الأربعاء، 5 يناير 2022

الدجاجلة - تفسيرات تحريفية للقران (1)


سورة القصص فى القران الكريم ترتيبها رقم 28 فى سور الكتاب وعدد اياتها 88 افتح المصحف وابدأ فى تلاوة السورة 
وبدءا من الآية 3 نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ستعى على الفور ان الله سيقص علينا من نبأ فرعون وموسى وتستمر الايات النيف والاربعون فى ذكر تلك القصة العجيبة 
ولكن ارجو ان تلاحظ نص الاية 4 (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) فرعون يستضعف طائفة من السكان وهم كانوا بنى اسرائيل ويفعل فيهم الافاعيل كما هو فى سورة البقرة الاية 49  (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ
فهؤلاء كانوا بنى اسرائيل لا غيرهم بوصفهم فى اية القصص بأنهم استُضعفوا وفى الايتين التاليتين مباشرة تجد النص الالهى الحكيم وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ
المولى عز وجل اجاب على فعل فرعون ببنى اسرائيل الذين استضعفوا من جانب فرعون بأنه سيمن عليهم ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين 
لا يمكن اجتزاء الاية فكم من أمة مستضعفة لن ينطبق عليها نص الاية فالاية فى حق بنى اسرائيل تخص الرد الالهى لتلم الامة على افعال فرعون بحقهن 
فالاية لا تعنى مثلا ان شعب البوسنة الذى لقى نفس مصير بنى اسرائيل من جانب الصرب سيمن الله عليهم ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين قد يحدث ذلك ولكنه ليس مصداقا لنص الاية المخصوصة ببنى اسرائيل ودليل الخصوصية خبر الاية  وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ 
اذن فالامر بين بنى اسرائيل وبنى اسرائيل 
 1- فعل فرعون بداية بتلك الفئة المؤمنة  وهم بنى اسرائيل
2- حتى يرى فرعون وهامان  وجنودهما من بنى اسرائيل ما كانوا يحذرون حدوثه 
تفريغ القران من محتواه بإعطاء دلالات وهمية تخرج عن حدود وخصوص القول الالهى بما فيه من تحريف المعنى وتطويحه كبندول حائر فى اتجاهين متضادين بين اليمين والشمال هو نوع من انواع الدجل والقصد الفعلى لتحريف الكتاب الكريم 
ولعلنا سنضرب امثلة فى كتابات لاحقة عن غبن التفسير والتحريف السلبى للنص القويم فإن لم يكونوا يستطيعون تحريف النص فهم يستطيعون تحريف المعنى والدلالة والتفسير ليفرغوا كتاب الله من مضمونه وعباراته ومقاصده 
وربما البعض لا يفعل ذلك قصدا ولكن بدون وعى الشيطان يُملى لهم وهم يظنون ظنا بل ويدعون يقينا انه علم وهبى اتاهم فى خلواتهم او استقراءا لنصوص القران واقل ما يقولونه انه تدبر وفهم ونعمة الهية اعطاها الله لهم لعلو مكانتهم وجهدهم وهمتهم 
وبالرجوع الى نص الايات الكريمة تجد ان الوعد الالهى لبنى اسرائيل بجعلهم ائمة وجعلهم وارثين فقد تحقق فعلا ولتراجع التاريخ ولتنظر دولة بنى اسرائيل فى عصر داود وسليمان على سبيل المثال وهل هناك ما هو اقوى من دولة ومُلك نبى الله سليمان 
وما كان يحذره آل فرعون من بنى اسرائيل قد تحقق فعلا بخراب الدولة بفعل الله فيهم من الايات التى ارسلها البارئ عليهم قبل خروج بنى اسرائيل واثناء الخروج بتدمير الجيش وانتهاء فرعون وزوال ملكه وتحرر بنى اسرائيل من طغيانه واستبداده 
الغريب ان كثير من المسلمين حين يقرأون الاياة الشريفة يظنون انها عامة الحكم فهى تشمل المسلمين وربما البعض يسلب اليهود ذكرهم ونصيبهم من الآية 
فعامة الناس يتعاملون مع كلمات ومفردات القران أو بالاية الواحدة على الاكثر دون التعامل مع كامل الايات والمقاطع والمقاصد فيخصص عاما ويعمم خاصا ويشقلب الاوضاع ويهدم المعنى رأساً على عقب !!!!
سبب الموضوع ان هناك بعض الناس قد قرأوا بعض الكتب فتبعوا افكار مؤلفيها بالحرف ولم يتدبروا شيئا ولم يكن لهم منطق وعقل ورأى .. فقط تبنوا كتابات المؤلف ونسوا اى اى نص هو نص تفاعلى بين الكاتب والقارئ وليس النص مجرد برواز تعلقه على الحائط فى منزلك أو مكتبك تبركا بالنص وبالمؤلف دون اعتبار للفهم والادراك المتوازن واعنى نصوص القراءة البشرية وليس النص الالهى 
هؤلاء سموا انفسهم باحثين فيما يسمى " علوم آخر الزمان" فقط عليك ان تقرأ بعض الكتب لتنتقل الى مجموعة اخرى من الكتب لتدعى انك باحث فى هذا المسمى " علوم آخر الزمان" وقد استمعت بالصدفة الى أحدهم وهو يقدم أدلة على ما يطلقون عليه صحابى مصر  وهى كلمة موضوعة لا أصل لها وقد قدم الرجل دليل قرانى على وجود صحابى مصر مستدلا بالاية وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وطبعا لم يستكمل نص الاية وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ اقتص منها ما يشاء ليضعه حيث يشاء دون اعتبار للحد الادنى من احترام النص القرانى وتعظيم التعامل معه ودون اعتبار واحترام للعقل البشرى والرجل مصر على ان الاية دليل على تلك الشخصية الوهمية (صحابى مصر) فقط لوجود كلمة ائمة ولعل ذلك المفهوم وتلك الكلمة أئمة كانت سبب رئيسى واحد أُسس بنيان الدين الشيعى ضاربين بعرض الحائط بأدنى مستويات الوعى والفهم 
ما هى الا محاولة لخلط العقائد الشيعية المنحرفة ونصوصهم الاسطورية المزيفة فى اعتقاد اهل الاسلام بعبارات جديدة لا دليل قرانى عليها ولا نص نبوى صحيح ولا اعتبار منطقى لها .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين  ولعلنا قد شهدنا فى العقيد الاخير واحد كذاب أشر من الدجالين يسمى أحمد شاهين قدم لنا نصوصا عن كون الرئيس السيسى مذكور اسمه فى النبؤات وانه صاحب مصر وانه يحرر القدس وانه وانه وانه وطبعا انكشفت تنبؤات الكذاب الأشر وما اكثر دجاجلة دار الاسلام




ليست هناك تعليقات: