ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلۡغَفُورُ [سبأ:1-2]
قال: هل تلوت الاية ؟
نعم قد تلوتها
قال: ماذا وجدت فيها ؟
نشكر الله ونحمده دنيا واخره وهو عليم بكل ما فى الارض والسماء وهو عز وجل حكيم خبير رحيم غفور
- فأخذ يتعجب من الرد وكأنه لم يروق له -
قال:هل قرأت الآية ؟
نعم ها انا أقرأها
قال: وما وجدت فى قراءتها؟
سبحانه لا اله الا هو مالك السموات والارض محمود فى الدنيا ومحمود فى الاخرة فلا اعظم ولا اعز ولا اجل من الله فهو المحمود على الحقيقة فى الدنيا - زمان السموات والارض- وفى الاخرة
هل وجدت ان الله فى الاية رحيم بالمؤمنين ؟؟؟
لا قد قرأته رحيم غفور لكل ما حوته السماء والارض كما هو خبير بكل هذا مؤمنهم وكافرهم من جميع ما بالسموات والارض
...
من الطبيعى جدا أن تجد رحمة الله قريبة من :
المحسنين
المؤمنين
التائبين : راجع ايات التواب الرحيم
المستغفرين : راجع ايات الغفور الرحيم
عامة يتعين علينا احصاء اللفظ رحمة فى ايات الكتاب لتفهم كيف جاءت الرحمة كصفة ويرحم كفعل الهى ولعدم التطويل اختصرت فى عرض الويب عرض تلك الايات واكتفيت بعرض الأسماء والصفات الالهية المرتبطة بالرحمة أو بالاسم الرحيم واختصر كثير من الشروح فى تبيان الاسماء التى ارتبطت بالرحيم فى المواضع التى ستوضح
فمن الطبيعى ان يكون الله رحيما بمن يطيعه ومن يستغفره ومن يتوب عليه ومن آمن بكتبه وانبياءه ورسله وتجد الله ايضا
{ رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [الإسراء:66].
ولأعرض لك مناسبة الايات مع بعضها من سورة الاسراء لتدرك ان القول الالهى لا يختص بالمؤمنين ولكنه لعامة الناس فالقصة تبدأ مع آدم
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِينٗا ٦١ قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا ٦٢ قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا ٦٣ وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَيۡهِم بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا ٦٤ إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا ٦٥ رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزۡجِي لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ فِي ٱلۡبَحۡرِ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ٦٦ وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ كَفُورًا ٦٧ أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا ٦٨ أَمۡ أَمِنتُمۡ أَن يُعِيدَكُمۡ فِيهِ تَارَةً أُخۡرَىٰ فَيُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ قَاصِفٗا مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغۡرِقَكُم بِمَا كَفَرۡتُمۡ ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ عَلَيۡنَا بِهِۦ تَبِيعٗا ٦٩ ۞وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا ٧٠
فلنتلو من بداية سورة النحل لتعلم متعلق الرحمة الالهية بخلقه
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ١ يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ ٢ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ تَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ٣ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ ٤ وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ ٥ وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ ٦ وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ إِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ٧ وَٱلۡخَيۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةٗۚ وَيَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٨ وَعَلَى ٱللَّهِ قَصۡدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنۡهَا جَآئِرٞۚ وَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ
واحيلك فى هذا الخصوص من فضلكك أن تعاود التفكير فى اية البسملة بسورة النمل
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [النمل:30].
ولتقرأ القصة جيدا
قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ ٢٩ إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣٠ أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ ٣١ قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ ٣٢ قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ ٣٣ قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ ٣٤ وَإِنِّي مُرۡسِلَةٌ إِلَيۡهِم بِهَدِيَّةٖ فَنَاظِرَةُۢ بِمَ يَرۡجِعُ ٱلۡمُرۡسَلُونَ ٣٥ فَلَمَّا جَآءَ سُلَيۡمَٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٖ فَمَآ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَيۡرٞ مِّمَّآ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ ٣٦ ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ ٣٧
من الواضح ان سليمان ابتدأ باسم الله الرحمن وعظم صفة الله بالرحيم ولكن سليمان لم يكن عطوفا رؤوفا بسبأ ليقدم لهم صفات الرحمة ( الرحمن + الرحيم) بل قدم لهم اسماء الالوهية والربوبية والجبروت واعقبها بالرحمة ان تبعوه وهذا ما حدث بالفعل
رجل يأمرهم بالاستسلام لأمره وأمر ربه وفهمت المرأة الرسالة بأنها تهديد صريح ومباشر فكان اول قولها لقومها ان الملوك يفسدون فى الارض ويذلون أهل الممالك والقرى الاخرى التى لا تستجيب لهم وأرادت اختبار سليمان بالهدية ولنلاحظ ردة فعل سليمان العنيفة بقراره جمع الجنود ومحاربتهم واخراجهم من ديارهم
هل تظن انك فى فكرك الدارج لما تخاف من عفريت أو ايا كان تقول بسم الله الرحمن الرحيم بدافع الرحمة ام بدافع استجلاب الجبروت الالهى لمن اراد بك سوءا
واكرر انت تستعيذ بقوى متين لا برحيم عطوف رؤوف
قد اطلت عليك رغم اختصار كثير من نقاط البحث واخفيت ما اخفيت وان كان اعظم ما اخفيت التفرقة بين الالوهية والربوبية وخلط الناس بينهما واخفيت معنى الرحمن أو بصريح العبارة كيف اصبح الله رحمانا فما الذى يدلل عليه اسم الله وما الذى يدلل عليه اسم الرحمن
وأعاود قولى مشددا عليه ان من يدعون انهم اولياء الله من مشايخ الطرق الصوفية كذبوا على الناس بمعرفتهم لله فأغلب المعاصرين منهم يقولون ان الرحمن اسم وصفة لله وهكذا سمعت بأذنى من احدهم وجهلوا فيما يقولون عن الله مقلدين لمن سبقوهم وجهلوا بمعرفة الله الحق الذى لم أزل فيه حتى يومى حائرا وليهدينى الله واياكم الى صراطه المستقيم
ولعلك ايها الولى الصادق ان صدقت ولقيت ربك فى احد معارجك أو وقعاتك تسأل ربك عن اسمه تعالى عز وجل الرحمن فيخبرك ويدلك عليه كما هو بين وواضح ومستقيم فى كتابه الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق