السبت، 16 يوليو 2022

احصاء اسم رب العالمين : الرحمن 4

 

قد بينت الايات القرانية فى الجزء السابق من البحث وجود عبد مملوك = رقيق = مملوك لغيره من البشر 

وعبد بمعنى عابد لله وقد سماهم الله بتسميات .. اما ما يخص الجمع فهى عباد وهى يتم اطلاقها على كل خلق الله برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم .. وفى الاخرة يسمى الله خلقه جميعا بالعبيد 

وكلمة عبده لم تختص بمحمد خاتم الانبياء فقط لكن شاركه فيها غيره من الانبياء 

وعدم تنبه المسلمين الى عدم التفرقة بين الرسل واعتبار محمد فقط هو "عبده" ادى الى اعتبار نبى الله محمد بن عبد الله فى مرتبة اخرى غير مرتبة الانبياء بل وفوق مرتبة كل البشر والملائكة وكل الخلق 

هذا ما قاله الله .. ولكن ماذا قال البشر ؟؟؟

يفتتح الشعراوى رحمه الله في تفسيره بوصفه التفسير الجامع لكل من سبقه تفسير سورة الاسراء «وقوله سبحانه: {بِعَبْدِهِ..} [الإسراء: 1].

العبد كلمة تُطلق على الروح والجسد معاً، هذا مدلولها، لا يمكن أن تُطلَق على الروح فقط.

لكن، لماذا اختار الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة بالذات؟

نقول: لأن الله تعالى جعل في الكون قانوناً عاماً للناس، وقد يُخرَق هذا القانون أو الناموس العام ليكون معجزةً للخاصة الذين ميَّزهم الله عن سائر الخَلْق، فكأن كلمة (عبده) هي حيثية الإسراء.

أي: أُسْرِي به؛ لأنه صادق العبودية لله، وما دام هو عبده فقد أخلص في عبوديته لربه، فاستحق أنْ يكون له مَيْزة وخصوصية عن غيره، فالإسراء والمعراج عطاء من الله استحقَّه رسوله بما حقّق من عبودية لله.

وفَرْق بين العبودية لله والعبودية للبشر، فالعبودية لله عِزٌّ وشرف يأخذ بها العبدُ خَيْرَ سيده، وقال الشاعر:

وَمِمّا زَادَني شَرَفاً وَعِزّاً *** وكِدْتُ بأخْمُصِي أَطَأَ الثُّريَّا

دُخُولِي تَحْتَ قولِكَ يَا عِبَادِي *** وَأنْ صَيَّرت أحمدَ لِي نبيّاً

أما عبودية البشر للبشر فنقْصٌ ومذلَّة وهوان، حيث يأخذ السيد خَيْر عبده، ويحرمه ثمره كَدِّه.

لذلك، فالمتتبّع لآيات القرآن يجد أن العبودية لا تأتي إلا في المواقف العظيمة مثل: {سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ..} [الإسراء: 1].

وقوله: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ الله يَدْعُوهُ..} [الجن: 19].

ويكفيك عِزاً وكرامة أنك إذا أردتَ مقابلة سيدك أن يكون الأمر في يدك، فما عليكَ إلا أنْ تتوضأ وتنوي المقابلة قائلاً: الله أكبر، فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه ومُوعده ومُدّته، وتختار أنت موضوع المقابلة، وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردتَ».

الشيخ الشعراوى رحمه الله يقول صـ 10497

في تفسيره لآية وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ

««يعطينا الحق – تبارك وتعالى – صورة للعبودية الحقه ونموذجا للذين اتبعوا المنهج كأنه – سبحانه وتعالى – يقول لنا: دعكم من الذين اعرضوا عن منهج الله وكذبوا رسوله وانظروا إلى أوصاف عبادي الذين آمنوا بي ونفذوا أحكامي وصدقوا رسولي.

 نقول: عباد وعبيد والتحقيق أن «عبيد» جمع لعبد وأن «عباد» جمع لعابد مثل: رجال جمع رجل، قال تعالى: «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا»، إذن: عبيد غير عباد.

وسبق ان تحدثنا عن الفرق بين العبيد والعباد فكلنا عبيد لله تعالى: المؤمن والكافر والطائع والعاصي فما دام يطرأ عليه في حياته ما لا يستطيع أن يدفعه مع أنه يكرهه فهو مقهور، فالعبد الكافر الذي تمرد على الإيمان بالله وتمرد على تصديق الرسول وتمرد على أحكام الله فلم يعمل بها، فهل يعد أن ألف التمرد يستطيع أن يتمرد على المرض إن أصابه؟ أو يستطيع التمرد على الموت أن حل بساحته؟ إذن: فأنت عبد رغمًا عنك وكلنا عبيد فيما نحن مقهورون عليه ثم لنا بعد ذلك مساحة من الاختيار.

أما المؤمن فقد خرج عن اختياره الذي منحه الله في أن يؤمن أو يكفر وتنازل عنه لمراد ربه فاستحق أن يكون من عباد الله «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ» (سورة الفرقان: 63)، فنحن وأن كنا عبيدًا فنحن سادة: لأننا عبيد الرحمن لذلك كانت حيثية تكريم الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- في الإسراء هي عبوديته لله تعالى حيث قال: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ» فالعبودية هي علة الارتقاء، فلما أخلص رسول الله العبودية لله نال هذا القرب الذي لم يسبقه إليه بشر لذلك وصف الملائكة بأنهم «عِبَادٌ مُكْرَمُونَ» (سورة الأنبياء: 26).

وباستقراء الآيات لم نجد سوى آية واحدة تخالف في ظاهر الآمر هذا المعنى الذي قلناه في معنى العباد وهي قوله تعالى في الكلام عن الآخرة: «أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ» (سورة الفرقان: 17)، فقال للضالين «عبادي» وهي لا تقال الا للطائعين لماذا؟ قالوا: لأن في القيامة لا اختيار لأحد فالجميع في القيامة عباد حيث انتفى الاختيار الذي يميزهم، والعلماء يقولون: إن العباد تؤخذ منها العبادية وأن العبيد تؤخذ منها العبودية: العبادية في العباد أن يطيع العابد أمر الله وينتهي عن نواهيه طمعا في ثوابه في الآخرة وخوفًا من عقابه فيها، إذن: جاءت للعبادية لأخذ ثواب الاخرة وتجنب عقابها.

أما العبودية فلا تنظر إلى الآخرة إنما إلى أن الله تعالى تقدم بإحسانه على عبيده إيجادًا من عدم وإمدادًا من عدم وتربية وتسخيرًا للكون، فالله يستحق بما قدم من إحسان أن يطاع بصرف النظر عن الجزاء في الاخرة ثوابًا أو عقابًا

 أما العبودة فهي: ألا ينظر العبد إلى ما قدم من إحسان ولا ما أخر من ثواب وعقاب وإنما ينظر إلى أن جلال الله يستحق أن يطاع وإن لم يسبق له الإحسان وأن لم يأتِ بعد ذلك ثواب وعقاب وأن كانت العبودية مكروهة في البشر».

تعقيبات على الشعراوى:

1- العبد كلمة تُطلق على الروح والجسد معاً، هذا مدلولها، لا يمكن أن تُطلَق على الروح فقط.

هل ما يقوله الشيخ الشعراوى صحيح فخلق مثل الملائكة أو الجن او الروح الامين أليست سوى ارواح فهل يطلق عليها لفظة عباد .. وهل ارواح المؤمنين السابقين واللاحقين يخرجون عن كونهم عباد لله

قال تعالى : { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَ يَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا }  [النساء:172].

فكل من المسيح وكل ملك حتى لو كان من المقربين لن يستنكف ان يكون عبدا لله 

2- لماذا اختار الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة بالذات؟

هكذا يتحدث الله عن عباده الصالحين والمرسلين والمخلصين وليس محمد بن عبد الله فقط 

3- الفرق بين العبيد والعباد فكلنا عبيد لله تعالى: المؤمن والكافر والطائع والعاصي

غير صحيح كلنا عباد لله بنص القران فان كانت الاخرة سمانا عبيدا للقهر 

4- فأنت عبد رغمًا عنك وكلنا عبيد فيما نحن مقهورون عليه ثم لنا بعد ذلك مساحة من الاختيار.

لا علاقة بما يفسره الشعراوى من قهر فى الدنيا لا تستطيع دفعه (كالمرض مثلا) بكونكم عبيد فما دمتم مقهورين فانتم عبيد ليقول الشعراوى انتم عبيد كلكم بالقهر والحق اننا عبيد فى الاخرة لقيام كل المخلوقات لله الواحد القهار  أما فى الدنيا فنحن جميعا عباد وليس هناك اى قهر الهى لعباده فى الدنيا .. القهر العام يكون فى الاخرة 

5- لم نجد سوى آية واحدة تخالف في ظاهر الآمر هذا المعنى الذي قلناه في معنى العباد وهي قوله تعالى في الكلام عن الآخرة: «أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ» (سورة الفرقان: 17)، فقال للضالين «عبادي» » وهي لا تقال الا للطائعين 

اصرار الشعراوى على ان عبادى هى للطائعين فقط اوقعه الى وجود تناقض أو اختلاف فى ايات القران ولعل قوله ظاهر القران سبيل للخروج من المأزق فان لم يتساوى القران قلنا عدم التناسق أو الاختلاف فى ظاهر القران فطبقوا قاعدة للقران ظاهر وباطن وحد مطلع الى غير ذلك مما اجتلبوه من اقوال البشر للفرار من مأزق لا اعلم الذى لا يصح ان يصرح به العلماء أو لتسوية الامور وخلطها على ذهن العامة 

ان اضلال الشياطين لعباد الله كان فى الدنيا فالفعل كان اغواء عبادى الله فليس من اغواء فى الاخرة فكانت عبادى لوقوع الامر فى الحياة الدنيا 

ونظن لو ان الاغواء يكون فى الاخرة لجاءت لفظة عبيدى .. وهذا لا يحدث ولا يجوز 

عامة هذه عينة كبيرة لجموع اراء المفسرين فهذا ما اعتاده المفسرون ونقلهم عن بعضهم البعض ثم تأليف حُجة لتبرير الرأى حتى لو خالفت الحجة النص القرانى الصريح 

اغلب العلماء او الدارسون اذا ارادوا تدبر اية صحبوا معهم تفسيرات مشهورة ولم يرجعوا للقران نفسه الذى جاء مرتلا ليوضح معانيه بنفسه 

عود على بدء:- 

الأمر بالعبادة : من تعبد؟

الامر بالعبادة جاء دائما مقرونا باسم الله أو بربكم

فالأمر الالهى للجميع بعبادته (اعبدوا – اعبد - فاعبد) ستجده مقرونا بالله وبالرب

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }  [البقرة:21].

{ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي ورَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }  [آل عمران:51].

{ واعْبُدُوا اللَّهَ ولَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وبِذِي الْقُرْبَى والْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ والْجَارِ ذِي الْقُرْبَى والْجَارِ الْجُنُبِ والصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وابْنِ السَّبِيلِ ومَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا }  [النساء:36].

{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي ورَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ومَأْوَاهُ النَّارُ ومَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }  [المائدة:72].

{ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي ورَبَّكُمْ وكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }  [المائدة:117].

{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }  [الأنعام:102].

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }  [الأعراف:59].

{ وإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ }  [الأعراف:65].

{ وإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ولَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }  [الأعراف:73].

{ وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ والْمِيزَانَ ولَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ولَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }  [الأعراف:85].

{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }  [يونس:3].

{ وإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ }  [هود:50].

{ وإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ واسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ }  [هود:61].

{ وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ولَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ والْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ }  [هود:84].

{ ولِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ومَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }  [هود:123].

{ واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }  [الحجر:99].

{ ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ ومِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }  [النحل:36].

{ وإِنَّ اللَّهَ رَبِّي ورَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }  [مريم:36].

{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ ومَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ واصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا }  [مريم:65].

{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }  [طه:14].

{ ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }  [الأنبياء:25].

{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }  [الأنبياء:92].

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّكُمْ وافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }  [الحج:77].

{ ولَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ }  [المؤمنون:23].

{ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ }  [المؤمنون:32].

{ ولَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ }  [النمل:45].

{ وإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ واتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ واشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) }  [العنكبوت:16-17].

{ وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ ولَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ }  [العنكبوت:36].

{ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ }  [العنكبوت:56].

{ وأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }  [يس:61].

{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ }  [الزمر:2].

{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }  [الزمر:66].

{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي ورَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }  [الزخرف:64].

{ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ واعْبُدُوا }  [النجم:62].

{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واتَّقُوهُ وأَطِيعُونِ }  [نوح:3].

 

الامر بالعبادة يكون لله عز وجل ويكون للرب

من هو الله .. ومن هو الرب ؟؟؟

انها نقطة شائكة جدا جدا فعلم التوحيد الذى أسسه العلماء كعلم من علوم الدين ويختص بالعقيدة له رأى في هذا الخصوص

توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية

يقول ابن باز:

<< توحيد الربوبية: هو الإيمان بالله بصفات الفعل، كالخلاق، والرزاق، ومدبر الأمور، ومصرفها، ونحو ذلك، وأن مشيئته نافذة، وقدرته كاملة، وهذا هو الذي أقر به المشركون، المشركون أقروا بأن الله خالقهم، ورازقهم، ومدبر أمورهم، وأنه خالق السماوات، وخالق الأرض، وهو توحيد الله بأفعاله، هذا توحيد الربوبية بأن تؤمن بأن الله هو الخلاق، الرزاق، مدبر الأمور، مصرف الأشياء، الذي خلق كل شيء، ودبر الأمور، وصرفها، وخلق الأنهار، والبحار، والجبال، والأشجار، والسماء، والأرض، وغير ذلك، هذا توحيد الربوبية.

أما توحيد الألوهية: فهو توحيد الله بأفعالك أنت، تخصه بالعبادة دون كل ما سواه، من صلاة، وصوم، ودعاء، ونذر، وزكاة، وحج، وغير ذلك،.

توحيد الألوهية: هو معنى لا إله إلا الله، أي لا معبود حق إلا الله، وهو أن تخص ربك بأفعالك، بعباداتك، بقرباتك، لا تدعو مع الله إلهًا آخر، لا تعبد معه سواه من شجر، أو حجر، أو صنم، أو نبي، أو ولي، فلا تدعو غير الله، لا تقول: يا سيدي البدوي اشفني، أو يا رسول الله، اشفني، أو عافني، أو انصرني، أو يا فلان، أو يا فلان من الأولياء، أو من غير الأولياء من الأموات، أو من الأشجار، والأحجار، والأصنام، هذا الشرك الأكبر.

فتوحيد العبادة معناه: أن تخص العبادة لله وحده، ويقال له: توحيد الإلهية، والإلهية هي العبادة، معناه: أن يخص الله بالعبادة دون كل ما سواه، وهذا هو معنى قوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5].

وقوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] معناه أن يخصوا الله بالعبادة بصلاتهم، وصومهم، ودعائهم، واستغاثتهم، وجهادهم كله لله وحده، هذا يسمى توحيد العبادة، ويسمى توحيد الإلهية، وهذا أنكره المشركون، وأبوه، ولما قال: قولوا لا إله إلا الله أبوا، واستنكروها، وقالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5] فاستنكروا ذلك، وأصروا على كفرهم، وضلالهم، وهم يقولون: الله الخالق، الرازق، المدبر، يقولون: هذا، ولكن مع ذلك لم يخضعوا لتوحيدهم العبادة .... فلهذا صاروا كافرين، وقاتلهم النبي واستحل دماءهم، وأموالهم لكفرهم، وعدم إذعانهم بتوحيد الإلهية.

وهناك توحيد ثالث، وهو توحيد الأسماء والصفات، وهو: الإيمان بأسماء الله وصفاته، كلها التي جاءت في القرآن، والتي صحت بها السنة عن النبي لا بدّ من الإيمان بها كلها، وإثباتها بأنه العليم الحكيم، الرؤوف الرحيم، وأنه يرضى ويغضب، ويتكلم إذا شاء جميع صفاته في القرآن، والسنة لا بدّ من الإيمان بها، وإثباتها لله وهذا يسمى توحيد الأسماء والصفات.

والإيمان بأن الله واحد في ذاته، واحد في أسمائه، وصفاته، لا شريك له، ليس له شريك يخلق، أو يرزق، أو يرحم العباد حتى يدخلهم الجنة، وينجيهم من النار، وليس له شريك في القدرة، وأنه قادر على كل شيء، بل هو منفرد بهذا فليس له شريك في إلهيته، ولا في أسمائه، وصفاته، ولا في ربوبيته.

فهو الواحد في الربوبية، هو الواحد في الإلهية، هو الواحد في الأسماء والصفات، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى:11]، هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:74].

فأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها علا، وكلها حق له ثابت، وهو موصوف بها حقًا لا مجازًا، فيجب إثباتها لله، وإمرارها كما جاءت، والإيمان بها، وأنها حق لائقة بالله  وأنه ليس كمثله شيء في ذلك، وهو السميع البصير.>>

 

سأضع لك بحث من اعمق الابحاث واقلها اختصارا في هذا الخصوص وسأنقل اليك نص البحث وحاول ان تتدبر المكتوب في الاعلى والاسفل ثم انظر ما ينتهى اليه الرأى

فروقٌ بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية

<< توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهيّة، قسمان من أقسام التوحيد تضمّنهما الإيمان بالله جلّ وعلا، ويُضمّ إليهما: توحيد الأسماء والصفات، أما من حيث التعريف، فتوحيد الربوبية: هو اعتقاد تفرّد الله تعالى بالخلق والرزق، والملك والتدبير، وغيرها من الأفعال التي اختصّ بها دون خلقه، وتوحيد الألوهيّة: هو تفرّد الله في استحقاق العبادة، بحيث تُصرف له دون ما سواه.

ومن الأمور التي تُبحث في باب المُعتقد: الفروق ما بين هذين القسمين من أقسام التوحيد، وهذه قضيّة مهمّةٌ للغاية تجدرُ العناية بها نظراً لوقوع كثير من الطوائف في الخلط بينهما وعدم إدراك طبيعة كلٍّ منهما، ثم إن الوقوف على هذه الفروق يدفع الناظرَ إلى آيات القرآن ونصوص الوحي إلى فهمٍ أدقّ وتدبّرٍ أعمق؛ ويمكن إجمال أهم الفروق الحاصلة بينهما في التالي:

 

الفرق من جهة الاشتقاق

إذا رجعنا إلى كتب اللغة، نجد فرقاً في الأصول اللغويّة لكلا اللفظتين: (الربوبية)-(الألوهيّة)، أما الربوبيّة: فهي مشتقّة من اسم الله: (الرّب)، قال صاحب الصحاح: " رب كل شيء: مالكه. والرب: اسم من أسماء الله عز وجل، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، ورَبّ الضيعة، أي أصلحها وأتمها. ورَبّ فلانٌ ولدَه، أي: ربّاه"، وأما الألوهيّة فهي مشتقّة من الإله، قال صاحب معجم مقاييس اللغة: " الهمزة واللام والهاء أصل واحد، وهو التعبّد، فالإله: الله تعالى؛ وسمي بذلك لأنه معبود، ويقال: تألّه الرجل، إذا تعبّد".

وهذا الاختلاف في الاشتقاق يدلّ على الاختلاف في المفهوم، فلا يمكن أن يُنظر إليهما كأنهما لفظان اتّحدا في المعنى، وبذلك نعرف خطأ من فسّر شهادة أن لا إله إلا الله، بقوله: لا مخترع أو خالق أو صانع غير الله؛ لأنه تفسيرٌ للألوهيّة بالربوبيّة.

 

الفرق من جهة المتعلّق

يتعلّق توحيد الربوبيّة بالأفعال الإلهيّة، مثل فعل الخلق والتدبير، والرحمة والإحسان، والنفع والضرّ، وغيرها من الأفعال التي يختصّ بها الله تعالى وهذا هو معنى أن نوحّده بها: أن نعتقد اختصاصه بهذه الأفعال وعدم قدرةِ غيره على فعلها، أما توحيد الألوهيّة، فمتعلّقه أفعال العباد، بمعنى: أن يُفرد العباد الله بهذه الأفعال ولا يتوجّهون بها إلى غيره من المعبودات الباطلة كالأصنام ونحوها، سواءٌ في ذلك العبادات الظاهرة أو الباطنة، فالظاهرة: كالحج والصيام والركوع والسجود، والباطنة: كالخوف والرجاء والتوكّل والاستغاثة.

 

الفرق من جهة الإقرار

توحيد الربوبيّة أقرّ به عامّة المشركين وأهل الكفر، ولم يشذّ منهم إلا النزرُ اليسير من أهل الإلحاد، وهذا الإقرار إقرارٌ إجمالي ناقص، ولو كان كاملاً لقادهم الإيمان بالربوبيّة إلى إفراد الله بالعبادة، كما قال الله جلّ وعلا: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:21)، وآيات القرآن بيّنت إقرار أهل الشرك بمسألة الربوبيّة في مواضع كثيرة كقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون} (العنكبوت:61).

وأما توحيد الألوهيّة: فامتنع أهل الشرك من الإقرار به، ورفضوا أن يُفردوا الله بالعبادة، واستجازوا أن يجعلوا للمعبودات الباطلة نصيباً من عباداتهم وصلاتهم وأضاحيهم وقرابينهم، بل تعجبّوا من الرسل حينما دعوهم إلى الكفر بكلّ ما يُعبد دون الله تعالى وقالوا : { أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} (الأعراف:70).

 

الفرق من جهة الدلالة

قول علماء المُعتقد: توحيد الربوبيّة مدلوله عِلْمي، والمقصود بذلك: أن هذا النوع من التوحيد يتعلّق بالمعتقد والعلم أكثرَ من تعلّقه بالفعل، فهو العلم بأنه لا خالق إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولذلك يسمّونه: التوحيد العلمي الخبري.

أما توحيد الألوهيّة، فهو توحيد عملي؛ لأنه يتعلّق بأفعال العباد، وهو أن المكلّف مطالبٌ بصرف العبادات لله وحده دون إشراكٍ به في هذه العبادات، فجانب العمل في هذا القسم أكثر وضوحاً من القسم الآخر.

 

الفرق من ناحية دخول الإسلام من عدمه

من آمن وأيقن بأن الله لا خالق غيرُه، ولا رازق سواه، وآمن بتفرّد الله تعالى في جميع أفعاله، فلا يكون مسلماً بمجرّد هذا المُعتقد، ولا يصحّ أن يُقال بإسلام من أقرّ بتوحيد الربوبية، وهذه قضيّةٌ وقع عليها الإجماع ودلّ عليها القرآن، فإن المشركين كانوا يقرّون بهذه القضيّة، ومع ذلك سمّاهم الله كفّاراً، أما توحيد الألوهيّة، فمن أفرد الله بالعبادة، وجانب مسالك الشرك وطرائقه، فيُحكم بإسلامه.

 

الفرق من ناحية ما يستلزمه وما يتضمّنه كلٌّ منهما

توحيد الربوبية يستوجب توحيد الألوهيّة؛ لأن من كان بهذه المرتبة من الكمال في الربوبيّة والتفرّد في الإنعام والرزق، كان المستحقّ للإفراد في العبادة، فكيف يُعبد من كان مفتقراً إلى غيره؟ وكيف يُعبد من كان لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً؟ كما قال الله منكراً على المشركين:{ واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا} (الفرقان:3).

وتوحيد الألوهيّة متضمّنٌ لتوحيد الربوبيّة، لأن من أفرد الله تعالى بالعبادة فهو مقرٌ ضمناً بتفرّد الله تعالى في الخلق والملك والتدبير، وغير ذلك من الأفعال الإلهيّة، ولولا إقراره بالربوبيّة ما أفرده بالعبادة.

تلك هي أهم الفروق الحاصلة بين توحيد الألوهيّة وتوحيد الربوبية، وفي إدراكها عصمةٌ من الخطأ والزلل في مثل هذه المسائل العقديّة، وبالله التوفيق>>

هل هذا الكلام صحيح ؟؟؟

هناك دائما خلط بين مفاهيم مثل الرب والاله فهل الرب هو المربى الخالق الحكيم الرحيم وهل الإله هو ذو البطش الشديد المعبود الذى لا تعبد سواه

وأن كل الناس حتى عدة قرون من الزمان كانوا جميعا يؤمنون بتوحيد الربوبية ويختلفون في توحيد الألوهية .. وانه في الزمن الحالى بظهور الملحدين (مع وجودهم من الاف السنين) وشذ الملحدين عن توحيد الربوبية لإنكارهم وجود خالق رزاق مربى

اختلاف الحال من زمن لآخر ينفى الاطلاق الذى وضعه العلماء الخاص بتوحيد الربوبية

ان بنى اسرائيل في كتابهم المقدس اعترفوا نصا بوجود آلهة اخرين !! فهنا وجب التوحيد بأن تأتى بمجموعة بينها خصائص مشتركة فتجمعها لتكون واحدا فإن لم تجمعها تلك الخصائص وزادت بينها الفروق الجسيمة فلن يكون الا الشقاق والخلاف وعدم نجاح عملية التوحيد كما هو حال الجامعة العربية مثلا

فكيف يكون التوحيد بين الآلهة أو توحيد العبودية وكل ناس في واد مع معبودهم

فقد صدق المشركين في قولهم (وفق اعتقادهم) بأن رسول ما سوف يجعل الالهة الها واحدا ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص:5] فلا يجوز فعلا هذا لانه لا توجد على الحقيقة الهة متعددة انما هو اله واحد (وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ) (البقرة 163)

فأنت تريد من المشركين أن يسلكوا علم التوحيد بجعل الالهة الها واحدا .. اتق الله

هل يكون ذلك بالديانة الابراهيمية التى تتوهج نيرانها الشيطانية في دولة الامارات؟؟

على الحقيقة فان اله المسلمين غير اله المسيحيين غير اله اليهود غير اله البوذيين والهندوس وان كان هناك تثليث في الهندوسية وتثليث في المسيحية وتثليث عند الصوفية (مع اختلاف وتباين معانيه) وبالقطع فإن الله إله اهل السنة والجماعة ونبيه الخاتم غير الله اله المتصوفة ونبيهم الخاتم!!!!

هذا على الحقيقة وليس افتراضا او تطرفا في اطلاق الاتهامات

(بحث في تثليث النصرانية والصوفية والهندوسية – غير منشور)

فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (محمد 19) تم نفى وجود اى اله غير الله

وانى لأعجب اذ اذكر مقولة بعض الضالين المضلين الذى سألوه : يا شيخ لماذا تذكر دائما باسم الجلالة (الله) ولا تذكر بلا اله الا الله فقال ما معناه : اخشى ان افارق الحياة اثناء قولها فأقف عند لا اله فأموت كافرا ... طبعا ده يعبد إله واقفله على الكلمة ولا يعلم اى شئ عن حقيقة هذا الذاكر فهل تتصور أن يكون هذا معتقدنا في الله رب العالمين

واحد يقول لا اله الا الله فمات عند لا اله يبقى خلاص كفر وألحد ويدخل جهنم

آخر قال نفس المقولة ولكنه تحدث عن استحالة توهم الضد والشعور بالفقد وما يعلم هذا وهذا انها كلمة التقوى وعليها مدار وحياة ونهاية الأكوان وهى الأكثر قبولا عند الله رب العالمين تبارك اسمه العزيز الحكيم

(ولن يتم دحض مقولات العلماء وافكارهم من خلال عرض الانترنت)

إن وجود عدة مصطلحات وتعريفات للكلمة يؤدى الى كثير من اللبس والاختلاط

فمثلا تجد المعنى اللغوى (اللسانى) والمعنى الاصطلاحى والمعنى الفقهى والمعنى المقصود والمعنى المرغوب وكل واحد شغال في مجاله يؤسس لمصطلحات قد انتهى أمرها حين سماها الله بهذه التسمية لكن يبدو ان التسمية الالهية وما تحمله من معنى حقيقى للكلمة غير مستثاغة وليست مقبولة وليست مفهومة فتوسعوا في وضع مصطلحات ومعانى وتفريعات لا تنتهى

تعالى الله رب العالمين الأحد الواحد لا اله هو رب العالمين

لماذا لا يكون مفهوم التوحيد مقلوبا بالتثبت بالحقيقة الواحدة وليس بتقسيمات العلماء

 فلو شاء أى أحد الرد على تقسيمات العلماء فى التوحيد ومباحث التوحيد للزمك عمرا فوق عمرك للمطالعة والرد ولكن يكفيك قولا ان عدم فهم معانى الالفاظ القرانية وعدم الانشغال بفهم القران والتوسع فى علم الكلام دون حاجة ودون داعى ادى الى وضع تصورات غير منطقية أدت الى وجود علوم خيالية أسسوا لها على قواعد وهمية ادت الى عدة الاف من المؤلفات التى تبحث فى كواكب اخرى عن نصوص وتفسيرات لافتراضات لا حقيقة لها 

ولعل العلماء صدقوا حين نصحوا الأمة بعدم اللجوء الى علم الكلام ومطالعته وسقط منهم كثيرين فى هذا الفخ وملأوا به مجلداتهم 

حتى ان علماء التصوف انفسهم سقطوا فى هذا الفخ وخلطوا علم الكلام مع الفلسفة مع ما سموه علما لدنيا وكشفا معتمدين على جهل المريدين والأمة قاطبة لصعوبة الاحاطة بمؤلفات العلماء وخاصة فى علم الكلام فظن الطالبون ان كلماتهم مكاشفة فى حين انها فلسفات مستوردة ونصوص كلامية تم خلطها باصطلاحان اسلامية (غير قرانية) ومشى حالك يا مواطن ومحدش شايف حاجة ولا عارف حاجة

ان من الالحاد في الله تقسيم ربوبية وألوهية فالله لم يقم بتلك التقسيمة العجيبة فكما عرضنا من آيات فالأمر بالعبادة يكون لله وللرب وللرحمن  وان من الالحاد فى اسماء الله تسمية الله بغير ما صرح به من أسماؤه ووصفه بما لم يصف به نفسه (أم نحن اعلم بالله من الله)

ولتتابع معى فى العودة لايات الكتاب:

{ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا ومَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ }  [الأنعام:56].

{ والَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ومِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ ولَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وإِلَيْهِ مَآبِ }  [الرعد:36].

{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا ولَهُ كُلُّ شَيْءٍ وأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }  [النمل:91].

{ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ }  [الزمر:11].

{ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }  [غافر:66].

{ وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }  [الذاريات:56].

{ وَ اسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }  [الزخرف:45].

{ وَ قَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ }  [الزخرف:20].

{ وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَ مَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }  [هود:123].

{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا }  [مريم:65].

{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }  [طه:14].

{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }  [الزمر:66].

 

ما علاقة الرحمن من دون الرحيم وسائر الاسماء الحسنى ليكون هذا محله في تلك الآيتين الكريمتين

{ وَ اسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }  [الزخرف:45].

{ وَ قَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ }  [الزخرف:20].

فآية سورة الزخرف تدلل على كون الرحمن هو الاله المعبود والاية الثانية تدلل على كون مشيئة الله الرحمن أن يترك الناس وما يعبدون فاين تكون صفة الرحمة للرحمن فى تلك المشيئة مثلا 

لماذا دائما نتفلسف فيما ليس فيه فلسفة فالرحمة معلومة والعذاب معلوم والجزاء معلوم والإنعام معلوم واللطف معلوم ولكن ليس من الأمانة ان اصف العذاب بأن فيه رحمة وأن فى الابتلاء بما ينغص عليك عيشك هو رحمة فان قلت بذلك فأين ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك 

ان الامور تتضح لك حينا بعد حين أن الرحمن هو اسم الله عز وجل وليس صفة من صفاته ترتبط بالرحمة

وفى البحث متسع فثمة نتائج غير معدودة وكثيرة جدا ستؤكد لك هذا الافتراض 

 

 

ليست هناك تعليقات: