السبت، 7 مايو 2022

واغوثاه من السنتاه

 

علمت صباح الأمس ان سعر الفائدة على الودائع قد ارتفع فى امريكا بمقدار 0.5% أى نصف بالمائة 

ومن اخبرنى الخبر اهالنى خبره بارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه ليتخطى عشرون جنيها .. طبعا اصابنى فزع شديد 

وما علاقة هذا بذاك حاليا احنا لحقنا !!! 

وبسرعة راجعت سعر الصرف فوجدته ثابتا يدور فى فلك 18.48 جنيها 

الدنيا هديت عندى لكن فيه ناس مش فاهمه وبتطلع اشاعات ويبقى خراب لو كان المسئول الاقتصادى أو المالى من عينة الناس اللى ممكن تطبق سياسات اللى مبيفهموش فى الاقتصاد 

بداية حنضرب مثل بسيط 

سعر الفائدة على الودائع بالجنيه فى مصر مثلا 10%  وهذا يعنى ان حضرتك تضع وديعة بالبنك بسعر فائدة (عائد) 10% سنويا والبنك يقوم بإعادة تدوير الوديعة باقراضها لمنتج أو مستثمر أو اى مقترض بسعر مثلا 18%  

ماذا يحدث لو قرر البنك المركزى المصرى رفع سعر الفائدة لتكون مثلا 12% للودائع ؟؟؟ أو حتى 18% كما حدث مع الشهادات الاخيرة لبنك مصر والبنك الأهلى ؟؟

تحصل حاجات غريبة بداية يتغير سعر الاقتراض من 18% الى 20% وده يعنى تأثير سلبى على حركة البيع والشراء وعلى الانتاج وتخرب الدنيا بطريقة غير مباشرة 

حضرتك بدل ما كان معاك تحويشة وناوى تفتح محل فطير وبيتزا تشغل فيه القرشين وتفتح بيه بيوت ناس تشتغل وتصرف على زويها ستجد ان ايداع المال فى البنك بتلك الفائدة احسنلك وأأمنك وانا ناقص وجع دماغ الشغل والعمال .. هى المشرحة ناقصة قتلى (قوتلا)

فبدل ما نتوجه للاستثمار المباشر وفتح ابواب الرزق سعادتك تتحول لدب قطبى كسلان عايش على الفايدة اللى بتيجى من الوديعة وانا لو حبيت استلف منك حتحلفى 100 يمين مغلظ با الفلوس وديعة فى البنك ولا يمكن السحب منها ... وقف حال لكل أحد الا انت .. لكن تأكد عزيزى المودع انه بعد فترة حينولك من الشر جانب 

واحد تانى راح مصفى المصنع الصغير بتاعه اللى يا دوب بيدخل هامش ربح بسيط راح مصفيه وباع كل شئ ولبس بدلة الدب القطبى وركن جنب اخونا الدب الاولانى 

واحد تالت مسكين بيفكر يفتح ابواب رزق يفتح شغل جديد مصنع مثلا أو يزيد انتاجه ومحتاج خطوط انتاج اضافية ومعوش سيولة فيلجأ للاقتراض من البنوك وبدل النسبة 18% اصبح الاقتراض اغلى ليكون 20% وربما 25% 

ليه هو انا حكسب كام لما ادفع كل الفايد دى ... يا عمى فُكك بلا زيادة انتاج بلا نيلة 

الناس اللى معاها كاش زيادة عملت بيه ودائع فى البنك يعنى كمية الفلوس اللى بتدور فى السوق بين الناس كلها ذهب جزء منها للبنوك والبنوك مش حتقدر تطلعها كلها قروض لعدة اسباب منها ارتفاع تكلفة الاقتراض ولأن الطلب على المنتجات قل وده لان كل واحد بدأ يحوش قرشين ويوفر من قوته ويحط الفلوس فى البنك بدل ال3 كيلو لحمه خليهم 2 وبدل الكاجو خليه فول سودانى .. يبقى الطلب على السلع حيقل وده لا يعطى أمل لقيام اى صاحب مصنع بزيادة انتاجه بل يدخل الاقتصاد فى حالة انكماش والنمو الاقتصادى يتبخر والحالة تمشى يكفيك الشر 

فيه ميزة وحيدة للحكاية دى انه لو الطلب انخفض نتيجة انخفاض الكمية المعروضة من النقود وعندنا نوع من التضخم الغريب اللى بيحصل فى بيعض الدول مقترنا بوجود فائض من السلع (وده غريب) فان الاسعار المفروض تنخفض وتبقى وسيلة لمحاربة التضخم .. لكن فى الحالة دى تلاقيها اوكازيونات لفترات محدودة لحين التخلص من المخزون لكن تأكد عزيزى المستهلك ان الانتاج الجديد لن يتم تخفيض ثمنه فما حدث كان مجرد اوكازيون 

مبادئ الاقتصاد شئ والسوق الحرة شئ واللى بيحصل فى العالم الثالث شئ ليس له علاقة لا بالمبادئ ولا بالعقلانية 

كنت من كام يوم اغير سوكيت شحن موبايل الست يارا سفير والثمن المعروف هو 50 جنيه اتفاجئ ان السعر اصبح 75 جنيه .. ليه يا مولانا ؟

أصل سعر البضاعة زاد .. زاد كام ... زاد 20% يعنى سعر البضاعة يزيد 20% فتروح حضرتك مزود 50%؟ ايوه المصنعية بتزيد 

يا مولانا مرتباتنا اصلا مزدتش .. فى النهاية صعبت عليه خلاها 70 ج 

القصة السوكيت بافتراض ان ثمنه كبضاعة لا يزيد عن 10 جنيها ومع ارتفاع السعر يصبح 12 جنيه فالراجل يرفع السعر 25 جنيه علشان هو خسارته 2 جنيه يعنى مكسبه يزيد 23 جنيه ... يا خراشى ع اللى بيجرالى يا خراشى 

فاضل شئ مهم امريكا زودت سعر الفائدة عندها نصف بالمائة ليصبح هناك معوق أمام المقترضين الحاليين اللى عندهم بالفعل قروض موجودة .. امريكا بتشغل نظام حتى لو واخد قرض ومتفقين انا مليش دعوه سعر الفائدة الجديد حيطبق عليك .. وانا معرفش ده بيتم فى مصر ول لأ لا سألت ولا بحثت 

لكن كده المنتجين الامريكان حيعانوا .... يا حبايبى 

احنا علاقتنا ايه بالقصة دى كلها 

هل النص بالمائة زيادة سيدفع المستثمر جون الامريكانى اللى شغال فى مصر انه يصفى اعماله ويلم فلوسه علشان يودعها فى بنك امريكى وطبعا فلوسه عايزها بالدولار يبقى حيعملنا سوق سودا فى سعر الصرف ويرفع سعر الدولار علشان يخلص ويمشى 

يا خراشى .. ولا يكونشى نصف بالمائة زيادة سيغرى رجل الاعمال الخليجى انه يستثمر دولاراته بوضعها فى البنوك الامريكية بدلا من استثمارها فى مصر 

أو ان العاملين المصريين بالخارج بدل ما يحولوا دولاراتهم الى ارض الوطن حيطعموا فى النصف بالمائة ويحولوا فلوسهم لامريكا بدل مصر 

بعد بحث وجدت ان سعر الفائدة على الودائع الدولارية فى مصر هو 2.25% وطبعا ده لا يقارن بسعر 10أو 11% على الجنيه المصرى يا عم ارفعها خليها 3% يعنى دى حتجذب المستثمرين اوى للدولار وهروب الاموال الساخنة لامريكا 

وللعلم بنك مصر عامل شهادات للمصريين بالخارج بفائدة 5.5%

القصة مش قصة نصف بالمائة أو حتى 2% .. القصة ان انت مبتعرفش معندكش اى مبادئ او عقلية أو رشد اقتصادى يعنى السنت اللى ملوش لازمة ممكن يبهدلك ويهدلك بلد لانه مفيش ثقة فيك ويمكن فائدة بمعدل 2% فى امريكا افيد للمستثمر من 11% أو 18% على الجنيه فى مصر .. أزمة ثقة يا معلم وانت مش محسوب اصلا انت اوفسايد بارقامك الخيالية اللى بتدفعها فوائد وتاخدها قروض انت يا مصرى كسائر شئونك خارج الاقتصاد العالمى وخارج المنظومة العالمية الحقيقية 

ده لسه سعر الفائدة على الودائع فى امريكا حيزيد ويزيد 

فعلا العالم قرية صغيرة وجاموسة العمدة حترجع حترجع لزريبة العمدة

ربنا يخليلنا النت ويحافظ على النتيته بتاعتنا .. يعيش التيك توك 



ليست هناك تعليقات: