الثلاثاء، 21 يونيو 2022

الإحصاء والإقصاء - اسماء رب العالمين 1




 يظن 99.9% من المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكر حديثا وقد أحصى فيه وأورد اسماء الله 

وهو الحديث الذى اخرجه الترمذى والبخارى ومسلم والطبرانى والحاكم

واختلفت الالفاظ وطرق الحديث تنتهى كلها حصرا الى ابى هريره الصحابى الشهير وهذا الحديث ثابت صحته عند الجميع مع اختلاف الالفاظ مع تفرد ابو هريره وحده بالاسناد 

«إن لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعَونَ اسْمًا مِئَةٌ إِلا وَاحِدَةً، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنَّهُ وِتْرٌ يَحِبُّ الْوُتْرَ» 

ولكن جاء الحديث التالى عرضه محددا اسماء الله ليتفق المسلمون عامهم وخاصهم ومكاشفوهم واصحاب اللدنيات والمدعين ان تلك هى اسماء الله التى ذكرها النبى 

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إِلا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ وِتْرٌ يَحِبُّ الْوِتْرَ، هُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحُيمَ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُيَهْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمَ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ , الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرَ، الْحَفِيظُ، الْمُقِيتُ، الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْمُجِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الأَوَّلُ، الآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْوَالِي، الْمُتَعَالِي، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّءُوفُ، مَالِكَ الْمُلْكِ، ذَو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، الْمُقْسِطَ، الْجَامِعُ، الْغَنِيُّ، الْمُغْنِي، الْمَانِعَ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ

وفى طرق اخرى للحديث تجد «الرَّافِعُ» بَدَلُ «الْمَانِعِ» .

وفى رواية الطبرانى تجد «الْقَائِمُ الدَّائِمُ» بدل«الْقَابِضِ الْبَاسِطِ» و«الشَّدِيدُ» بدل «الرَّشِيدِ» و«الأَعْلَى الْمُحِيطُ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ» وَلم يقع عنده «الْوَدُودُ الْمَجِيدُ» وَلا «الْحَكِيمُ» .

وتنوعت الاختلافات وكثرت وفقا لطرق الحديث باغفال اسم واثبات اسم جديد وشيل هذا وحط هذا لتبقى تلك الرواية هى الاشهر عند العلماء وعند العامة ورغم ان فقهاء علم الحديث وعلى رأسهم الترمذى الذى اخرج الحديث وعقب عليه بانه غريب 

وتجد ضعفا ملازما لطرق الحديث التى تذكر الاسماء حصرا الامر الذى انتهى بعلماء الازمان السالفة بنفى ورود تلك الاسماء عن رسول الله .. لكن العلماء التالين والذين لم يطلعوا على علم الحديث اطلاعا علميا راحوا ينشرون تلك الاسماء المذكوره فى الحديث اعلاه ويذيعونها بين الناس على انها قول رسول الله ولعلك فى الاذاعة والتلفزة وكتب الدعاه المعاصرون والسابقون تجد نشرا صريحا واشهارا بانها اسماء الله ولم يزل الامر ساريا والضعيف من قول وفعل رسول الله هو السائد والملازم لعقيدة المسلمين 

وطبعا قيام هشام عباس منذ عقدين من الزمان بانشاد هذه الاسماء وانتشارها مع الــ DJ واستعمالها عند كل حفلة خطوبة أو زواج ساعد فى نشرها اكثر واكثر واكثر 

فى الحقيقة بدأ مشوارى مع الاسماء الحسنى بالتفكير فيها ومحاولة فهمها منذ عام 1988 فليس منا فى زمان لم يكن يعلق صحيفة مطبوعة أو سجادة مخيطة أو برواز على حوائط وجدران المنازل والحوانيت (المحلات) مكتوب فيها اسماء الله الحسنى وفق رواية ابو هريره الضعيفة والتى لا اساس لها من الصحة وادعاءها بما لم يصرح به النبى 

ويبدو ان الواقع والتجربة والبحث والتقصى يثبت فعلا ضعف الرواية وجناية ذلك الذى قام بالاحصاء الشهير بالتجنى على اسماء الله وصفاته وسلك طريقا عرفه العزيز الحكيم فى كتابه باصطلاح ( يلحدون فى اسماؤه) فالاسماء المذكورة فى القران وحده اكبر من هذا والبحث يثبت ذلك والدليل  هو قول الله عز وجل عبر كتابه وتسميه نفسه بما سماه 

وان قلت مائة الا واحدا لا تعنى ثباتها عند 99 .. لان المائة انتهاء العدد والعرب لم يعرفوا من الاعداد الا المائة فقد كذبت، فالعرب كانوا يعرفون العدد بالمئات والالوف وكان اقصاهم الألف الف (المليون حاليا) أو لو انك قلت ان درجات الجنة 99 درجة فاعلم ان من يتقول ذلك يخدعك ولا تبريرلما يقول فيؤلف ما يستطيع تأليفه من معلومات معلولة وحجج واهية لا يقبلها العقل لعدم رجحانها وغياب أدلتها المعتبرة فى حين أن حال من يستمع الى مبرراتهم تلك يعتقد انه اصاب علما ويهلل ويكبر وكأنه اكتشف كنزا ثمينا وهذا فعل الحمار الذى يحمل اسفارا فليس بامكانه سوى النهيق ولا يعلم عظمة ما يحمله وما تحويه تلك الاسفار

قام عدد ليس بقليل من الاقدمون بالبحث فى اسماء الله ووضعوا مؤلفات ومنهم من التزم بتلك الاسماء الوارده فى هذا الحديث الضعيف (الغير صحيح بالمرة) ومنهم من خرج على الحديث بذكر ما توصل اليه فهمه وما توصل اليه بحثه فى القرآن أو فى الاحاديث الصحيحة ولا يعيب الأقدمون سوء ما توصله اليه (ان كانت المحصلة سوءا) بل جهد عظيم فى زمن لم يكن بامكان كل احد ان يبحث ويتقصى ويكون لديه مراجع حديثية أو مؤلفات علمية أو حتى لديه نسخة من القران 

لكن المشكلة والسوء كل السوء فى العلماء المعاصرون الذى حضروا عصر رواج الطباعة وكثرة المطبوعات وتوفرها وسهولة اقتناءها حاليا وفى القرن الماضى وحضروا امكانات البحث العلى وتنظيمه وسهولة طرقه للوصول للحقائق

وأشد ما يؤرق بالك ويشكك فى مصداقية اولئك المعاصرون ادعاء كثيرين من قبل والى اليوم بأنهم من أهل الخطوة واولياء صالحون ولديهم من العلوم اللدنية التى اكتسبوها من الله لا ورثوها من ميت عن ميت عن ميت .. فهؤلاء هم عين الكذبة والمدلسون والشياطين التى تلتزم ثياب الرهبنة والزهد وافسدوا عقائد الناس وبالاخص مريدهم حيث حضوهم على تلقى إلهامات عوالم الجهل التى يحكمها مخلوق رجيم هدفه كل هدفه افسادك واول طريق لافسادك هو افساد عقيدتك وابعادك عن معرفة الله حق معرفته وان تبدأ طريق الضلال بالالحاد فى اسماء الله وصفاته ونعوته ... ان هؤلاء قد ادعوا ان لديهم كشف الهى وتعلموا علوما غيبية لم يطلع عليها ربما انبياء ورسل (سنفرد صفحات لقصة موسى والعبد الصالح بسورة الكهف) .. اطلعوا على علوما كشفية من الله مباشرة ورغم ذلك لو زنقت احدهم بالسؤال عن اطلاعه كشفا عن معنى اسم الرحمن أو الضار أو الصبور أو الرشيد أو المجيد أو الحميد لقال لك اقوالا فان ناقشته فيها فلن يصرح اكثر من كونه هكذا قرأها (من كتب ومجلدات الاسبقون) وهكذا اطلاعه عليها وكان الحكم عليك بانك من العاصين المنبوذين من أهل الطريقة وما انت سوى شيطان مريد 

ودائما تبقى الكلمة الاخيرة لمشايخ الطرق مع مريديهم وتبقى الكلمة الاخيرة لعلماء الشريعة مع طلابهم ويبقى الاستاذ المُحاضر هو المسيطر على توجهات الختام مع تلاميذه 

ولكن يتناسى كل هؤلاء أن الكلمة هى كلمة حق من الاله الحق (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الانعام 73) وقد اعطانا من الدلائل والنصوص الصريحه ما فيه حق التمام وحُسن النتيجة فالبرهان الالهى كالاعصار المدمر وكزلزلة الساعة لا يقوى على اى منهما شئ اللهم الا قيام اولئك بتحريف معنى النص الالهى لينتصر هذا الشيخ الصوفى او هذا الحافظ (مدعى العلم) أو هذا الاستاذ لضعفه وجهله وغياب عقله 

حتى ان البشرية مؤمنيها وغير مؤمنيها واكتشافها لهذا الابداع العظيم المسمى انسان وما فطره الخالق عليه من قدرات ذهنية وعقلية غير مسبوقة ينفرد بها عن سائر المخلوقات .. ان هذا الانسان وعبر امتداد بحثه المعرفى اتبع مناهج بحثية أدت به الى التوصل الى اسرار الحقائق والظواهر وقوانين عملها .. حتى فى العلوم النظرية ومجالات البحث الامبريقى كان منهجه العلمى فى البحث والتقصى صادقا الى حد كبير مع الاسباب التى وضعها الله فى كونه العظيم وكل ما اشتمل عليه فإن من وسائل البحث السليمة واتباع سُبل محايدة فى التقصى سيؤدى بك فى النهاية الى نتائج هى اقرب الى الصواب (ليست صحيحة بنسبة 100%) .. ان الخرافة التى عاشها الناس كانت سببا فى استمرار المدد الالهى ببعث النبيين والرسل الى البشرية لتحكيم المنطق والواقع واهمال خرافات لم يعد مقبولا استمرارها بهذا الشكل القمئ 

فالمسلمون لن يتقدموا بايمانهم فقط وبعملهم فقط حيث يلزمهم العلم وتحقيق النتائج التى سيجدونها لا تفارق ولا تعارض التصريحات والاوامر والنواهى والحكمة الالهية 

ان الايمان نفسه ان الذى يوقر فى القلب لن يستقر الا بالعلم السليم وهذا الايمان الذى يوقر فى القلب نتيجة للعلم السليم لا بد ان يصدقه العمل 

فان عبدت الله على خرافة فانت تعبد تلك الخرافة ولسيت هى من الله فى شئ ويوم يحشرون ستجد تلك الخرافة معك كلاكما فى موضع السؤال والحساب ولعلى يوما اشرح لك تعدد الارباب وتعدد الالهة داخل نفس فكرتك ومعتقدك عن الوحدانية وسأسرد لك من كتب الصوفية كمثال ما يدمر عقائدهم وتناقضهم مع انفسهم فى تلك العقيد وعبادتهم لغير الله حقا على سوء ظن منهم بانه الاله الواحد لا شريك له 

هناك حقيقة نظرية اثبتها الله الحكيم فى كتابه العزيز { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا } [ النساء82:83]. 

كل ما كتبوه وكل ما كتبته انا وما ستكتبه انت وكل ما سيتم كتابته قد يتخيل اليك انه وثيق العُرى سليم المنطق حُجة وبرهان ولكن لو امعنت فيه وحققته لوجدت فيه اختلافا كثيرا والسبب لكونه انه من عند غير الله - فقط وحده كتاب الله هو القويم والسليم وليس فيه اختلاف ولكن تدبرى وفهمى ورأيى انا ورأيك انت ورأى الشيخ ورأى العالم سيكون في مضمون كل تدبر وفهم ورأى اختلاف ظاهر أو باطن حتى لو كان متعلقه كلام الله (الذى ليس فيه اختلاف)  

عود على بدء

سأضع لك تلخيصا لبحوث قمت بها فى القران تدلل وتثبت من اياته انه القول الحق (فيما يخص الاسماء الالهية) وان كثير من تسميات السابقون واللاحقون لاسماء الله ما هى الا 

(أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ  تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ مۡ لِلۡإِنسَٰنِ مَا تَمَنَّىٰ  فَلِلَّهِ ٱلۡأٓخِرَةُ وَٱلۡأُولَىٰ) (النجم 19- 25)

فما هى الا محض افتراء وكذب وانه ليست الطامة فقط فى تسميته بما لم يسمى به نفسه ولكن ايضا فى اعطاء الاسم الحق صفات ومفاهيم ما انزل الله بها من سلطان 

وسأعطيك مجرد فاتح شهية لكى تخرج عن وهمك 

من اسماء الله الحسنى : النظيف - الزكى - المطهر - الثابت - المنتقم - الضار - الصبور - الوفى - الصاحب 

فهل تقبل مثل هذه الاسماء هل تقبل مثلا ان احكام القضاء تجرى على الله أو يصبر على العباد ليكون صبورا فى حين ان الله عز وجل سمى نفسه حليما 

هل تقبل ان يكون الله هو الرشيد والرشد هو حالة لكل مخلوق ذى عقل سليم مع كونه تعالى سمى نفسه الحكيم 

هل تقبل ان يكون الله ضارا وفعله الضرر فتسميه الضار 

هل تقبل ان يكون كل فعل الله انتقام وان يكون اسمه المنتقم فى حين انه عز وجل وصف نفسه بأنه ذو انتقام وفارق عظيم بين اللفظتين 

وقس على هذا فى كثير من الاسماء التى تنافى شأنه تعالى 

وهل نحن ابتداءا وانتهاءا لسنا نختلف كثيرا عن اباء وسلف امتد عبر عمر البشرية قال الله فيهم إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ  ولطالما انه جاءنا من ربنا الهدى والنور (نور الايمان ونور المعرفة ونور العقول) فعلينا ان نتبع ذلك النور والهدى  

اننا بالفعل نسمى الله عز وجل باسماء توهمهما سابقون اختلف معهم غيرهم فيها 

فى يوم طلب رجل طاعن فى السن من المذيعة نجوى ابراهيم مقابلة الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك وتحقق طلبه وراح الرجل الطاعن يحدث الرئيس عن الانجازات التى تحققت فى مصر وقال مما قال والاستعمار اللى مالى مصر فتوقف الرئيس عند المقولة متعجبا مستنكرا مستغربا فكان التصحيح هو العمار (الاعمار والبناء والتشييد) وليس الاستعمار وبالطبع شتان الفارق فى المعنى بين العمار والاستعمار مع اختلاف مبنى كل كلمة منهما وكما كنت اقول قديما انه شتان الفارق بين الدبابة والذبابة فكلاهما على بون عظيم من الاخر وكلتاهما تدل على شئ مختلف تماما 

فان انت سميت الاشياء بأسماءها فأنت قد اصبت وان اخطأت التسمية فقد ضللت الحقيقة ولن يستجيب لك الشئ فى التلبية 

ولقد خاض الاولون كثيرا ومن نقل عنهم بعدهم فى حقيقة كون الاسم هو دالا على المسمى أم يكون هو عين المسمى .. ستلاحظ وجود اختلافات فى مسميات الاشياء بين مختلف المناطق الناطقة باللغة العربية فما قد تسميه انت بالجبن يسميه غيرك لبنه ومثل هذه التسميات هى دلالات على اشياء تختلف باختلاف وتنوع لهجات الناطقين باللغة 

لكن الله عز وجل حين يسمى شيئا ما باسمه فاعلم ان هذا الاسم هو الحق فى تسمية الشئ فما بالك حين يسمى الله عز وجل نفسه فى كتابه الكريم معرفا ايانا بأسمائه عز وجل 

فهل نستطيع ان نطلق على الله اسماءا لم يسمى بها نفسه أو نطلق على الله صفات لم يصف بها نفسه .. تماما كما ظن البعض ولم يزالوا يظنون ان اسم الجلاله الله هو اسم مشتق من إله وأله .. لو ان الاسم الله اخترعه البشر واشتقوه ودل فى مفهوم الناس على الذات العلية فهذا لا يعنى انه على الحقيقة ليس اسما للذات ولن تستجيب الذات لخطاب داعى يدعوها بما ليس منها وببساطة

افترض انك اطلقت على الذات العلية اسم وليكن المبرمج (اقتباسا من كلمة مخترع المقتبسة من كلمة خالق أو بديع) وظللت تدعو الله قائلا يا مبرمج اغفر لى، يا مبرمج ارزقنى، يا مبرمج ارحمنى، يا مبرمج برمجنى .. فان الذات العلية لن تجيبك فانت لا تدعوها بما سمت به نفسها وانت حينها تكون واهما جاهلا وضالا عن الاهتداء لمعرفة رب العالمين .. وان اجابك احد فلن يجيبك الا بيل جيتس مخترع الويندوز ومبرمجه مثلا (لو استطاع ان يسمع نداءك ودعاؤك)  

ولو انك اطلقت على رب العالمين اسم عفلطيش (ممكن يكون اسم ملك أو عفريت من الجن) واخذت تدهو ربك بهذا الاسم (عفلطيش) فان الله لن يجيبك وربما سيجيبك بعد إلحاح هذا الملك عفلطيش أو تنفزع برؤية العفريت عفلطيش .. ومن عفلطيش كانت عبادة الناس للجن على انهم آلهة .. فانت حينها تدعوا من دون الله ولن يجيبك الله 

وتأكد تماما عزيزى القارئ انك حينها تلحد فى اسماء الله ولن يتقبل الله منك هذا الخطأ فأنت لم تتحرى الدقة عن مولاك وربك وقد هداك مولاك وربك الى معرفته فى اياته المنطوقة والمسموعة والمكتوبة بالمصحف الشريف 

للأقدمون جهد جهيد بذلوه بعناية واخلاص ولكن النتائج التى توصل اليها الأقدمون ويعتقدها كل مسلم اعتقادا جازما لا ريب فيه لم تنل حظها من المراجعة على مدار القرون وان اية مراجعات تمت لم تنال هى الاخرى حظها من المراجعة 

واعلم ان من أسوأ عاداتنا انه اذا سمعنا معلومة جديدة (صحت كانت أو خطأ) واستطبناها فاننا نكبر ونقول الله ... الله اكبر .. حتى لو كانت خاطئة فنحن نتلقى عبر الاذان ولا نستمع حق الاستماع فنهلل وكأننا جبنا التايهة لمجرد ان المعلومة استطابت لها نفوسنا ولكن حق الاستماع أن نتلقى من الآذان الى العقل فتمر العبارة على فلاتر تصفية المعانى ومقارنة العبارة بمعناها على الحقيقة من خلال مجموعة عمليات ذهنية قدرها المولى عز وجل فى عقلك الواعى الفاهم وتتم فى اجزاء من اعشار الثانية 

انك لا تستطيع ان تقول الله أو تعالى الله الكبير المتعالى الا عندما يدرك عقلك الحقيقة وتجده (اى عقلك) بتلك الكلمات ساجدا لعظمة الاله الواحد رب العالمين الذى افهمك وكان معك لتتوصل الى المعنى على الحقيقة الى التطابق بين الشئ واسمه ومعناه 

وهذا الامر لا يحتاج الى ما يسميه الصوفية كشف أو علم لدنى فالعلم اللدنى شئ وما يظنه الصوفية عن العلم اللدنى شئ اخر تماما 


لقد أعلمنا الله عز وجل بماهية العلم اللدنى فى كتابه العزيز (ونحن من سميناه علما لدنيا) وهذا الذى اعلمنا الله به يختلف تماما عما يسميه الصوفية علم لدنى فالعلوم اللدنية لدى الصوفية هى علوم موحاة والهامات من عوالم الجن وبعض الخلق الروحانى ولا يرقى جميعها حتى الى علوم ملهمة من الملأ الأعلى فما بالك بما يلهمه رب العالمين فما يعلمه ويلهمه الله لعباده له طرائق واساليب وله نتائج ملموسة فهو ليس ادعاءا وليس اعتباطا وليس رجما بالغيب 

ان بحثى فى الاسماء الحسنى كان ولم يزل مستمر ولا يمكن عرض كافة النتائج لانها تمثل تحطيم لكثير من المعتقدات التى ألفينا عليها علمائنا وما انزل الله بها من سلطان 

فتدبر الاسماء الحسنى سيؤدى فى النهاية الى انهيار المصطلحات ومن ثم كافة المعارف والمعلومات المترتبة على هذا الفهم القديم 

مثلا سأعرض لك عند بحث اسم الرحمن أن من فرق بين الالوهية والربوبية وجعل لكل منهما توحيدا خاصا فيما يعرف بتوحيد الالوهية وتوحيد الربوبية بل لاوتوحيد الاسماء والصفات هو علم خاطئ لا محل له من الاعراب فى عوالم رب العالمين الرحمن القدوس تبارك اسمه وتعالى جده 

وستعلم علم اليقين ان الرحمن ليس صفة لله رب العالمين بل ان الرحمن هو ذاته العظيم الجبار المتكبر الملك المهيمن الذى يقبل ويرفض ينعم ويعذب وانك يجب ان تخشى الرحمن وعذاب الرحمن وفقا للنص القرانى 

ومن اسم القدوس ستعلم بطلان المسميات البشرية لبعض الناس بانهم قدس الله سره وتدمير قةاعد تعظيم المشايخ عند الصوفية واستبدالهم كوسيط بين الخالق والخلق فى حين انه لا واسطة ولا وسيط وان دور النبيون والمرسلون يختلف عما تعظمه من معلومات 

ومن القدوس ستعلم افتراءات الشيعة ومدعيو حب ال البيت ومنحرفى العقيدة من مشايخ المتصوفة المنتسبون الى آل محمد (صلى الله عليه وسلم) وكيف انهم تقولوا على الله ما لم يقوله وادعوا لانفسهم أمرا ليس لهم فيه ناقة ولا جمل 

ومن اسم الله العليم سيبطل لديك فكرة العلم اللدنى المفتراه من الصوفيه 

وستعلم من اسمه الولى معنى الولاية وابطال مصطلح العارف بالله ومما يشابهه من تقديس باطل لاشخالص يتبولون فى عقولنا اناء الليل واطراف النهار 

ومن اسماء رب العالمين سيتم اثبات بطلان عبادة ارباب من دون الله وبطلان ملة الصوفيه وملة الوهابية وملل متنوعة منتشره بين المسلمين على الحقيقة (يهود ونصارى ومسلمين) وستعلم معنى العبادة للالوهية وللربوبية ومعرفة بعض ملامح المحجة البيضاء التى تركنا عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتمسك بملة ابراهيم جد المؤمنين

وقس على هذا فى سائر الاسماء والصفات لربما نصل فى النهاية الى احصاءا يقترب فى صحته من معرفة اسماء الله التى سمى بها نفسه لنحسن الدعاء والمناجاة بها وألا نلحد فى اسماؤه وان لا ندعو مع الله غيره ونقصى كل ما سواه .. تبارك الله رب العالمين

ولكنى فى كل ما سأكتبه لك سأكون مختصرا وسيكون الحديث بما يناسب الحالة التقنية لطريقة العرض على الجمهور وتبقى النصوص الأصلية والمباحث المتنوعة طى الادراج وحفظ وسائل التخزين حتى يقضى الله أمرا فيتم نشرها بعد المراجعات فى كتاب مستقل عسى ان يتم نشره يوما وان لم يكن فهو جهادى فى الله رب العالمين 

اللهم اجعلنى من المتقين واجعلنى مع الصادقين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة119)  واحشرنى فى زمرة (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الانعام 162)


ليست هناك تعليقات: