الأحد، 20 أكتوبر 2019

كلام فى الاقتصاد

فى تسعينات القرن الماضى الواحد بعد ما اتخرج من الجامعة والدراسات العالية جدا ومفيش شغل كان يوماتى يجيب الجورنال ويطالع اولا الوظايف الخالية .. ومع الفراغ يفلى الجورنال خبر خبر وكان دايما يجيلك احساس ان كل حاجة فى البلد عال العال وكأنها مصر كلها بتشرب شاى البراد الأزرق 
ده فى الجورنال .. منح تدريبية ووظائف ومشتريات اسلحة وصادرات لا نهائية ... يووووووه 
كنت تقرا ولا كأن مصر اصبحت ولا اطلانس المفقودة وانك عايش فى نعيم ما بعده نعيم 
لكن الواقع الحياتى كان حاجة مختلفة تماما وكان حال البلد احسن من دلوقتى فى كل شئ 
فى نهاية عام 1998 حصل فى البلد خراب ما بعده خراب ... خراب اقتصادى مفيش سيولة وفيه كساد والدنيا بايظة والاقتصاد بيغنى ظلموه 
وكان الكلام فى التسعينات ان الجنيه غرق من كتر التعويم يمكن كان الدولار = 2.5 جنيه مثلا 
وكان رأى النظام السياسى المصرى انه مفيش حل فى ايديهم للأزمة الاقتصادية الموجودة وربنا يحلها من عنده 
وايم الله كان رأى رئيس الدولة انه ربنا يحلها من عنده 
وبمرور السنين كان فيه سخط من شباب البلد على رئيس الدولة والحكومة ... وكان فيه معرضين اكتر من دلوقتى 
النظام السياسى اللى ميحققش طموحات شعبه ملوش أى لزمة 
المجتمع كان ناس فوق الخمسين ودول الحال بالنسبة لهم تمام لكن الشباب كان ضايع والسخط كان من الشباب واحددهم فى شباب الخريجين الجامعيين ايامها لا كان فيه انترنت بالتوسع ده ولا حتى تعرف يعنى ايه تكتك 


لما السيد الرئيس محمد حسنى مبارك تولى رئاسة الجمهورية بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات كان الواحد صغير وكنت احب اشترى الجورنال كل يوم واقرا فيه لانى كنت فى الصحافة المدرسية وكانوا الكبار بيقولوا ده حيظبط البلد لانه بقاله 6 سنين فى منصب نائب الرئيس ودارس كل الملفات يعنى عارف البلد كويس ومشاكلها 
وبصراحة بابا حسنى مكدبش خبر انا فاكر فى الثمانينات كان فيه مؤتمر اقتصادى مع الفرق عن المؤتمر اقتصادى اللى عمله الرئيس السيسى ... السيسى دعى الدول وقالهم : ها مين جاى مين حيدى البلد اى فلوس .. فكر غريب وعجيب 
اما مؤتمر مبارك فكان دكاترة اقتصاد وضعوا خطط للنهوض بالاقتصاد المصرى وحل مشاكله خلال خطة من الف يوم لتحرير الاقتصاد المصرى وربنا كرم مصر بالدكتور الراحل / عاطف صدقى كرئيس للوزراء 

بصراحة بعد 23 يوليو 1952 ربنا كرم مصر ياثنين ملهموش ثالث الدكتور عاطف صدقى والفريق سعد الدين الشاذلى 


والله عليه العوض فى الاثنين دول واحد بطل حرب اكتوبر 1973 والثانى بطل العبور الاقتصادى فى الثمانينات رغم ان الدكتور عاطف صدقى لم يكن دكتور فى الاقتصاد لكن نفذ الروشتة الاقتصادية بنجاح باهر وكان حصان شغل مش زى رئيس الوزراء محلب اللى كان قاعد طول النهار فى الشارع ولا ليه فى التخطيط ولا البطيخ 
وطبعا رئيس وزراء مصر الحالى انا معرفهوش لانه موظف درجة خامسة بتاع ارشيف

الله يرحم الاثنين الدكتور والفريق 
الدكتور صدقى معومش الجنيه عمال على بطال وبدل من 8.70 جنيه للدولار خلاه 18 جنيه .. لا لا لا لا 
انا عايز الم الدولارات لخزينة الدولة 
كان سعر الفائدة على الدولار 6% تقريبا فتم رفع الفائدة على الجنيه المصرى لتكون 18% .. يا لهوى 
يعنى اللى معاه الف دولار وبيكسب عليها 60 دولار فى السنة يعنى 3000 جنيه تحقق ربح 180 جنيه على اساس سعر 3ج للولار 
لكن لما يحولها الى جنيهات مصرية 3000 جنيه تحقق عائد 540 جنيه سنويا 
طبعا المصريين هجموا وغيروا الدولارات لان المكسب على الجنيه المصرى كان اكتر ليهم 
بغض النظر عن كون هذه السياسة صحيحة او يشوبها عيوب لكنها كانت طريقة لجذب دولارات المصريين مش افرم الجنيه وادبحه واخليه 18 جنيه مع ان سعره فى السوق السوداء كان 12.25 جنيه يعنى بدل 12 اخليه 18 ج  ايه العبط ده 
والله الجنيه عمره ما حيرجع تانى ويمسك نفسه 
فيلم الرجل الثانى : رشدى اباظة مشغل سامية جمال فى الكباريه مع السياح يلعبوا روليت (قمار) وبيبدلوا الدولار بسعر افضل من سعر البنك الجنيه عند رشدى اباظة = 2.5 دولار ... يا خراشى يعنى قيمة الدولار 40 قرش ياخراشى يعنى جنيه زمان يعنى جنيه زمان = 40 جنيه من بتوع دلوقتى ... وفقا لاسعار صرف العملات 
ايام الملك فاروق فى الاربعينات كان سعر الجنيه = 4.1 دولار يعنى الدولار مش محصل 25 قرش 

وفى عهد كباريه رشدى اباظة = 2.5 دولار  وفى 1981 مع اول ايام مبارك كان الجنيه =1.25 دولار وعلى اخر ايامه كان وصل الدولار لسعر 6 جنيه 
لو حبيت تحسب فرق اسعار صرف العملات لنحديد مستوى المعيشة مش حتعرف تعملها بسعر الصرف 
لانه اذا قلنا ايام كباريهات الخمسينات والستينات الجنيه = 2.5 دولار يعنى جنيه امبارح يساوى 40 جنيه من دلوقتى تبقى الحسبة غلط ... ليه ..موظف راتبه 6 جنيه وعايش تمام التمام = 240 جنيه دلوقتى ..... مستحيل 
اقولك على حاجة سعر الجريدة فى النصف الاول من الثمانينات كان قرشين النهارده كام جنيه يعنى 50 ضعف 
ولا اللحمة اللى كانت بسبعين قرشا فى السبعينات مثلا تبقى 140 جنيه يعنى 2000 مرة 
التضخم وما ادراك ما التضخم العدو الاقتصادى الأول للفقراء 
والتضخم العالى يعنى فشلك فى الانتاج وارتفاع سعر الصرف يعنى فشلك فى التصدير وتوسعك فى الاستيراد 
انا أكاد أجزم اننا فى مصر بعد عاطف صدقى معندناش حاجة اسمها اقتصاد بقرش 
دور الدولة انها تنتج وعلشان تنتج لازم يكون عندك ادوات انتاجية رأسمالية يعنى ماكينات تصنيع وماكينات خراطة وورش ومصانع انتاج ادوات رأسمالية يعنى انتج جرارات وانتج الماكينات اللى تحتاجها المصانع .. المواتير والعدد وكل ما له علاقة بالانتاج الرأسمالى .... ساعتها تبقى دولة صناعية ... الحديد والاسمنت والسيراميك دى صناعات ملوثة للبيئة والدول الغربية ضحكت على دول العالم الثالث وتنازلت لها عن تلك الصناعات الملوثة للبيئة والعالم الثالث الأهبل فرح وقطط واعتبره انجاز 
معذرة هذا ما درسناه وتعلمناه فى الاقتصاد رغم كون الحديد والاسمنت سلع استراتيجية لا تقل اهمية عن القمح والسكر والزيوت 

يمكن السبب فى الكتابة فكرة واحدة لم اقترب اليها ولكنى سأذكرها صراحة 
لما كان الدكتور عاطف صدقى بيؤسس لمصر بنية تحتية حقيقية بالكامل لم يسبقه اليها اى وزارة من قبله او بعده (بعد 1952) مصر استدانت المليارات وكان ساعتها الرقم بيقترب من 30 مليار كحجم دين خارجى 
قالولنا جيل الشباب الحالى هو اللى حيتحمل تكلفة هذه الديون لانه بعد تحقيق النجاح والبدء فى سد الديون حيكون عمركم راح ومعلش فرصة تانية بس نوعدكم ان اولادكم لو عرفتم تخلفوهم حيعيشوا فى رخاء والدنيا حتزهزه مع الاجيال الجديدة وتبقى 100 فل وعشرة

والان بعد كل هذه السنين والوضع الاقتصادى الحالى انا شايف ان احفادى حيشوفوا ايام سوداء وان عصر الرخاء الموعود تحفة شيطانية قدمها زعماء العالم الثالث للعُبط شعوب العالم الثالث 
بصراحة انا مش زعلان ان العمر راح هدر .. احتمال ان الدكتور عبد العاطى يرجع تانى ويعملنا جهاز يدخل الازمة الاقتصادية فى الجهاز يطلع منه رخاء يقدمه لجماهير الشعب المصرى يتغذوا عليه ويكون قمة الاعجاز الحلنجى فى القرن 21 للميلاد




ليست هناك تعليقات: