ولا أُبالي ، وهؤلاء إلى النَّارِ ولا أُبالي ، فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ فعلى ماذا نعمَلُ ؟ قال : على مواقعِ القدَرِ

قام الالبانى رحمه الله بتصحيح هذا الحديث واخرجه فى السلسلة الصحيحة برقم 3107 فى باب المبتدأ والانبياء وعجائب المخلوقات 

ويعقبه مباشرة الحديث رقم 3108 

عن أنس مرفوعا قول رسول الله:

 إنَّ اللهَ قبض قبضةً فقال : هذه إلى الجنةِ برحمتي ، وقبض قبضةً فقال : هذه إلى النارِ و لا أُبالي


فى البداية الحديث الاول ينص على لا مبالاة بأهل الجنة ولا مبالاة بأهل النار 

والحديث الثانى يبدوا أقرب صحة فى المعنى عن الحديث الأول لكونه قصر اللامبالة على أهل النار 

لكن بالبحث الصحيح والتتبع ستجد الحديث التالى

أخرج ابن حبان فى صحيحه برقم   6166 

أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه سُئِل عن هذه الآيةِ : {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] الآيةَ، قال عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه : سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُئِل عنها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ اللهَ خلَق آدَمَ ثمَّ مسَح على ظَهرِه بيمينِه فاستخرَج منه ذُرِّيَّةً فقال : خلَقْتُ هؤلاءِ للجنَّةِ وبعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ يعمَلونَ ثمَّ مسَح ظَهرَه فاستخرَج منه ذُرِّيَّةً فقال خلَقْتُ هؤلاءِ للنَّارِ وبعمَلِ أهلِ النَّارِ يعمَلونَ ) فقال رجُلٌ : يا رسولَ اللهِ ففِيمَ العملُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ اللهَ إذا خلَق العبدَ للجنَّةِ استعمَله بعمَلِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى يموتَ على عمَلٍ مِن أعمالِ أهلِ الجنَّةِ فيُدخِلُه به الجنَّةَ وإذا خلَق العبدَ للنَّارِ استعمَله بعمَلِ أهلِ النَّارِ حتَّى يموتَ على عمَلٍ مِن أعمالِ أهلِ النَّارِ فيُدخِلُه به النَّارَ )

اعتقادى فى الله عز وجل تبارك اسمه انه يبالى جدا جدا جدا وفى عبارة موجزة لو لم يكن يبالى ما كان خلقنا بدايةً ولا ارسل الينا الانبياء والكتاب وارشدنا الى صراطه المستقيم وانعم علينا بآثار اسماؤه وصفاته .. 

ان الله عز وجل يبالى فوق ما تتصور ولا اضرب لك ولا مثال واحد حتى من القران

فانت ان قرأت القران وتعلمت اسماء الله الحسنى على الحقيقة ادركت ان الله يبالى بكل مخلوقاته ولا يغفل عنهم ابدا 

ولا اظن انه لا حاجة للمشايخ أن يتعمدوا قول احاديث ضعيفة أو مرسلة تنافى فى معناها ومضمونها كل ايات القران ولا يصح نسبتها الى رسول الله ولا ندرى ما الغرض منها الا سوء الظن بالله ونعته بصفات سلبية هى نفسها عيب فى حق الانسان فكيف ننسبها لرب العالمين

عظموا الخالق القدير رب العالمين ولا تظنوا فى الله ظن السوء فى افعاله وصفاته 


أ

ليست هناك تعليقات: