الثلاثاء، 4 يوليو 2017

النبى والرسول (1)

علمونا ان كل رسول نبى وليس كل نبى رسول 
فالنبى لم يأتى برسالة تشريع (توراة - انجيل - قران)
أما الرسول فيحمل كتاب وشرع 

وحقيقة هذا الامر يتنافى ويناقض مع ما جاء فى الذكر الحكيم 
فمحمد ابن عبد الله رسول نبى وكذلك ابراهيم وموسى وعيسى
لكن سليمان ودواود ويوسف والياس وهارون وصالح وهود ويحيى وشعيب وكل من تبعهم هم انبياء فقط لاغير صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم اجمعين
فأولوا العزم من الرسل خمسة هم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين
فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوٓا۟ إِلَّا سَاعَةًۭ مِّن نَّهَارٍۭ ۚ بَلَٰغٌۭ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْفَٰسِقُونَ الاخقاف 35
واولوا العزم هم الذين ذاقوا الامرين وعانوا فى مواجهة قومهم 
واستدل اهل العلهم عليهم من قوله تعالى 
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) الاحزاب 7
والامر يحتاج الى مراجعة واعادة فهم دون اعتماد على ما توصل اليه الاولون من نتائج 

فالمتدبر للقران يكتشف خطأ المتعارف عليه من كون كل رسول نبى وليس نبى رسول 
تعالى لتقرأ تلك الاية جيدا غافر 34
وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّۢ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعْدِهِۦ رَسُولًۭا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌۭ مُّرْتَابٌ
يبدو ان بنى اسرائيل كانوا يقرون ان يوسف هو رسول بظنهم وقولهم  لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعْدِهِۦ رَسُولًۭا فيوسف كان رسولا 
وَإِنَّ لُوطًۭا لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ الصافات 133 
ان لوط النبى من المرسلين فهو رسول لا مجرد نبى 

وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَٰبَ وَقَفَّيْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ بِٱلرُّسُلِ ۖ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدْنَٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌۢ بِمَا لَا تَهْوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًۭا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًۭا تَقْتُلُونَ البقرة 87
ارسل الله رسلا (بالنص رسلا وليسوا انبياء وبمعنى الجمع) الى بنى اسرائيل وكانوا كثيرين وتم تصنيفهم من جانب الاله الواحد الى فريقين (مثنى) فرقة منهم (مجموعة - جمع) تم قتلهم والفرقة الاخرى قد تم تكذيبهم 

وفى الاعراف 94 نجد القاعدة العامة وهى المطابقة لغويا وعقليا 
وَمَآ أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍۢ مِّن نَّبِىٍّ إِلَّآ أَخَذْنَآ أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ
فالقاعدة التى نستقيها من نصوص الذكر الحكيم هى ان كل نبى هو رسول ... فالمولى قد ارسل من عنده انبياء من البشر 
ارسلهم لتبيلغ رسالة ما الى قوم ما فى زمن ما وهو فى القران كثير فهم بارساله لهم الى الناس رسل 
فالجمع بين الرسالة والنبوة هى صفة لكل من ارسلهم الله الى البشر 
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا مريم 51
قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ الاعراف 75


تعالى لتقرأ معى ما صرح به ابن باز عن الفرق بين النبى والرسول :
مشهور عند العلماء أن النبي هو الذي يوحى إليه بشرع لكن لا يؤمر بتبليغه، بل هو وحي لنفسه ، يعني أمر بنفسه بالعمل، فهذا يقال له نبي فإذا أمر بالتبليغ للناس ، هذا يقال له رسول ، نبي رسول. وقال آخرون من أهل العلم إن النبي هو الذي يكون مبعوثاً بشريعةٍ سبقه إليها نبي قبله ، كالأنبياء بعد موسى للذين يحكمون بالتوراة فالذين سبقوه هؤلاء أنبياء ورسل أما الرسول المستقل كموسى ونوح وهود هؤلاء يقال لهم رسل وهم أنبياء أيضاً وبكل حال فالأمر في هذا واسع والأقرب أن الرسول يسمى نبي والنبي يسمى رسول ولهذا قال جل وعلا: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، فالنبي يسمى رسولاً لأنه أوحي إليه بشرع وإن كان نفسه، وإذا أمر بالتبليغ صار رسولاً لنفسه ولغيره، فالأمر في هذا واسع. 

وهنا الكثير لنعلق عليه فبداية موضوع التبليغ بشرع الذى هو من صفة الرسول اما الوحى بشرع لنبى فلا يأمر بتبليغه هذا غير صحيح فما يفعل النبى بشرع موحى اليه لنفسه وعنده شريعة موجودة مبلغة ومنزلة من المولى لكل الناس كافة !!!!!!!!
فشريعة موسى (الرسول) تم تبليغها لكل بنى اسرائيل أما سليمان النبى مثلا أو يوسف فقد كانت له شريعة خاصة به وحده فقط دون سائر الناس لم يقم تبليغها 
اجتهادات العلماء ومن سبقوا قامت على أساس من الحيرة فمرة الاساس هو التبليغ ومرة الاساس وجود شريعة ومرات معانى لغوية ظنوها مترادفة وان تباينت فجهلوا المعلوم وأسسوا اعتمادا على عقولهم وعدم تدبر ايات الكتاب بما لم ينتهوا به فى اقوالهم .. والله اعلم 
فأسسوا لرأيهم وما فطنوا واجتهدوا فيه دون رد الامر للواحد بقولهم والله اعلم 

ان اساس التفرقة الذى اعتمد عليه هو البشرية 
فكل نبى فى الكتاب هو بشرى (انسان) أما الرسول فهم من كافة مخلوقات الله 
فمن الرسل فى القران 
رسل الله الى ابراهيم ولوط 
ورسول الله الملاك جبريل 
ورسلا اخرين تم ذكرهم فى القران وغفل عنهم اهل العلم تحدث الله عنهم من قبل نوح ثم فى عهد نوح ومن بعده وهم كثيرون وحتى محمد بن عبد الله رسول الله وخاتم النبيين 
وهذا ينقلنا الى الجزء الثانى من الموضوع 
  

ليست هناك تعليقات: