الأحد، 16 ديسمبر 2018

بنزين طيارة يا جدع

فى صباح كهذا والدماغ رايحه جاية تشاهد مرور السيارات فى نفس الشارع ومع مرور رجل راكب فوق عربية بحصان ينقل اقفاص من الطماطم وأجولة البصل .. لا يسمح بمرور أحد .. شلل تام بالمرور 
اذكر اننى كتبت يوما خاطرة عن شئ مماثل فى 1998 
تاهت كل اوراقى القديمة وتبخرت احبارها أضحت ورقا ملونا مكرمشا لا روح فيه ولا حياة 
ربما فى ذلك التاريخ منذ عشرون عاما اتذكر اننى دونت عن ضرورة ألا نسخر من اولئك العربجية وان نأخذ بأيديهم الى التمدين والتقنيات الجديدة ورغم مرور عشرون عاماً لم يزل هناك امثال هؤلاء الذين لم يحاولوا او حتى يفكروا فى تغيير مهنتهم 
بعضهم افلح وبعضهم انتقل من الجوز الخيل والعربية الى العربة النصف نقل ومع تطور التكنولوجيا المستوردة من فقراء شرق آسيا وظهور الموتوسيكل ابو صندوق اصبحت الامور اسهل 
وعليه فاننى دعوت على أمثال هذا بأن يأخذهم الله الى صحراء بعيدة أو يجتمعون جميعا دفعة واحدة الى معتقل المغول 
فى لحظة يناديك لفظ قرانى مقدس ليصف لك الحال وما يكون إليه المآل 
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  .... التحريم 6


الذين يظنون انهم الى جهنم سائرون لينالوا العذاب بالحرق فانهم واهمون 
فى الواقع هناك فئات 
ناس بتصلى وتصوم وتظن انهم الى الجنة ان شاء الله سائرين ... وماله 
وناس تقول شوية كده فى جهنم وخارجين 
ومحدش واخد باله انه لا دخول الجنة سهل ولا حتى دخول النار سهل ولا حكاية يومين وخارجين دى فيها شئ من الحقيقة 
الجنة والنار كلاهما اصعب بكثير جدا جدا مما تتخيل وكلاهما مختلف تماما عما حدثك عنه مشايخ المنابر واصحاب السبوبة فى الفضائيات .. حتى ما تفهمه من القران عن الجنة والنار فهذا موجه لفهمك انت مع اطلاق العنان لخيالك ولكونك انسان مادى بحت شحط محط فخيالك يقف عند البدايات وان سمعت عما يتعدى البدايات انكرت فما بالك ان وصلت الى مفاتح النهايات ستسب وتلعن وتطلق عنان التطفير والتضليل لمن يحدثك 
الجنة در .. جات ، والنار در..كات فالجنة لفوق والنار لتحت  ومفيش حاجة مضمونة 
حتى الذين يتكلون على رحمة الله فى الآخرة هم معلقون بين الاجابة والمنع فهم يطمعون فى رحمة الله ولم يطمعوا فى الله 
وعز الحق تعالى فى قوله : ان رحمة الله قريب من المحسنين 
ونحن منذ ولدتنا امهاتنا (احرارا) وحتى تاريخه لم نزل متعلقين بمنزلة الاسلام وممكن مع الجهد والتعب بعد 200 سنة من الان نصل الى مرتبة الايمان وبعدا بألف سنة يا دوب ننزل او درجة فى مرتبة الاحسان 
لسه بدرى اوى لما تصحبنا رحمة الله التى هى قريب من المحسنين 
هناك من دخل جهنم ليصفها فوصفها مع الإسرار ولم يبح بكل ما شاهد فكان اجمالا فى حاجة ملحة الى التفصيل 
وهناك من دخل الجنة فما وصفها وكأنها اسرار .. ولكنها ليست اسرار فاعتقادى الترللى انها الجنة قد تتفق فى الوصف مع احياء الجيل الواحد فما قد أراه انا من الجنة قد يتشابه مع ما تراه انت ولكنه سيكون مختلفا عما رآه تابعى من 1200 سنة مثلا أومما قد رآه احد ابناء اسرائيل منذ 2000 عام
وان كانت صفات عامة للجنان (الجنات) تشمل القديم والحديث 
وحتما سيتطرق الحديث يوما الى وصف الجنات فانها اعظم بكثير جدا مما تتخيل وامكانياتك فيها غير معقولة 
أما أهل النار فليسوا جميعا تحرقهم النار مباشرة .. بعضهم يتحول نارا وهم الوقود .. البنزين الموهوج 


حينما كان هناك حصار على الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى منذ حولين كانت السلع المصرية والركاب يتدفقون تدفق المصريين على الكعكة المحلاة بعسل النحل المحلى بالكريمة والقشطة وكان سائقوا العربات والمركبات فى عودتهم يحملون الى مصر نوعا جديدا من البنزين .. تقريبا حاجة اسمها بنزين 110 يأتون به جراكن فى عودتهم بدلا من التفويل فى الاراضى المصرية حيث البنزين ردئ وغالى الثمن فى حين انه اجود وارخص فى الاراضى الليبية 
فالبنزين فى مصر كان 80 ولم يزل لكن فى مصر فى 2018 عندها عقبال عندكم دلوقتى بنزين 92 
وعايزك تكون مطمن كل انواع الوقود اللى شفتها وسمعت عنها فى الدنيا موجودة فى جهنم 
مازوت - سولار - كيروسين - بنزين - وقود نووى كله موجود 
يعنى فى النهاية ممكن تكون صفيحة جاز واخرين زى ابو لهب مثلا حيكون قنبلة ذرية واحتمال يكون ابليس مفاعل نووى 


فشوف حضرتك تحب تكون ايه من اهل الجنات ولا من المعذبين بحرق النار والكى والسلق والشوى ولا تكون سلك تنجستين  موصل للعذاب ولا غاز يخرج من الادبار ليسعر النار ولا تكون نفسك احد اشكال الوقود التى تعرفها والتى لم يصل اليها خيالك بعد 

نحن اقدار بعضنا البعض فى الحياة وكما اننا نشعل حياة من حولنا جحيما ونضرهم فهم حتما سيردون لك الصاع ويكونوا وقودا لك أو تظل هافف عليهم بشرك دنيا وآخرة وتشويهم فى جهنم

كذلك العربجاية الذين رفضوا ان يطورا دنياهم باحثين لما يساهم فى تسهيل حياة الاخرين لا ان يكونوا حجر عثرة فى طريق الحياة
كل عربجى اعنيه عربجى الكلمة والفكر والشعور والركوب 
اعلم ان من الناس وقودا لنار جهنم ويالحظ الأحجار ... وللأحجار قصة تأتى يوما 

ليست هناك تعليقات: