الست أم نوال اثناء وقوفها فى المطبخ وهى بتحضر التقلية الجهنمية للملوخية اللى بيموت فيها ابو نوال اكتشفت ان الثوم بح .. خلص .. فبعتت اصغر ابناءها حماده بيدو ذو السنوات السبعة ليخبط على جارتهم ام سعد ويطلب منها رأس ثوم على سبيل السلف
خبط بيدو على باب شقة أم سعد وفتحت أم سعد واسرع حمادة (اللى هو نفسه بيدو) بالكلام وتبليغ الرسالة قبل ان ينساها : ماما بتقولك عايزة راس توم علشان وهى بتجهز الملوخية للغدا ملقتش عندها غير فص واحد بس واول ما تروح السوق وتشترى حتبعتلك بداله
وكان رد أم سعد طبيعيا جدا وبدون أى فزلكة بل كان كطبيعتها رد يعكس شخصيتها التى تكونت على مدار 17 سنة من جيرة أم نوال : قول لماما فاقد الشئ لا يعطيه
واسرعت أم سعد تغلق الباب بينما ذهب حماده الى امه ليخبرها برد أم سعد دون أن يفهم اى شئ الا انه عاد بدون رأس الثومة المطلوبة ولكن أمه فهمت الرسالة ... تعالى يا بت يا نوال انزلى اشتريلنا ربع كيلو توم
عادة المناطق الشعبية فى مصر أن بعض المؤون تنفذ فجأة وخصوصا بعد 25 يناير 2011 وخصوصا بعد رفع اسعار الدولار وتولى الرئيس العسكرى الجديد للسلطة ليطبق انموذجه الاقتصادى العجيب فى بلاد تعيش على ضفة النهر
لكن ليس من عادة ستات المناطق الشعبية الرد بتلك الطريقة العجيبة على طلب حماده
أم سعد ليست ماجستير فى الفلسفة والجعلصة والتحليل الامبريقى للألفاظ والمسميات
هو احنا من امتى بنرد فى كلامنا بمثل تلك الطريقة الفصحى التى تبنتها أم سعد فاقد الشئ لا يعطيه
العادة : والنبى ما عندى يا ابنى ريحته (الثوم)
ان أم نوال بطبيعتها ست لكاكة سخيفة تفضل تلت وتعجن فى الكلام مما يجعل جاراتها بل زوجها واولادها ينفرون من طريقتها واسلوبها وطلباتها .. ولما تيقنت أم سعد من تلك السفاهة والسخافة قررت وفق توجيهات سى الاستاذ أبو سعد مدرس التوجيهى أن تعاملها بطريقة مقتضبة وغير عشوائية بل اتبعت معها منهج خير الكلام ما قل ودل مع سرد الالفاظ وتبنى خطاب بالعربية الفصحى من شأنه أن يلم سخافة أم نوال
وبصفتى جار احتمالى لكل من هى أم نوال وأم سعد ولا ينفك الامر يتكرر فى كل بيت فى بيوت مصر فإنى أرى ان فاقد الشئ لا يعطيه فأم سعد بالفعل معندهاش توم وان تلك اللفظة فاقد الشئ لا يعطيه هى فى محلها واستخدام سليم لما يتضمنه الموقف ولكن جرت العادة منذ صغر كل جيل أن يصب المجتمع فى فنطاس دماغه معلومات وعبارات لها مدلول موجه قد يغير المعنى تماما او يحيد به عن مقصوده
لقد جرى الفهم ان فاقد الشئ لا يعطيه عبارة تنصرف على العموم لكل المفاهيم فهى شاملة لكل شئ ولكل المفاهيم والمعانى ، فى حين انها عبارة مخصوصة تنسجم مع الاشياء المادية المسلموسة مثل رأس الثوم وحزمة الكسبرة وايد الهون
طبيعى انى معنديش ميدالية واتبرع بميداليتى اليك ... معنديش يا عم الحاج
الجارة تطلب كوب زيت سلف والنعمة خلص ومعنديش
فاقد الشئ لا يعطيه فعلا فى كل ما هو مادى وملموس وممسوك ويشترى ويباع
أما فى المفاهيم المعنوية (التى ليست هى اشياء) فالأمر يختلف تماما
افترض اننى قد تربيت يتيما لطيما لا ابوين ولا خالين ولا عمين ولم أجد واستشعر فى حياتى المتقلبة الشعور والدفئ الأسرى معنى كده انى لما اتجوز واكون أسرة مش حقدر أوفر لهم شعور الحب والدفئ الأسرى لانى اصلا معرفهوش ومتعاملتش معاه قبل كده
هل لاننى لم اعشق فتاة يوما فلن استطيع أن اعشق
لماذا لا تقول ان فاقد المعنى - المحروم من المعنى تنتابه حالة من النقصان والاحتياج الى المعنى طالما انه يراه متوفر لدى من حوله فيبدأ فى الملاحظة والتسجيل والتجريب .. يبدأ فى تدوين مصفوفة المعنى ليرى فيه علاقاته وتداخلاته وتفاعلاته كيف تبدأ واين تمر وإلى أين تنتهى وتبدأ القوى المخيلة فى رسم صورة ميتافيزيقية لكل تلك العلاقات ليخرج لنفسه صورة نهائية وحين تحين التجربة ليمارس بنفسه تلك الصورة حين يتشابك واقعه ليتفاعل مع تلك الحالة (الغير متوفرة ومفقوده عنده بالاساس الا من صورة ذهنية كونها فى مخيلته) فقد تجده حينها يعيد بعد التفكيك التركيب دون تفتيت
ستجد رجال يعلمون الآخرون كيف تكون الأبوة وهم فى اصلهم ولدوا يتامى ولم ينعموا ابدا بحياة الأب
ستجد من بين كل الحرامية وليد يرفض ان يكون حرامى زى عيلته
وستجد فى وحل الهباشين والنتاشين من هو شريف عفيف
فاكرين محيى (محمد هنيدى) فى فيلم سور الصين العظيم من عيلة هباشة نتاشة لكن محيى بدون توسع فى التحليل لا هباش ولا نتاش
اننا فى اوقات كثيرة نتعلم المعانى من الاخرين فأم سعد تعلمت مفهوم السفه والعبط من افعال ام نوال .. استفادت كثيرا من تجربتها مع هذه الجارة العبيطة السخيفة وبمساعدة زوجها سى الاستاذ أبو سعد مدرس التوجيهى تكونت لدى أم سعد قاعدة معلوماتية ذهنية جديدة وهى مفهوم الحلم مع العبيط زى لا تحمى (الاستحمام) العبيط ولا تخلى العبيط يحميك
وتعلمت من كتر رغى الوليه أم نوال أن خير الكلام ما قل ودل
وتعلمت من سخافة أم نوال معنى القول الإلهى الكريم ( واعرض عن الجاهلين)
أم سعد لم يكن بداية اى قاعدة ذهبية عن تلك الاخلاق الحميدة الجديدة التى تعلمتها بمرور الزمن من تعاسة لقاءاتها ومعاشرتها لأم نوال ... انها (ام سعد) كانت تفتقد ولا زالت تفتقد تلك المعانى من السفه والسخف واللك والعبط
انها فى هذه الحالة أفرزت الضد انتجت حلم واعراض وحكمة
ان فاقد المفهوم يستطيع ان يعطيك أروع ما فى المفهوم ويعطيك ما فوق المفهوم
أما اللى معندوش راس توم فيستحيل يديك فص
خبط بيدو على باب شقة أم سعد وفتحت أم سعد واسرع حمادة (اللى هو نفسه بيدو) بالكلام وتبليغ الرسالة قبل ان ينساها : ماما بتقولك عايزة راس توم علشان وهى بتجهز الملوخية للغدا ملقتش عندها غير فص واحد بس واول ما تروح السوق وتشترى حتبعتلك بداله
وكان رد أم سعد طبيعيا جدا وبدون أى فزلكة بل كان كطبيعتها رد يعكس شخصيتها التى تكونت على مدار 17 سنة من جيرة أم نوال : قول لماما فاقد الشئ لا يعطيه
واسرعت أم سعد تغلق الباب بينما ذهب حماده الى امه ليخبرها برد أم سعد دون أن يفهم اى شئ الا انه عاد بدون رأس الثومة المطلوبة ولكن أمه فهمت الرسالة ... تعالى يا بت يا نوال انزلى اشتريلنا ربع كيلو توم
عادة المناطق الشعبية فى مصر أن بعض المؤون تنفذ فجأة وخصوصا بعد 25 يناير 2011 وخصوصا بعد رفع اسعار الدولار وتولى الرئيس العسكرى الجديد للسلطة ليطبق انموذجه الاقتصادى العجيب فى بلاد تعيش على ضفة النهر
لكن ليس من عادة ستات المناطق الشعبية الرد بتلك الطريقة العجيبة على طلب حماده
أم سعد ليست ماجستير فى الفلسفة والجعلصة والتحليل الامبريقى للألفاظ والمسميات
هو احنا من امتى بنرد فى كلامنا بمثل تلك الطريقة الفصحى التى تبنتها أم سعد فاقد الشئ لا يعطيه
العادة : والنبى ما عندى يا ابنى ريحته (الثوم)
ان أم نوال بطبيعتها ست لكاكة سخيفة تفضل تلت وتعجن فى الكلام مما يجعل جاراتها بل زوجها واولادها ينفرون من طريقتها واسلوبها وطلباتها .. ولما تيقنت أم سعد من تلك السفاهة والسخافة قررت وفق توجيهات سى الاستاذ أبو سعد مدرس التوجيهى أن تعاملها بطريقة مقتضبة وغير عشوائية بل اتبعت معها منهج خير الكلام ما قل ودل مع سرد الالفاظ وتبنى خطاب بالعربية الفصحى من شأنه أن يلم سخافة أم نوال
وبصفتى جار احتمالى لكل من هى أم نوال وأم سعد ولا ينفك الامر يتكرر فى كل بيت فى بيوت مصر فإنى أرى ان فاقد الشئ لا يعطيه فأم سعد بالفعل معندهاش توم وان تلك اللفظة فاقد الشئ لا يعطيه هى فى محلها واستخدام سليم لما يتضمنه الموقف ولكن جرت العادة منذ صغر كل جيل أن يصب المجتمع فى فنطاس دماغه معلومات وعبارات لها مدلول موجه قد يغير المعنى تماما او يحيد به عن مقصوده
لقد جرى الفهم ان فاقد الشئ لا يعطيه عبارة تنصرف على العموم لكل المفاهيم فهى شاملة لكل شئ ولكل المفاهيم والمعانى ، فى حين انها عبارة مخصوصة تنسجم مع الاشياء المادية المسلموسة مثل رأس الثوم وحزمة الكسبرة وايد الهون
طبيعى انى معنديش ميدالية واتبرع بميداليتى اليك ... معنديش يا عم الحاج
الجارة تطلب كوب زيت سلف والنعمة خلص ومعنديش
فاقد الشئ لا يعطيه فعلا فى كل ما هو مادى وملموس وممسوك ويشترى ويباع
أما فى المفاهيم المعنوية (التى ليست هى اشياء) فالأمر يختلف تماما
افترض اننى قد تربيت يتيما لطيما لا ابوين ولا خالين ولا عمين ولم أجد واستشعر فى حياتى المتقلبة الشعور والدفئ الأسرى معنى كده انى لما اتجوز واكون أسرة مش حقدر أوفر لهم شعور الحب والدفئ الأسرى لانى اصلا معرفهوش ومتعاملتش معاه قبل كده
هل لاننى لم اعشق فتاة يوما فلن استطيع أن اعشق
لماذا لا تقول ان فاقد المعنى - المحروم من المعنى تنتابه حالة من النقصان والاحتياج الى المعنى طالما انه يراه متوفر لدى من حوله فيبدأ فى الملاحظة والتسجيل والتجريب .. يبدأ فى تدوين مصفوفة المعنى ليرى فيه علاقاته وتداخلاته وتفاعلاته كيف تبدأ واين تمر وإلى أين تنتهى وتبدأ القوى المخيلة فى رسم صورة ميتافيزيقية لكل تلك العلاقات ليخرج لنفسه صورة نهائية وحين تحين التجربة ليمارس بنفسه تلك الصورة حين يتشابك واقعه ليتفاعل مع تلك الحالة (الغير متوفرة ومفقوده عنده بالاساس الا من صورة ذهنية كونها فى مخيلته) فقد تجده حينها يعيد بعد التفكيك التركيب دون تفتيت
ستجد رجال يعلمون الآخرون كيف تكون الأبوة وهم فى اصلهم ولدوا يتامى ولم ينعموا ابدا بحياة الأب
ستجد من بين كل الحرامية وليد يرفض ان يكون حرامى زى عيلته
وستجد فى وحل الهباشين والنتاشين من هو شريف عفيف
فاكرين محيى (محمد هنيدى) فى فيلم سور الصين العظيم من عيلة هباشة نتاشة لكن محيى بدون توسع فى التحليل لا هباش ولا نتاش
اننا فى اوقات كثيرة نتعلم المعانى من الاخرين فأم سعد تعلمت مفهوم السفه والعبط من افعال ام نوال .. استفادت كثيرا من تجربتها مع هذه الجارة العبيطة السخيفة وبمساعدة زوجها سى الاستاذ أبو سعد مدرس التوجيهى تكونت لدى أم سعد قاعدة معلوماتية ذهنية جديدة وهى مفهوم الحلم مع العبيط زى لا تحمى (الاستحمام) العبيط ولا تخلى العبيط يحميك
وتعلمت من كتر رغى الوليه أم نوال أن خير الكلام ما قل ودل
وتعلمت من سخافة أم نوال معنى القول الإلهى الكريم ( واعرض عن الجاهلين)
أم سعد لم يكن بداية اى قاعدة ذهبية عن تلك الاخلاق الحميدة الجديدة التى تعلمتها بمرور الزمن من تعاسة لقاءاتها ومعاشرتها لأم نوال ... انها (ام سعد) كانت تفتقد ولا زالت تفتقد تلك المعانى من السفه والسخف واللك والعبط
انها فى هذه الحالة أفرزت الضد انتجت حلم واعراض وحكمة
ان فاقد المفهوم يستطيع ان يعطيك أروع ما فى المفهوم ويعطيك ما فوق المفهوم
أما اللى معندوش راس توم فيستحيل يديك فص