أحاول تصفية مئات الالوف من الملفات المترسبة داخل جهاز الكمبيوتر
وبفتح أحد الملفات وجدت مكتوبا:
واعلم انه لو اجتمع اهل الارض على ان ينفعوك بشئ لن ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعو على ان يضروك بشئ لن يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك
وهذه العبارة مستقرة فى عقول وفى وجدان كل واحد منا بنى عك
واعتقادى ان العبارة خاطئة وان الموضوع أكبر بكثير من ذلك
وما تلك العبارة الا افتراء وجرأة وتفتى على مقام الله عز وجل
وانا اليوم أسأل فقط ولا اعرض الاجابة
كل واحد واجابته ...واجابتى عندى وكل واحد لازم يراجع اجابته مع عقله .. لكن لما عقله يصحى ويصحصح
ماذا تعنى بقولك : قد كتبه الله لك - قد كتبه الله عليك
الحديث النبوى عن الترمذى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: " كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) ، قال الترمذي رحمه الله : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورحمنا منه ومعه
" بين النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الجملة أن الأمة لو اجتمعت كلها علي أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، فإذا وقع منهم نفع لك ، فاعلم أنه من الله ، لأنه هو الذي كتبه ، فلم يقل النبي صلي الله عليه وسلم : لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك ؛ بل قال: ( لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك )
إن هذا الحديث يختص بالايمان بالقدر نصا صريحا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
وعند أهل العلم الايمان بالقدر على اربعة مراتب :
1) الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا من الأزل والقدم فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض .
2) الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .
3) الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فلا يكون في هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه
4) الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله فهو خالق الخلق وخالق صفاتهم وأفعالهم كما قال سبحانه : ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء ) الأنعام/102
ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن :
- بأن للعبد مشيئة واختياراً بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم ) التكوير/28 وقال : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة/286
- وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً على التمييز والاختيار كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير/29
- وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به وما غاب عنا سلمنا به وآمنا ، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده .
كل هذا الكلام يناقض بعضه بعضا وكما قد سمعت الشعراوى رحمه الله يقول ان الانسان مخير فى إطار مسير
سورة القمر الاية 49 قوله تعالى ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )
يذكر الطبرى فى تفسيره إنا خلقنا كل شيء بمقدار قدرناه وقضيناه, وفي هذا بيان, أن الله جلّ ثناؤه, توعد هؤلاء المجرمين على تكذيبهم في القدر مع كفرهم به
ولا اعتقد ان الاية ترتبط بالايات التى قبلها ارتباطا اصليا إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)
فلا علاقة بالمجرمين خصوصا بل هو نبأ عام فلآية تنسحب على ( كُلَّ شَيْءٍ) وتتلوها الآية رقم 50 وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ فهى ترتبط بالاية 49
اللعبة لعبة سياسية قميئة انسحبت ظلالها على مفردات الديانة ولغوياتها فأصبحت أمر دين
وأصل الاشياء يعود الى مبدأين أساسيين
1- والله خلقكم وما تفعلون
2- ان الله ليس بظلام للعبيد
موضوع القدر لو فتحنا فيه واستعرضنا اقوال من سبقونا من الاقدمين ومن العلماء فمحتاجين حمارا يحمل اسفارا فالتعارضات لا حصر لها والنتائج هى محاولات تضليل أكثر من كونها محاولات تفسير
ولان العقل دائما فى حيرة نتيجه لسوء توجيه العلماء الاقدمون لتفكيرك فأنت تدخل إلى المفهوم ومعك تصور جاهز عنه (تصورهم هم عن الموضوع) فبالتالى يكون حكمك غلط
فمن تجميع مجموعة معينة من الايات مرورا بطريقة تفسيرها فى اتجاه معين نهاية بإعادة تطبيق تصورات الاقدمون كنهاية وحل وحيد تكون المقدمات صفروالنهايات متوالية من الأصفار
ولن اطيل لضيق الوقت حاليا
لكن سأعطيك مفتاح واحد فقط مقدمة واحدة فقط فى الوقت الحالى خذها ولا تخف فانها ستعيدك الى السيرة الأولى
وعليك ان تستعين بشئ انت تدمنه وتفهمه وانت تتصور أصل الحكاية
انها السينما يا استاذ وهى آلية تصور(ذهنى) لم تكن موجودة عند كثيرين ممن خاضوا العلوم والتصورات الذهنية العقلية لا المنطقية فليس مجال الامر المنطق فالأمر يطول جدا
كلاكيت اول مرة مشهد الخلق من فيلم الوجود
بدأت الحكاية واستمرت واستمرت واستمرت المشاهد حتى نهاية الجزء الأول وعودة الاشياء الى ما كانت عليه حيث لا موجود الا الله ولا شئ معه(وان كان لم يزل ويظل)
تم تجميع كل المشاهد وتم تسجيل الفيلم صوت وصورة وكل أدى الدور الذى أراد ان يقوم به فلم يكن هناك اى جبر (اجبار) او تسخير او تهديد بوقف الاجر او غرامات
بالعكس كان كل شئ حرا فى الفعل وكانت القوانين المسبقة (الديكور) تحكم مجمل الافعال
السيناريو الوحيد المكتوب كانت القوانين الكونية الالهية بمختلف تصنيفاتها وفروعها
وكان الانتاج ضخم جدا
تم تجميع المشاهد وبدأت عملية نسخ طبعات من الفيلم وتم تسجيل كل شئ بدقة وحرفية كبيرة
وفى النهاية كان كل شئ قد انتهى فلا ابطال ولا كومبارس ولا حتى استوديو ولم يكن سوى نسخات من فيلم الوجود ومر زمن أو لم يمر زمن فالنسخة محفوظة فى بقعة ليست ببقعة ولا زمان فيها ولا مكان او حيز لها
وأراد ربك ان يتم بث الفيلم وبدأ بث الفيلم ونشر القوانين وكانت النسخة المعروضة هى ذات نسخة الفيلم فلا يستطيع الابطال او الكومبارس الخروج عن تفصيلة واحدة من النص او الحركات او الملابس أو حتى تغيير الظروف الجوية وحركة الكاميرا
فأنت الان تشاهد فيلما سبق تصويره بنهاية واحدة ومشاهد واحدة واحداث واحدة لا يتم تغييرها او تعديلها فى العموم وانت بكونك تشاهد الفيلم فأنت احد عناصره وتعيش فيه انت داخله وفيه لست بخارج عنه ولا هو بخارج عنك
هذه هى كل الحكاية وهذه هى المقدمة التى يجب ان تضعها فى حسبانك اذا اردت ان تبدأ طريق الفيلم فان أردت ان تكون ناقدا فمرحبا بك وتأكد تماما انك لن تستطيع ان تنقض الحدث او الفيلم فكل شئ تم تسجيله بكاميرات عالية الدقة تنفذ الى السر وأخفى
ان الله لم يخلق شرا بل ان الشر احدثه بعض الابطال داخل احداث الفيلم وتم التسجيل واعادة البث
ولم يتغير شئ
واذا تقبلت معى أيها العقل تلك الفكرة المبدئية سأنقلك الى مشاهد واقعية فعلية تمت فى التصوير الأول المبدئى التى لا تتغير ابدا عن النسخة التى تشاهدها الان فاذا حررت عقلك وانتقلت معى ستفهم ما تناقض عندك وستجد انك لست فى حاجة الى تلك الحيرة اللانهائية والتى لم يستطع حل اشكالاتها كبار كبار العلماء أو حتى الذين انتقلوا للنسخة الـ Scop الأصيلة للفيلم
ما انت الا فى نسخة طبق الاصل والملائكة الموكلة بتسجيل اعمالك لسان حالها : هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ الجاثية 29
لماذا لا تفهم الآية المعجزة بهذا الوصف الحديث لا بوصف الاقدمون
مثلا عند الطبرى قوله: إن الله خلق النون وهي الدواة, وخلق القلم, فقال: اكتب, قال: ما أكتب, قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل معمول, برّ أو فجور, أو رزق مقسوم, حلال أو حرام, ثم ألزم كلّ شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا, ومقامه فيها كم, وخروجه منه كيف, ثم جعل على العباد حفظة, وعلى الكتاب خزانا، فالحفظة ينسخون كلّ يوم من الخزان عمل ذلك اليوم, فإذا فني الرزق وانقطع الأثر, وانقضى الأجل, أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم, فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا, فترجع الحفظة, فيجدونهم قد ماتوا, قال: فقال ابن عباس: ألستم قوما عربا تسمعون الحفظة يقولون ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل
من فضلك اخرج عن كل ما تعلمته وعن كل ما قيل لك وعبرإلى داخلك دون فلاترالفهم والتحليل
لا تصدق كل ما قيل لك واستحدث أمورا جديدة وأدوات تحليلية جديدة وان كانت غير ملائمة لعقلك ومنطقك فعقلك قد شكله من الأساس غيرك ومنطقك مرهون بتصورات الآخرين للقضايا
وان صفيت نيتك ستنتقل بعقلك معى الى الزمن الاول لترى مشاهد تصنيع الفيلم وحينها ينتهى الاشكال وتعرف سر وجودك ايها المشاهد الكريم
ومعلومة اخيرة للتذكرة ... سيتم اعادة عرض نسخة جديدة من الفيلم مرتان اخريتان ليكون عندك الفيلم الأصلى وثلاث نسخ يتم عرضها
وبفتح أحد الملفات وجدت مكتوبا:
واعلم انه لو اجتمع اهل الارض على ان ينفعوك بشئ لن ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعو على ان يضروك بشئ لن يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك
وهذه العبارة مستقرة فى عقول وفى وجدان كل واحد منا بنى عك
واعتقادى ان العبارة خاطئة وان الموضوع أكبر بكثير من ذلك
وما تلك العبارة الا افتراء وجرأة وتفتى على مقام الله عز وجل
وانا اليوم أسأل فقط ولا اعرض الاجابة
كل واحد واجابته ...واجابتى عندى وكل واحد لازم يراجع اجابته مع عقله .. لكن لما عقله يصحى ويصحصح
ماذا تعنى بقولك : قد كتبه الله لك - قد كتبه الله عليك
الحديث النبوى عن الترمذى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: " كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) ، قال الترمذي رحمه الله : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورحمنا منه ومعه
" بين النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الجملة أن الأمة لو اجتمعت كلها علي أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، فإذا وقع منهم نفع لك ، فاعلم أنه من الله ، لأنه هو الذي كتبه ، فلم يقل النبي صلي الله عليه وسلم : لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك ؛ بل قال: ( لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك )
إن هذا الحديث يختص بالايمان بالقدر نصا صريحا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
وعند أهل العلم الايمان بالقدر على اربعة مراتب :
1) الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا من الأزل والقدم فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض .
2) الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .
3) الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فلا يكون في هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه
4) الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله فهو خالق الخلق وخالق صفاتهم وأفعالهم كما قال سبحانه : ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء ) الأنعام/102
ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن :
- بأن للعبد مشيئة واختياراً بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم ) التكوير/28 وقال : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة/286
- وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً على التمييز والاختيار كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير/29
- وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به وما غاب عنا سلمنا به وآمنا ، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده .
كل هذا الكلام يناقض بعضه بعضا وكما قد سمعت الشعراوى رحمه الله يقول ان الانسان مخير فى إطار مسير
سورة القمر الاية 49 قوله تعالى ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )
يذكر الطبرى فى تفسيره إنا خلقنا كل شيء بمقدار قدرناه وقضيناه, وفي هذا بيان, أن الله جلّ ثناؤه, توعد هؤلاء المجرمين على تكذيبهم في القدر مع كفرهم به
ولا اعتقد ان الاية ترتبط بالايات التى قبلها ارتباطا اصليا إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)
فلا علاقة بالمجرمين خصوصا بل هو نبأ عام فلآية تنسحب على ( كُلَّ شَيْءٍ) وتتلوها الآية رقم 50 وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ فهى ترتبط بالاية 49
اللعبة لعبة سياسية قميئة انسحبت ظلالها على مفردات الديانة ولغوياتها فأصبحت أمر دين
وأصل الاشياء يعود الى مبدأين أساسيين
1- والله خلقكم وما تفعلون
2- ان الله ليس بظلام للعبيد
موضوع القدر لو فتحنا فيه واستعرضنا اقوال من سبقونا من الاقدمين ومن العلماء فمحتاجين حمارا يحمل اسفارا فالتعارضات لا حصر لها والنتائج هى محاولات تضليل أكثر من كونها محاولات تفسير
ولان العقل دائما فى حيرة نتيجه لسوء توجيه العلماء الاقدمون لتفكيرك فأنت تدخل إلى المفهوم ومعك تصور جاهز عنه (تصورهم هم عن الموضوع) فبالتالى يكون حكمك غلط
فمن تجميع مجموعة معينة من الايات مرورا بطريقة تفسيرها فى اتجاه معين نهاية بإعادة تطبيق تصورات الاقدمون كنهاية وحل وحيد تكون المقدمات صفروالنهايات متوالية من الأصفار
ولن اطيل لضيق الوقت حاليا
لكن سأعطيك مفتاح واحد فقط مقدمة واحدة فقط فى الوقت الحالى خذها ولا تخف فانها ستعيدك الى السيرة الأولى
وعليك ان تستعين بشئ انت تدمنه وتفهمه وانت تتصور أصل الحكاية
انها السينما يا استاذ وهى آلية تصور(ذهنى) لم تكن موجودة عند كثيرين ممن خاضوا العلوم والتصورات الذهنية العقلية لا المنطقية فليس مجال الامر المنطق فالأمر يطول جدا
كلاكيت اول مرة مشهد الخلق من فيلم الوجود
بدأت الحكاية واستمرت واستمرت واستمرت المشاهد حتى نهاية الجزء الأول وعودة الاشياء الى ما كانت عليه حيث لا موجود الا الله ولا شئ معه(وان كان لم يزل ويظل)
تم تجميع كل المشاهد وتم تسجيل الفيلم صوت وصورة وكل أدى الدور الذى أراد ان يقوم به فلم يكن هناك اى جبر (اجبار) او تسخير او تهديد بوقف الاجر او غرامات
بالعكس كان كل شئ حرا فى الفعل وكانت القوانين المسبقة (الديكور) تحكم مجمل الافعال
السيناريو الوحيد المكتوب كانت القوانين الكونية الالهية بمختلف تصنيفاتها وفروعها
وكان الانتاج ضخم جدا
تم تجميع المشاهد وبدأت عملية نسخ طبعات من الفيلم وتم تسجيل كل شئ بدقة وحرفية كبيرة
وفى النهاية كان كل شئ قد انتهى فلا ابطال ولا كومبارس ولا حتى استوديو ولم يكن سوى نسخات من فيلم الوجود ومر زمن أو لم يمر زمن فالنسخة محفوظة فى بقعة ليست ببقعة ولا زمان فيها ولا مكان او حيز لها
وأراد ربك ان يتم بث الفيلم وبدأ بث الفيلم ونشر القوانين وكانت النسخة المعروضة هى ذات نسخة الفيلم فلا يستطيع الابطال او الكومبارس الخروج عن تفصيلة واحدة من النص او الحركات او الملابس أو حتى تغيير الظروف الجوية وحركة الكاميرا
فأنت الان تشاهد فيلما سبق تصويره بنهاية واحدة ومشاهد واحدة واحداث واحدة لا يتم تغييرها او تعديلها فى العموم وانت بكونك تشاهد الفيلم فأنت احد عناصره وتعيش فيه انت داخله وفيه لست بخارج عنه ولا هو بخارج عنك
هذه هى كل الحكاية وهذه هى المقدمة التى يجب ان تضعها فى حسبانك اذا اردت ان تبدأ طريق الفيلم فان أردت ان تكون ناقدا فمرحبا بك وتأكد تماما انك لن تستطيع ان تنقض الحدث او الفيلم فكل شئ تم تسجيله بكاميرات عالية الدقة تنفذ الى السر وأخفى
ان الله لم يخلق شرا بل ان الشر احدثه بعض الابطال داخل احداث الفيلم وتم التسجيل واعادة البث
ولم يتغير شئ
واذا تقبلت معى أيها العقل تلك الفكرة المبدئية سأنقلك الى مشاهد واقعية فعلية تمت فى التصوير الأول المبدئى التى لا تتغير ابدا عن النسخة التى تشاهدها الان فاذا حررت عقلك وانتقلت معى ستفهم ما تناقض عندك وستجد انك لست فى حاجة الى تلك الحيرة اللانهائية والتى لم يستطع حل اشكالاتها كبار كبار العلماء أو حتى الذين انتقلوا للنسخة الـ Scop الأصيلة للفيلم
ما انت الا فى نسخة طبق الاصل والملائكة الموكلة بتسجيل اعمالك لسان حالها : هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ الجاثية 29
لماذا لا تفهم الآية المعجزة بهذا الوصف الحديث لا بوصف الاقدمون
مثلا عند الطبرى قوله: إن الله خلق النون وهي الدواة, وخلق القلم, فقال: اكتب, قال: ما أكتب, قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل معمول, برّ أو فجور, أو رزق مقسوم, حلال أو حرام, ثم ألزم كلّ شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا, ومقامه فيها كم, وخروجه منه كيف, ثم جعل على العباد حفظة, وعلى الكتاب خزانا، فالحفظة ينسخون كلّ يوم من الخزان عمل ذلك اليوم, فإذا فني الرزق وانقطع الأثر, وانقضى الأجل, أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم, فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا, فترجع الحفظة, فيجدونهم قد ماتوا, قال: فقال ابن عباس: ألستم قوما عربا تسمعون الحفظة يقولون ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل
من فضلك اخرج عن كل ما تعلمته وعن كل ما قيل لك وعبرإلى داخلك دون فلاترالفهم والتحليل
لا تصدق كل ما قيل لك واستحدث أمورا جديدة وأدوات تحليلية جديدة وان كانت غير ملائمة لعقلك ومنطقك فعقلك قد شكله من الأساس غيرك ومنطقك مرهون بتصورات الآخرين للقضايا
وان صفيت نيتك ستنتقل بعقلك معى الى الزمن الاول لترى مشاهد تصنيع الفيلم وحينها ينتهى الاشكال وتعرف سر وجودك ايها المشاهد الكريم
ومعلومة اخيرة للتذكرة ... سيتم اعادة عرض نسخة جديدة من الفيلم مرتان اخريتان ليكون عندك الفيلم الأصلى وثلاث نسخ يتم عرضها
يا ليلى يا سواد ليلى