هل النص القرانى العظيم منغلق على نفسه أم تراه مفتوح على الاذهان والعقول للفهم والتدبر
انا نرى النص حى متحرك لا متناهى الديناميكية وهذا أصله حين تتناوله العقول كنص منفتح المعانى، محدد الألفاظ ، تختلف دلالته باختلافك انت فى طريقة التعاطى معه
هل حين تقرأ القرآن فانت تتلوه للقراءة (التلاوة) أم تقرأه للتفاعل مع النص بما يشمله من احداث ووقائع والفاظ ودلالات واحكام ونهى وغيره
هل حين تقرأ للفهم تستعين بقراءاتك السابقة من كتب التفاسير الكثيرة جدا المتوفرة فى مكتبات التفسير الاسلامية
وهل تتخذ تلك القراءات منحى نهائى واخير لتوجيه الفهم وإعقال التدبر ؟؟
فلنرى كيف تفعل
ابدأ بقراءة سورة الحشر رقم 59 فى ترتيب السور
تبدأ السورة بتسبيح الواحد الأحد العزيز الحكيم لتبدأ فى استقبال الأفعال الإلهية بما فعله عز وجل فى أهل الكتاب فى عهد النبوة وتشير التفاسير الى يهود بنى النضير حين صالحوا النبى صلى الله عليه وسلم على أن يؤمنهم على دمائهم ونسائهم وذراريهم، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من أموالهم، ويخلو له دورهم، وسائر أموالهم، فأجابهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى ذلك، فخرجوا من ديارهم
وتبدأ الآيات فى شرح احكام الفئ وطريقة توزيعه .. وكل ما هو فئ يعد اموال سواء مال نقدى أو قوت أو دواب أو مواشى أو سلاح
ركز فى قراءة الايات 6 و7 كيف يتم تقسيم الفئ
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)
.. وستجد ملاحظة أولية ان الايتين الشريفتين قد ذكرت الفئ صراحة ولم تخلط اللفظة بين فئ وغنائم وانفال وان قلت الغنائم والانفال هى معنى الفئ فهى ملاحظة غير صحيحة فاللفظ القرانى محدد بكونه فئ
الملاحظة الثانية وهى الهامة لدينا وتقع كجزء من الاية 7 (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وستلاحظ ان الاية 8 لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) لها علاقة مباشرة بالفقراء الذين تم تأميم أموالهم فى دور المشركين واجبارهم على الخروج والرحيل
فتلك الاية لها علاقة بفقدان هؤلاء للمال وللملكية وستجد فى الاية 9 وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ستجد واضحا معنى الايثار المادى مجموع تلك الايات فى مجمله يتحدث عن حالة اقتصادية وتشريع مالى فى تقسيم الفئ بين المسلمين بمعرفة القائم بتنفيذ التشريع الإلهى والمبلغ عن ربه النبى محمد وفقا لما يوحى اليه من ايات
كل ده تمام ولا عوج فيه
لكن هناك حالة من العوج ليست فى النص بل فى فهم النص
كثيرا ما تسمع ببغاوات العلم يذكرون (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) فى كل ما هب ودب مما يخص الرسول ... فى حين ان الاية تقع فى فضاء النطاق المالى والاقتصادى وتشريع الفئ
الاية طاعة مالية لحكم الرسول فيما يقوم بتوزيعه وطريقة توزيعه من أموال الفئ ولا علاقة للآية بالنامصة والمتنمصة والمقصرة والعارية والمستعرية
مشكلتنا اننا ننتقى من القران مجموعة ايات من كل صفحات المصحف ونرصها ونعرضها للقارئ أو للمستمع دون أن نوضح علاقة كل اية بما يسبقها ويلحقها وموضوعها فى القران .. نحن نقتطع الالفاظ واجزاء من الايات ونرصها رصا أفقيا وحينا رأسيا بهدف تأكيد فكرة يعرض لها المتحدث
مثلا اذا تحدث مثل هذا المتكلم فى السياسة قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) واضاف اليها كل ما فيه طاعة للرسول وما اتاكم الرسول وما نهاكم الرسول .. دخل زيد فى عبيد
مثال حى تفسير ابن كثير فى قوله (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
(تفسير ابن كثير طبعة دار طيبة للنشر والتوزيع الجزء 8 صـ 67)
قال ابن أبي حاتم : حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن العوفي ، عن يحيى بن الجزار ، عن مسروق قال : جاءت امرأة إلى ابن مسعود فقالت : بلغني أنك تنهى عن الواشمة والواصلة ، أشيء وجدته في كتاب الله أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بلى ، شيء وجدته في كتاب الله وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالت : والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول ! . قال : فما وجدت فيه : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ؟ قالت : بلى . قال : فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الواصلة والواشمة والنامصة . قالت : فلعله في بعض أهلك . قال : فادخلي فانظري . فدخلت فنظرت ثم خرجت ، قالت : ما رأيت بأسا . فقال لها : أما حفظت وصية العبد الصالح : ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه )
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : لعن الله الواشمات ، والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله ، عز وجل . قال : فبلغ امرأة في البيت يقال لها : " أم يعقوب " ، فجاءت إليه فقالت : بلغني أنك قلت كيت وكيت . قال : ما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي كتاب الله . فقالت : إني لأقرأ ما بين لوحيه فما وجدته . فقال : إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه . أما قرأت : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ؟ قالت : بلى . قال : فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه . قالت : إني لأظن أهلك يفعلونه . قال : اذهبي فانظري . فذهبت فلم تر من حاجتها شيئا ، فجاءت فقالت : ما رأيت شيئا . قال : لو كانت كذلك لم تجامعنا .
وفى نسخة طبعة دار الوفاء تحقيق احمد شاكر الجزء 3 صـ 484
هنا ادخلنا فهم ابن كثير الى معلومات اخرى لا علاقة لها بالموضوع وليس من حقه ان يعمم تفسيره على اى فعل او أمر أو نهى من جانب النبى ويربط ذلك بالايات التى تتحدث عن الفئ
تعالى انظر مثلا المفسر القرطبى فى تفسيره حيث نحا ذات منحى ابن كثير
(تفسير القرطبى : الجامع لاحكام القران طبعة مؤسسة الرسالة الجزء 20 صـ 353 : 356
قوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا أي ما أعطاكم من مال الغنيمة فخذوه ، وما نهاكم عنه من الأخذ والغلول فانتهوا ; قاله الحسن وغيره . السدي : ما أعطاكم من مال الفيء فاقبلوه ، وما منعكم منه فلا تطلبوه . وقال ابن جريج : ما آتاكم من طاعتي فافعلوه ، وما نهاكم عنه من معصيتي فاجتنبوه . الماوردي : وقيل إنه محمول على العموم في جميع أوامره ونواهيه ; لا يأمر إلا بصلاح ولا ينهى إلا عن فساد .
قلت : هذا هو معنى القول الذي قبله . فهي ثلاثة أقوال .
قال المهدوي : قوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هذا يوجب أن كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أمر من الله تعالى . والآية وإن كانت في الغنائم فجميع أوامره صلى الله عليه وسلم ونواهيه دخل فيها . وقال الحكم بن عمير - وكانت له صحبة - قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن هذا القرآن صعب مستصعب عسير على من تركه ، يسير على من اتبعه وطلبه ، وحديثي صعب مستصعب وهو الحكم ، فمن استمسك بحديثي وحفظه نجا مع القرآن ، ومن تهاون بالقرآن وحديثي خسر الدنيا والآخرة . وأمرتم أن تأخذوا بقولي وتكتنفوا أمري وتتبعوا سنتي ، فمن رضي بقولي فقد رضي بالقرآن ، ومن استهزأ بقولي فقد استهزأ بالقرآن " قال الله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .
قال عبد الرحمن بن زيد : لقي ابن مسعود رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له : انزع عنك هذا . فقال الرجل : أتقرأ علي بهذا آية من كتاب الله تعالى ؟ قال : نعم ، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . وقال عبد الله بن محمد بن هارون الفريابي : سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول : سلوني عما شئتم أخبركم من كتاب الله تعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ; قال : فقلت له : ما تقول - أصلحك الله - في المحرم يقتل الزنبور ؟ قال : فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وحدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " . حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه أمر بقتل الزنبور . قال علماؤنا : وهذا جواب في نهاية الحسن ، أفتى بجواز قتل الزنبور في الإحرام ، وبين أنه يقتدي فيه بعمر ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء به ، وأن الله سبحانه أمر بقبول ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ; فجواز قتله مستنبط من الكتاب والسنة . وقد مضى هذا المعنى من قول عكرمة حين سئل عن أمهات الأولاد فقال : هن أحرار في سورة " النساء " عند قوله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . وفي صحيح مسلم وغيره عن علقمة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله " . فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ; فجاءت فقالت : بلغني أنك لعنت كيت وكيت ! فقال : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله ! فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول . فقال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ! أما قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ! قال ت : بلى . قال : فإنه قد نهى عنه . . . . . الحديث . وقد مضى القول فيه في " النساء " مستوفى .
قوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وإن جاء بلفظ الإيتاء وهو المناولة فإن معناه الأمر .
وما نهاكم عنه فانتهوا فقابله بالنهي ، ولا يقابل النهي إلا بالأمر ; والدليل على فهم ذلك ما ذكرناه قبل مع قوله عليه الصلاة والسلام : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه " . وقال الكلبي : إنها نزلت في رؤساء المسلمين ، قالوا فيما ظهر عليه رسول الله من أموال المشركين : يا رسول الله ، خذ صفيك والربع ، ودعنا والباقي ; فهكذا كنا نفعل في الجاهلية . وأنشدوه :
لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول
فأنزل الله تعالى هذه الآية .
وقد اخذ نفس النهج الشوكانى وابو حيان وابن عاشور
وفى مراجعة سريعة لتفسير الطبرى فلا سفسطة ولا تحميل للنص ما ليس فيه
(تفسير الطبرى: جامع البيان عن تأويل آي القرآن طبعة مؤسسة الرسالة المجلد السابع صـ 258)
وقوله: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) يقول تعالى ذكره: وما أعطاكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مما أفاء عليه من أهل القرى فخذوه ( وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ )، من الغلول وغيره من الأمور ( فَانْتَهُوا ). وكان بعض أهل العلم يقول نحو قولنا في ذلك، غير أنه كان يوجه معنى قوله: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) إلى ما آتاكم من الغنائم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن عديّ، عن عوف، عن الحسن، في قوله: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) قال: يؤتيهم الغنائم ويمنعهم الغلول.
وان شئت زدتك فصولا فتجد تفسير الكشاف وتفسير مفاتيح الغيب للرازى وتفسير السمرقندى وابن عجيبه ينحو منحى الطبرى فى كون متعلق الاية (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) يخص مصارف الفئ ولا علاقة له بأمور اخرى ذكرها مفسرون اخرون
وهناك تفاسير جمعت الأمرينايماننا المطلق ان كل ماجاء به النبى من أمر ونهى فى كتاب الله فهو طاعة مطلقة وكل ما يثبت عن اوامر الرسول ونواهيه وصحت هى طاعة مطلقة فمن اطاع الرسول فقد اطاع الله فى المطلق والمقيد مع عدم اطلاق المقيد ولا تقييد المطلق حتى لا يكون هناك خلط عام يشيع دائما فى كلام المحدثين والسفسطائئين من اهل العلم بالدين
بامكانك انتاج مبحث عن آى القران فيما ربطه الله بين طاعته وطاعة رسوله .. الاشتراك فى الطاعتين .. ومبحث اخر عن طاعة الرسول فلتذكر كل الايات ولكن عليك التخصيص فتقول من مظاهر الأمر الالهى للمؤمنين بطاعة الرسول .. طاعته فيما يأمر به الرسول وينهى عنه فى مجال تقسيم الفئ وأوجه صرفه والدليل على ذلك الايات (وليس اية واحدة) فى سورة الحشر من كذا الى كذا التى تختص بكذا (وهى الفئ) ووجوب طاعة الرسول فى طريقة التوزيع .. اللى يديهولك النبى تأخده بطاعة وادب وامتثال ولا تطلب ما لم يعطيك اياه وقد نهاك عنه النبى فلا تطمع فيه ... قال تاخد ده حاضر .. دم ملكش دعوة بيه ده لا يخصك حاضر .. خد ده : حاضر -- متاخدش من ده: حاضر
لكن تظل القاعدة وهى عدم تحميل النص بما لا يحتمل ولا اشير الى تعريف زيد الانسان بتعريفى للسمكة والطائر،، فهناك تباين فى الموضوعات القرانية ولا يصح (احتراما للأدب مع الله وأدبا مع كلام الله وأدبا مع رسوله الكريم) ان اخلط بين هذا وذلك فأساس التحريف يأتى من تلك الجوانب جوانب التدبر والفهم
فيمكن للمتدبر أن يكتب سطرا واحدا فى تفسيره وفهمه لآية
ويمكن لاخر ان يجمع عشرون صفحة ليبرهن على فكرة واحدة فى اية فسيتعمل التطويل وتفتيح موضوعات اخرى فقط لمجرد التشابه اللفظى دون اى اعتبار للموضوع والمضمون فهناك تفسيرات صغيرة جدا تأتيك بالخلاصة دون معاناة تكلف البحث عن قول فلان فى موضوع الأضاحى وأحكام المولود وهو يناقش مفهوم عبارة التوحيد لا اله الا الله فهذا ليس بعلم ولا مسلك للعلم ولا علاقة له بالعلم ليس الا COLLAGE MONTAGE فن COPY & PASTE تجميع لكل ما قاله الاولون دون ترجيح ودون مراعاة لأسس ومناهج البحث وأدنى متطلبات الاحترام والاعتبار لكون المخاطِب والمُخاطب من ذوى العقول
ان معظم كتب التفاسير هى اراء اختيارية لمن سبق وعاصر من المفسرين
وهناك تفسيرات تدبرية لا علاقة لها بالتراث التفسيرى القديم
وهناك تفسيرات هى عمليات بحث مستمرة فى النص ومراجعة كل ما هو حالى وكل ما هو سابق وهذا عندى افضل طريقة للتعامل أن تطلع على كل ما قيل وترجو الله ان يحققك بنور الفهم وصحيح التدبر
فدورك فى هذا الوقت العصيب فى ذلك القرن الميلادى الحالى يختلف كثيرا عما تظن وكل أحد عليه المحاولة ولكن لا تجعل اعتقادك الا مردودا لما تثبت منه وتحقق لديك فيه اليقين .. لا تنقل عشوائيا ولا تتبع سبيل الكلمات والالفاظ التى تحمل معانى ودلالات متعدده فتفرق بك بين عشرات السُبل وتضل الطريقويتبقى فى (وما آتاكم) معنى الاتيان .. ويتبقى فى الحروب فهم الفئ والغنائم والانفال