الأحد، 26 يونيو 2022

احصاء اسم رب العالمين : الرحمن 3

 


عباد الرحمن

كل الخلق عباد لله بلا استثناء أى خلق تتصوره وتتخيله تعلمه او تجهله الا اتى الرحمن عبدا

إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَٰوَٰتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا ءَاتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (مريم 93)

العباد والعبيد

سمى الله خلقه في القرءان الكريم العباد في الحياة الدنيا وسماهم العبيد في الحياة الاخرة

ولم يفرق في التسمية بين المؤمن والكافر فالكل عباد لله أو عباد للرحمن

في اللغة يفرقون تفرقة غريبة بين العباد والعبيد

والعبيد جمع عبد (حر كان أو مملوك) ولكن فيه من السوء والفجور فاذا التجأ الى الله والتزم يصبح عابدا وكأنك تقول انه اختار ان يعبد الله فكان عابدا .... فهل قال الله ذلك ؟؟؟


لقد عرفت البشرية الرق وهو استعباد الانسان لأخيه الانسان (ذكر أو انثى فالكل انسان) ولفظة الرق = العبودية حيث هناك سيد وهناك عبد، استطاع السيد أن يقهر آخر بالقوة أو بالحيلة أو بالديون أو غيرهم من الوسائل، قهره السيد فجعله عبدا له خادما له الى نهاية أجله يملكه ويملك حياته وبدنه  وابناؤه وزوجه وكل ما يحوزه من قوة أو ممتلكات . امتلاك تام ومطلق فالسيد مالك والعبد مملوك وللسيد حق تشغيل العبد لنفسه او لحساب الغير وله ان يسلبه حياته متى شاء دون عقوبة تقع عليه كقاتل وله ان يبيع عبده أو يتركه في العذاب المهين .. يفعل به ما يشاء دون رادع ودون حساب بل ان ابناء السيد يرثون العبيد كأنهم متاع .

وان كنت لا تذكر ولا تعرف شيئا عن تاريخ المماليك في مصر فانت لا تعيش الدنيا فهو كان ازهى عصور العبيد حيث تولوا الحكم والسلطنة في مصر !!!!

وان كنت من جيل قديم مثلى فلعلك قرأت رواية Spartacus سبارتاكوس للروائى Howard Fast أو شاهدت الفيلم الذى كان من بطولة كيرك دوجلاس وقد اعيد منذ سنوات اعادة تقديم مسلسل كامل من اجزاء بطولة Andy Whitfield   و Liam McIntyre (كلاهما بدور سبارتاكوس) ويحكى المسلسل قصة سبارتاكوس وقصة العبيد فى عهد روما ولكن لا ننصح بمشاهدة المسلسل لأسباب كثيرة منها حجم المشاهد الجنسية الغير عادى داخل المسلسل وبشاعة عمليات القتل وسفك الدماء (ولكنه مسلسل جيد جدا في الاداء والمؤثرات والكتابة والاخراج)

 ان العبودية = الرق هى ابشع ما عرفه تاريخ البشرية

وفى القران الكريم ضرب الله مثلا لعبودية الرق معترفا بوجودها بقوله { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَ مَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَ جَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }  [النحل:75].

ودائما كانت التوجيهات الالهية بتحرير رقبة مؤمنة وهو ما عناه الفقه الاسلامى بتحرير العبيد (الارقاء - الرقيق) فالمماليك يسمون عبيد والنساء منهن إماء (جمع أمه - بالفتح)

اذن فهناك عبودية تملك = مملوك = عبد وهى لفئة ضعيفة مغلوبة في تاريخ الانسان

وهناك عبودية لله ويشترك فيها كل الخلق .. وهى مضمون البحث

وستجد ان المولى عز وجل تحدث عن العبد مفردا وعن الجمع فمره جاء الجمع بلفظ عباد ومرة جاء بلفظ عبيد

وجاءت تفرقة الجمع فيما بين الدنيا والاخرة

فكل ما يخص الدنيا جاء بلفظة عباد وكل ما يخص الاخرة حيث لا قدرة ولا اختيار والكل مقهورون لأمر الله جاءت اللفظة عبيد

{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }  [آل عمران:182].

{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }  [الأنفال:51].

{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }  [الحج:10].

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَ مَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }  [فصلت:46].

{ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }  [ق:27-29].

كل هذه المواقف تخص يوم القيامة حيث سمانا الله عز وجل العبيد

وفى الدنيا سمان عباد حيث لنا حرية الاختيار في الايمان أو الكفر ولم يفرق المولى عز وجل في لفظة العباد بين مؤمن وكافر فكلمة عباد جاءت لتشمل جميع خلق الله عز وجل دون استثناء

وسأضع لك بعض الآيات التى تبين شمولية الكافر والمؤمن تحت مظلة العباد

{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }  [آل عمران:30].

{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }  [الأنعام:18].

{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ }  [الأنعام:61].

{ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }  [الأنعام:88].

{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }  [الأعراف:32].

{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }  [الأعراف:128].

{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }  [الأعراف:194].

{ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ }  [النحل:2].

{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا }  [الإسراء:5].

{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَ كَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }  [الإسراء:17].

{ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }  [الإسراء:30].

{ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }  [الإسراء:96].

{ وَ لَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَ لَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا }  [فاطر:45].

{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }  [يس:30].

{ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }  [الزمر:46].

{ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَ ثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ }  [غافر:31].

{ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ }  [غافر:85].

  

ومثل هذا كثير في القران وكلها توضح وتجزم بما لا يدع مجالا لأى شك بصحة ما اقول عن كتاب الله عز وجل ولست اقوله عن رأيى أو عن نفسى ولكن هذا كتاب الله ينطق بالحق

انظر الى حديث ابليس – اعوذ بالله منه- في حديثه الى المولى عز وجل في خطابه عن البشر اجمعين

{ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ قَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا }  [النساء:118].

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }  [الحجر:42].

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَ كَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا }  [الإسراء:65].

ان الله عز وجل تبارك اسمه قد سمى خلقه باسم عباد وابليس يعرف هذا ورغم كون البشر في ذلك الحين لم يكن منهم سوى ادم وزوجه ولم ينتشروا بعد في الارض ويتكاثروا الا ان الحديث المستبقلى عنهم بوصفهم ذرية آدم جاء بلفظة عباد

فجاءت عباد عبر القران لتشير الى كل من المؤمن والكافر البر والفاجر الصالح والطالح المهتدى والضال المرضى عنه والمغضوب عليه دون استثناء

اذن فالعباد هى لفظة يتم اطلاقها على خلق الله فيما يخص شئون الدنيا أما العبيد فقد جاءت للتعبير عن وصف الخلق فى الاخرة عند الحساب ولو قارنت مقارنة بسيطة بين (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِوبين  (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ) لربما اتضحت لك التفرقة

وسأذكرك بآية قرآنية لم اكتبها من عندى بل هى في كتاب الله تخبرك كيف سمى المولى عز وجل الارقاء

{ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }  [النور:32].

جاء التعبير القرآني عن جموع العبيد الأرقاء حين نسبهم الله بملكيتهم للبشر بأنهم  عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ولم يسميهم عبيد

هل انتهى الأمر عند هذا ... ليس بعد

جاء القران ليصنف العباد الذين يتم نسبتهم اليه عز وجل في ايات عديدة في الكتاب الحكيم

ولقد خص الله من العباد فئة يردون الى الله فينسبون اليه منهم :

{ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ }  [الصافات:40].

{ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }  [الصافات:81].

{ إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }  [الصافات:122].

{ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ }  [الصافات:169].

{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ }  [الصافات:171].

{ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }  [الزمر:10].

{ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }  [النمل:19].

فهناك عباد مؤمنين وهناك المخلصين وهناك عباد مرسلين وهناك صالحين وهناك عباد الرحمن

{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا }  [الفرقان:63].

{ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَ يُسْأَلُونَ }  [الزخرف:19].

لقد جاءت تلك التسمية عباد الرحمن بخصوصية شديدة جدا لتوضح لك بعض من صفات العباد المهتدون من البشر ووصف للملائكة حيث تم نسبتهم الى الرحمن وليس هناك اى ارتباط بين صفة الرحمة وتلك الآيات فلم يقل الله عباد الرحيم (في قلوبهم رحمة) عباد العليم (عندهم العلم) فان تم تسمية العباد بأى اسم من الاسماء التى تحمل في كنهها صفة من الصفات العلية لكان هؤلاء العباد بتلك الصفة المذكورة

عود على بدء

كلمة عباد وكلمة عبيد جاءت في القرات للدلالة على جمع ومفرد كل واحدة منهما هو عبد

العلماء يطلقون على مفرد عباد كلمة عابد

ويطلقون على مفرد عبيد كلمة عبد

وبالطبع توسعوا في مفهوم العابد ووضعوا اصطلاحات جديدة غير مذكورة بالقران كالعبودة

فهل تلك المسميات صحيحة

كلما تحدث الله تبارك اسمه عن أحد من عباده ونسبه اليه سماه عبده (نسبة الى الله) – عبدنا

وهنا حدثت مشكلة كبيرة جدا عند العلماء فلم يفقهوا القول الالهى والتسميات الالهية واصروا على التغافل عمدا عن ايات القران والدليل على ما اقول :

في مطلع سورة الاسراء {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)}

لقد غالى كثيرا اهل العلم وخصوصا مجانين الصوفية الذين وضعوا للنبى مكانة وحال وصفات تكون اقرب الى فهم النصارى عن عيسى بن مريم في تشريف النبى – صلى الله عليه وسلم- عن سائر النبيين والمرسلين وعن كل البشر بخصيصة وصفه بكونه عبده وبكونه معانى اخرى مطلقة لها قداسة خاصة ما انزل الله بها من سلطان مفرقين بذلك بين رسل الله عز وجل ومبتدعون لعقيدة ضالة غير سليمة:

آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة 285)

وتناسوا ان يجمعوا تلك مع ما جاء في حق النبيين والمرسلين

فقد جاءت آيات الكتاب لتعرف محمد صلى الله عليه وسلم بكونه نبى وبكونه رسول وبكونه رجل وبكونه عبده وبكونه عبد الله بما يغنى عن ذكرها

ولكنا نذكر ما قاله الله عز وجل عن عباده المرسلين بالمفرد حيث وصفهم با كل واحد منهم عبد

تذكر ايها المتدبر عبد الله – ايوب

{ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ }  [ص:17].

{ وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَ عَذَابٍ }  [ص:41].

وتذكر عبد الله – نوح

{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ }  [القمر:9].

وتذكر عبد الله – عيسى

{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا }  [مريم:30].

وتذكر عبد الله – زكريا

{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا }  [مريم:2].

واذكر العبد الصالح الذى لقيه نبى الله موسى

{ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا }  [الكهف:65].


  ولو تتبعت آيات اخرى لجاءك الانبياء والمرسلين في مجموع العباد بالجمع مثل

فعن يوسف { وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }  [يوسف:24].

{ سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ  إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ }  [الصافات79-81].

{ سَلَٰمٌ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ  كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ  إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ }  [الصافات 109-111].

{ سَلَٰمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ  إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ  إِنَّهُمَا مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ }  [الصافات120-122].

{ سَلَٰمٌ عَلَىٰٓ إِلۡ يَاسِينَ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ  إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ }  [الصافات 130-132].

{ وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ }  [الصافات:171].

{ وَ اذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَ الْأَبْصَارِ }  [ص:45].

وجاءت ايضا كلمة عبدين لتعبير عن عبد الله نوح وعبد الله لوط

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَ امْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }  [التحريم:10].


ولم يسمى الله كافرا او طاغية باسم عبد في القران الكريم (وما زال البحث مستمرا)

نظل دائما في حاجة الى اعادة قراءة القران وفهمه ومعرفة مواضع الكلمات والتسميات التى سماها الله عز وجل فان انت قمت بتغيير اسم ما سماه الله أو اعطيت للاسم معنى اخر يباين ما يقصده الله فقد حرفت معانى القران وابتدعت دينا موازيا باصطلاحات ومفاهيم اخرى ما انزل الله بها من سلطان

ولم نخرج بعد عن بحث العبودية ولن نخرج ابدا عن عبوديتنا لله عز وجل بوصفنا عبادا لله (بالجمع) وان كل واحد منا ليس الا عبد لله 

راجع مقالة للعبد الفقير بعنوان

صابر العبد 

والتى مفادها بطلان تسمية الناس لانفسهم بالقادرى والرفاعى والكركرى والسلفى والمالكى والحنفى والسكندرى والمغربى والعراقى 

والتى كانت خاتمتها: 

 ((فليس افضل من ان يكون لقبى سفير العبد فهذا اشرف من ان أكون هاشمى أو قناوى أو شاذلى أو حتى محمدى (نسبة الى محمد رسول الله)

قد اخبرتك وأعلمتك فانظر ماذا تفعل بعد اليوم ))

تابع الجزء القادم من ملخص بحث العبودية ودحض افتراءات البشر الكاذبة على دين الله وملتة الحنيفية السمحاء 

 

ليست هناك تعليقات: