فخ التصوف الغير
علمى - 1 - الشيعة والسنة -
بعض الناس الذين
انتسبوا الى طريقة صوفيه ظنوا انهم قد حازوا كل العلم وكل الفهم فتراهم يخوضون
مجالات لا طاقة لهم بها ولا حد أدنى من المعرفة فيها
فما اقاموا علما
ولا دراسة ولا بحثا ولا استقصاء بل اخذوا ظواهر اقوال مشايخهم فى امور ليست من
العلم الوهبى ولا من العلم اللدنى على انها حقائق نهائية الصحة واليقين وهى فى
حقيقتها علم كسبى لابد من اتيانه وتحصيله من خلال القراءة والاعتبار والوعى والفهم
وينطبق على تحصيله اتباع مناهج البحث البشرية التى حققها علماء علم الاجتماع
فأول ما يسقط فيه
المغتر هو التذبذب الى افكار الشيعة ومعتقداتهم والدفاع عنهم
بداية الثابت لدى كل من أهل الشيعة وأهل السنة ما يلى :
ان عقيدة أهل
السنة هى دين وأن عقيدة اهل الشيعة دين مختلف تماما
فهل الدين هو مجرد
شعائر بإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم روضان وحج البيت بعد قول الشهادة بربوبية
والوهية الاله الواحد عز وجل ونبوة سيد الانبياء وخاتمهم رسول الله سيدنا محمد صلى
الله عليه واله وصحبه سلم
ان اغلب الدين
واساسه عقيدة وهى ترتبط ارتباطا أصيلا بالشهادة فأنت ما شهدت انه لا اله الا هو
تعالى ولا حضرت رسول الله ولا ادركت كونه خاتم الانبياء بل انت تؤمن تصديقا بإخبار
النبى عن الله عز وجل عن كونه واحد لا شريك له ولا اله غيره وعن كون النبى انه
رسول الله ولا نبى بعده ... هذا تصديقك لما اخبرنا به النبى بداية ثم ما أكدته
آيات التنزيل تاليا بوصف القران وتفصيله تنزل بعد بعث النبى صلى الله عليه وسلم
ففى داخل الشهادة
(لا اله الا الله محمد رسول الله) فانت تعتقد فى الله وتعتقد فى النبى وتعتقد فى
الملائكة والصحابة وسائر الانبياء وحال آل البيت
وفى هذا الاعتقاد
يدخل من دخل ويخرج من خرج فلا يستويان ومن هنا اتفق علماء السنة وعلماء الشيعة على
ان كل واحد منهما هو دين مختلف عن الاخر ( ولا أدرى على اى أسسس وقواعد أقاموا عليها شهاداتهموفرقوا دين الله)وان شئت فابحث فى اليوتيوب عن شهادات من تشيعوا
وشهادات من تسننوا وتأكيدهم على ان كل من الطرفين على دين مختلف تماما وان تشابهوا
فى قول الشهادة واقامة الشعائر الاربعة ... المشكلة بين الشيعة والسنة حول الصحابة
وحول ال البيت
واهل السنة افضل
فى تلك الحال من كونهم يترضون عن كبار وصغار الصحابة فى حين ان الشيعة يلعنون عددا
من كبار الصحابة والعجب ان اهل السنة يترضون عن بعض القتلة والمجرمين الذين اشتهرت
مساوئهم فى التاريخ الاسلامى الصحيح
ومشكلة المشاكل
هى موضوع آل البيت بوصفهم نصف التركة النبوية المكونة من كتاب الله وعترتى اهل
بيتى
فغالبية أهل
السنة يتغاضون عن حديث الثقلين على أصله مستبدلين بـ (سنتى) بدلا من (عترتى)
استكمالا لحلقة تقليل شأن أهل البيت وهضم حقوقهم
فى حين ان الشيعة
غالوا اشد المغالاة فى أهل البيت فآذوهم بأن وضعوهم بموضع لا يقبله العقل السليم
ولما كان التشيع
قد تغلغل بصورة او بأخرى الى بعض مشايخ الصوفية على جهل منهم ولعدم علم بعض
المتصوفة الحديثى العهد بكون بعض كبار علماء التصوف ورموزه كانوا فى الاساس من
غلاة الشيعة فغاب الحد الفاصل بين المعتقد الموهوم وبين الحقيقة الصرفة التى لا
جدال فيها والتى لن تستوعبها الا بالقيام بالبحث العلمى السليم فما هى علم من
الحقائق ولا الاسرار ولا المكاشفات واللدنيات بل انها علم التاريخ الذى انتجه البشر واتصف فيه
مؤرخو المسلمين بعدم الحيادية برفض الحقيقة التاريخية وان ثبتت لمجرد كونها ليست
على مزاجك ولا تتفق مع هواك واعتقادك فى البشر الذين قدستهم من نفسك انت ... فأنا وانت
يتعين علينا ان نبارك ما باركه الله وان نعظم ما عظمه الله وان نزكى ما زكاه الله
وان نقدس ما قدسه الله
وترانى اقول ما
باركه وما زكاه وما عظمه ونسبت الجميع للفعل والتفضيل الالهى ولم اقل الله ورسوله وذلك
لتنفصل عن بشرية الاشخاص فان كان سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
ليس كسائر البشر وان قال الله (قل انما انا بشر مثلكم) ورغم قول الرسول (لست
كأحدكم) الا انه يتعين عليك فصل الرسول من المعادلة فى بعض جوانب البحث حتى لا
تختلط الامور فى عقل القارئ والمستمع ويعلم اين موقع العبارة المجردة عن الاضافات
والحدثان فى مضمون الجملة
ولما كانت
الحقيقة هى قوله صلى الله عليه وسلم (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) فاعلم اننا
جميعا واغلب من نعظم أمرهم وان كانوا من أهل الحقيقة الا انهم فى سبات من النوم
لانهم لم يتحققوا من العلم الضرورى اللازم لكل عقل متيقظ
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (انتم اعلم بأمور دنياكم) أو كما قال ولو اخذنا ظاهر معنى النص النبوى بلفظه الصريح ولما تفرعت العلوم
واصبح التاريخ احد العلوم الذى يبنى على احداثها المسلم - الغير سوى - عقيدته لزم
تبيان الحقائق وسد الثغرات .. فقد حدث التزوير فى التاريخ وطمس حقائق والغلو فى
أخرى لخدمة فئات سياسية ومصالح مادية بحتة لتتحول بشكل عجيب نتائج التاريخ الى
عقائد تفرق بها المسلمون شيعا
وان شئت قلت (تفترق امتى
على ثلاثة وسبعون فرقة) فأى أمة تلك التى تفرقت كلمتها وتفرق دينها وكانوا شيعاً
بمعنى فرق ومذاهب وطوائف وجماعات ، مختلفة لا متشابهة ،متناحرة لا متكاملة رغم وجود
التبيين والانذار الالهى الحكيم بأنه (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْۖ وَاصْبِرُواۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
ولست بذو شأن ليكون لى تصحيح فيما بين الشيعة والسُنة ولا يشغلنى الا توضيح بعض الأمور لأن من يتكلم عن جهل ودون تقصى هو يؤذينى ويؤذى كل أحد بتحريفه للحقائق ودس امور فى الدين ليس لها شأن بالدين او تفريغ العقيدة من فطرتها التى فطرها الله عليها ظناً منه انه صاحب طريقة ومنهج وان ما يملكه من معلومات هو حقيقة مطلقة لذا لزم التنويه والاستفاضة فى بعض الامور التى تسبب إشكالا علميا وعقليا عند الباحثين وما تؤديه فى النهاية الى تفريغ الدين من سماحته ويسره الى التشدد والغلو وان كان غلو عقائدى غير عملى فى ظاهرة ولكنه سيؤدى حتما الى ان يُكب الناس على وجوههم كباً فى النار!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق